اليوم : التاسع و العشرون من رمضان .
المقال : الإسلام في بلاد الغال ( فرنسا ) .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في فرنسا http://youtu.be/
الصورة : إفتتاح (مسجد الإحسان) أكبر مسجد و مدرسة إسلامية في أوربا (8000 م٢) من قبل رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق (رانسوا فيون) في (ارجنتاي - ضاحية باريس ، حيث يعيش فيها أكثر من 30000 مسلم) في اول مبادرة من نوعها لرئيس حكومة .
كان أول من غزا (بلاد غالة - فرنسا) من ولاة الأندلس : السمح بن مالك الخولاني (100- 102هـ) فقد بدأ بالاستيلاء على أربونة، ثم مضى في تقدمه حتى فتح طولوشة أو تولوز، واستولى على ولاية سبتمانية كلها، وأقام بها حكومة مسلمة في هذا الوقت المبكر. وقد اتخذ من أربونة قاعدة للجهاد وراء جبال البرت، وتوغل في إقليم أكيتانية، غير أنه استُشهد في يوم عرفة سنة 102هـ في موقعة بالقرب من طولوشة . تولى بعده عنبسة بن سحيم الكلبي سنة 103هـ، وقد عبر بجيوشه جبال البرتات، وتابع حركة الفتوح لإقليم سبتمانية بمدنه السبع، وافتتح إقليم بروفانس، واتجه شرقا حتى بلغ نهر الرون ثم صعد مع النهر شمالا حتى بلغ مدينة ليون. وتوغل بعدها حتى كان على بعد 70 كم من جنوبي باريس الحالية، وهي أبعد نقطة وصل إليها المسلمون شمالا، وتبعد نحو 800 كم شمال جبال البرتات، وفي طريق عودته ، قتله الفرنجة ، سنة 107هـ . وفي 112هـ ، عُيِّن ثانيةً ، عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي والياً ، وسار بجيوشه (100000) نحو الشمال، وعبر جبال ألبرت من طريق بنبلونة متجها إلى دوقية أكيتانية -أعظم ولايات غالة في ذلك الوقت- فاكتسحها، ودخل عاصمتها برديل عنوة، ثم واصل زحفه حتى أشرف بجيشه على نهر اللوار واستولى على مدينتي بواتييه وتور، وما كاد يخرج الجيش الإسلامي من بواتييه في طريقه نحو باريس حتى فوجئ بوصول جيش هائل من الفرنج والمرتزقة يقوده (شارل مارتن - قارله) وعلى بعد 20 كم شمال بواتييه في الطريق إلى تور جنوبي مجرى اللوار في موضع قريب من طريق روماني قديم هو المسمى بالبلاط, حدثت معركة بلاط الشهداء - بواتييه) في أواخر شعبان 114هـ . وإستمرت 8 أيام . وعلى الرغم من هزيمة المسلمين فيها ، فقد بقيت حامية عسكرية عربية في مدينة أربونة جنوب غربي فرنسا نحو 20 سنة محتفظة بذلك البلد وبجانب كبير من سبتمانية، ولم ينسحب المسلمون من غالة تماماً إلا بعد قيام الدولة الأموية في الأندلس سنة 138هـ وقرار صقر قريش عبد الرحمن الداخل بسحب قوات المسلمين من غالة . وفي القرن 3هـ استطاع البحارة الأندلسيون الاستيلاء على مدينة نيس واستوطنوا الشواطئ الفرنسية الجنوبية ونشأت دولة أندلسية في جنوب فرنسا ووصلت إلى سويسرا ولم تهزم هذه الدولة إلا بعد 82 عاماً، واحتل الأغالبة جزيرة كورسيكا في سنة 191 هـ وظلّوا فيها 142 عاماً . وفي القرن 16م نفت إسبانيا الكاثوليكية الغالبية من الموريسك إلى جنوب فرنسا وقد بلغ عدد هؤلاء المسلمين الذين يبطنون إسلامهم أكثر من 150000 واندمجوا مع تعاقب الأجيال في المجتمع الفرنسي . وسواء احتلت فرنسا بلادا إسلامية (الجزائر عام 1830) أم انسحبتْ عنها فقد صحب ذلك في كلتى الحالتين هجرة لأعداد ضخمة من المسلمين إلى أرضها . وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أصدرت فرنسا قانونا، يعدّ استثناء من علمانيّتها، يمكّنها من بناء مسجد ومعهد إسلامي في عاصمتها لمكافأة المسلمين وعرفانا منها لتضحيتهم في الدّفاع عنها. وقد دشّنت هذه المؤسّسة الدينية في الدائرة الخامسة من باريس في حفل رسمي عالمي سنة 1926م . يصل عدد المسلمين في فرنسا اليوم الى أكثر من 6 مليون نسمة مع أكثر من 2265 مسجد.. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق