الأربعاء، 29 يونيو 2016

المسلمون في النمسا .


اليوم : الخامس و العشرون من رمضان .
المقال : المسلمون في النمسا .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في النمسا http://youtu.be/_Nhmds4IStc
الصورة : طالبات مسلمات من النمسا خلال تلقيهن الدروس الدينية .
كان أول وصول للإسلام إلى وسط أوروبا في أثناء التقدم العثماني نحو فيينا وكان أول حصار تركي لها في سنة 963 هـ - 1549م ودارت رحى الحرب بعنف وشراسة ، وجاء الحصار الثاني لفيينا في سنة 1095 هـ - 1683 ولم يتقدم الأتراك أكثر من مشارف فيينا ، فلذلك كان دخول الإسلام للنمسا عن طريق المهاجرين اّلأتراك . وتم الاعتراف بالإسلام عام 1812 كدين رسمي في البلاد ، ولم يمض وقت طويل على اقتطاع النمسا (البوسنة والهرسك) من الدولة العثمانية سنة 1878 حتى استقر في فيينا مفتي مسلم رفيع المستوى، وتم الاعتراف بالجماعة الدينية الإسلامية، على المذهب الحنفي في 1874 والذي مهَّد لصدور "قانون الإسلام" في الإمبراطورية النمساوية المجرية عام 1912، وفي عام 1883 أنجزت المطبعة الحكومية في فيينا كتاباً بالألمانية عن الأحوال الشخصية بعنوان "قوانين الزواج والأسرة والإرث الإسلامية للمحمديين ‍‍‍‍‍‍ حسب المذهب الحنفي" . وفي عام 1909 دخلت حيز التنفيذ تشريعات للتنظيم الإداري للشؤون الدينية الإسلامية، والأوقاف الإسلامية، بالإضافة إلى الشؤون المدرسية . وضمت العاصمة النمساوية فيينا مسجداً في شارع آلزر قبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها. واضطلع مفتي الجيش النمساوي بدور الرعاية الدينية للجنود المسلمين. بل إنّ القوات البوسنية كانت من أبرز الوحدات العسكرية في الجيش النمساوي، فقد أبلت بلاءً حسناً في معاركها على الجبهة الإيطالية عام 1916 ومن هنا جاءت تسمية شارع "تسفاير بوسنياكن" الكائن في مدينة غراتس النمساوية . وفي أثناء الحرب وحتى انهيار إمبراطورية النمسا عام 1918 ؛ كانت المدارس في فيينا وسراييفو تقدم للتلاميذ المسلمين الملتحقين بها مواد إسلامية . وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية . فقد قام مسلموا النمسا عام 1933 بتشكيل الرابطة الثقافية الإسلامية، لكنّ هذه الجمعية الإسلامية سرعان ما حُلّت إثر دخول القوات النازية إلى الأراضي النمساوية في العام 1939، وكانت النمسا آنذاك قد أصبحت جزءاً من الرايخ الألماني الثالث وعرفت بـ"أوستمارك" . وتم أثناء الحرب العالمية الثانية تشكيل مؤسسة جديدة باسم الجالية الإسلامية بفيينا. وتم حل الجمعية في العام 1948. زادت هجرة المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية ، فوصلت إليها هجرات إسلامية من يوغسلافيا ، ثم جاء إليها العديد من العمال الأتراك وهم يمثلون أكبر جالية مسلمة في النمسا ، ثم يليهم المسلمون اليوغسلاف ، ثم مسلموا الأقطار العربية ، ويعمل المسلمون بالصناعة والتجارة . ويتواجدون في مدن فيينا ولينز وسالزبورج ، وبالنمسا أندية للعمال المسلمين تتعاون مع جمعية الخدمات الإسلامية الاجتماعية . وفي الخمسينيات من القرن العشرين بدأت جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية نشاطها، باتجاه إعادة إحياء الاعتراف القانوني بالإسلام ، الأمر الذي تحقق بالفعل عام 1979. والمسلمون في النمسا يتمتّعون بكثير من الحقوق والمزايا التي لا تتوفر في كثير من دول الغرب، ويبلغ تعدادهم حالياً قرابة المليون مسلم، ينخرطون في كل الأعمال تقريباً حتى الجيش و يجدون الاحترام والتقبّل من غيرهم . ويُقدّر عدد المساجد في النمسا بأكثر من 100 مصلٍّى ومسجد ، و على رأسها المركز الإسلامي في فيينا الذي تأسس عام 1979 .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...