المقال : ( السياب ) بين الذهاب و الإياب .
كتب (هادي الحسيني) عن مشاهدته لبرنامج ، عن حياة الشاعر العراقي (بدر شاكر السياب) و كيف تم علاجه في مستشفى لبناني ، عام 1962م ، و قد فشلت عمليته ، الأمر الذي ناشد الادباء في (لبنان) الزعيم (عبد الكريم قاسم) بأن ينقذ حياة هذا الشاعر المهم ، فأمر قاسم ، بمنحة للشاعر ، و قدرها 500 دينار عراقي ، و يذهب الى العلاج في (لندن) و أثناء علاجه ، داخل المستشفى البريطاني ، الذي وافق يوم 8 شباط ، وجاء الطبيب المعالج ، ليقول للسياب ، هل سمعت أخبار بلدك العراق ؟ ، فقال : لا ، قال الطبيب: إن الزعيم قاسم قد مات هذا اليوم .... كان السياب لا يستطيع تحريك قدميه بسبب الشلل ، وحين سمع بالخبر قال للطبيب ، أجمل خبر سمعته ، و أحس الآن بأني أستطيع المشي . يضيف الحسيني ، السياب ناكر للجميل و لعل الشاعر الراحل (جان دمو) كان على حق حين قال أن البياتي أفضل منه بكثير . ( إ هـ . عدنان أبو زيد ) . في طريق عودة السياب من لندن الى العراق عام 1963م ، مر (بباريس) و قضى فيها أياماً ، بصحبة بعض الأصدقاء ، و منهم (سيمون جارحي) و الصحفية البلجيكية الأصل (لوك نوران) التي كان قد التقى بها في (بيروت) من قبل ، و كانت مهتمة بترجمة بعض شعره الى الفرنسية . و قد ساعده سيمون جارحي في إستشارة طبيب فرنسي مختص بالأعصاب ، ولم يختلف تشخيص الطبيب الفرنسي عن تشخيص الأطباء الإنكليز ، في ندرة مرض بدر ، و عدم توصل العلم آنذاك لعلاجٍ له . فارق بدر الحياة ، في المستشفى الأميري (بالكويت) يوم الخميس 24 كانون الأول عام 1964م . في يوم إستمر هطول المطر فيه بدون توقف ، كأني به ، يودع إنساناً تغنى به طويلاً ، و أنشد أجمل و أروع قصائده فيه ، نقل جثمان بدر الى (البصرة) بصحبة صديقه الوفي (علي السبتي) و وصلت الجنازة (العراق) في اليوم الذي يحتفل العالم كله بميلاد السيد المسيح ، الذي طالما تماهى بدر بسيرته . و وري الثرى في مقبرة (الحسن البصري) و لم يمش في جنازته إلا نفر قليل ، إلا أن المطر ظل ينهمر .
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
كتب (هادي الحسيني) عن مشاهدته لبرنامج ، عن حياة الشاعر العراقي (بدر شاكر السياب) و كيف تم علاجه في مستشفى لبناني ، عام 1962م ، و قد فشلت عمليته ، الأمر الذي ناشد الادباء في (لبنان) الزعيم (عبد الكريم قاسم) بأن ينقذ حياة هذا الشاعر المهم ، فأمر قاسم ، بمنحة للشاعر ، و قدرها 500 دينار عراقي ، و يذهب الى العلاج في (لندن) و أثناء علاجه ، داخل المستشفى البريطاني ، الذي وافق يوم 8 شباط ، وجاء الطبيب المعالج ، ليقول للسياب ، هل سمعت أخبار بلدك العراق ؟ ، فقال : لا ، قال الطبيب: إن الزعيم قاسم قد مات هذا اليوم .... كان السياب لا يستطيع تحريك قدميه بسبب الشلل ، وحين سمع بالخبر قال للطبيب ، أجمل خبر سمعته ، و أحس الآن بأني أستطيع المشي . يضيف الحسيني ، السياب ناكر للجميل و لعل الشاعر الراحل (جان دمو) كان على حق حين قال أن البياتي أفضل منه بكثير . ( إ هـ . عدنان أبو زيد ) . في طريق عودة السياب من لندن الى العراق عام 1963م ، مر (بباريس) و قضى فيها أياماً ، بصحبة بعض الأصدقاء ، و منهم (سيمون جارحي) و الصحفية البلجيكية الأصل (لوك نوران) التي كان قد التقى بها في (بيروت) من قبل ، و كانت مهتمة بترجمة بعض شعره الى الفرنسية . و قد ساعده سيمون جارحي في إستشارة طبيب فرنسي مختص بالأعصاب ، ولم يختلف تشخيص الطبيب الفرنسي عن تشخيص الأطباء الإنكليز ، في ندرة مرض بدر ، و عدم توصل العلم آنذاك لعلاجٍ له . فارق بدر الحياة ، في المستشفى الأميري (بالكويت) يوم الخميس 24 كانون الأول عام 1964م . في يوم إستمر هطول المطر فيه بدون توقف ، كأني به ، يودع إنساناً تغنى به طويلاً ، و أنشد أجمل و أروع قصائده فيه ، نقل جثمان بدر الى (البصرة) بصحبة صديقه الوفي (علي السبتي) و وصلت الجنازة (العراق) في اليوم الذي يحتفل العالم كله بميلاد السيد المسيح ، الذي طالما تماهى بدر بسيرته . و وري الثرى في مقبرة (الحسن البصري) و لم يمش في جنازته إلا نفر قليل ، إلا أن المطر ظل ينهمر .
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق