الأربعاء، 22 يونيو 2016

الإسلام قبل كولومبس في (أمريكا)


اليوم : الرابع عشر من رمضان .
المقال : الإسلام قبل كولومبس في (أمريكا) .
الصورة : المسلمون في أمريكا يشجبون دعوة (ترامب) لمنع المسلمين دخول أمريكا .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في أمريكا http://youtu.be/nMP39sSaYyo
رغم أن المؤرخين يعدون البحار الإيطالي كريستوفر كولومبس -الذي عمل تحت العلم الأسباني- مكتشف العالم الجديد، فإن هناك من المؤرخين من يؤكد وصول جماعات بشرية من العالم القديم -أفريقيا وآسيا وأوربا- إلى العالم الجديد قبل كولومبس، معتمدين في ذلك على العديد من الشواهد الأثرية في الأمريكتين، بل وما كتبه كولومبس في مذكراته. واستنادا إلى ما ذكره "بارتولو ميه دي لاس كاساس" نقلا عن مذكرات كولومبس الضائعة "يوميات الرحلة الأولى"؛ فإن كولومبس عندما وصل بسفينته إلى كوبا في أكتوبر 1492م شاهد أثرا لمسجد على قمة أحد الجبال وله مآذن ونقوش ومكتوب على جدرانه بعض الكتابات العربية، وعندما وصل إلى هاييتي في رحلته الثانية قدم له الهنود رماحا تشبه رماح المسلمين الأفريقيين كما شاهد زنوجا أفريقيين . وحين أسس أول مستعمرة له في كوبا وجد كولومبس أن طعام الهنود الحمر مشابه لطعام المسلمين وهو ما أثار دهشته ظنا منه أنهم "محمديون"، على نحو ما سجله في يومياته. كما وجد الأسبان مخطوطات أثرية إسلامية في كوبا وغيرها من بلدان الأمريكتين. ونشرت مجلة المقتطف في عددي أغسطس 1926 وفبراير 1945 مقالين عن مجلة العالم اليوم لبرتن كلين أشار فيهما إلى وجود كلمات عربية في لغة الهنود تعود إلى عام 1290م أي قبل اكتشاف كولومبس لكوبا والأمريكتين بمئتي عام . و هذه أدلة على وجود مجموعات كبيره من الهنود الحمر في أمريكا اعتنقت الإسلام قبل إكتشاف "كولومبس" لها . ومن غير الواضح كيف وصل هؤلاء المسلمون إلى كوبا والعالم الجديد؛ فهناك آراء تشير إلى احتمال أن تكون هناك رحلات عربية ضلت طريقها في بحر الظلمات (المحيط الهادي) والمحيط الأطلنطي في العصور الوسطى واستقر بها المقام في الأمريكتين، والبعض يشير في ذلك إلى أن مؤسس الأسطول العثماني خير الدين بارباروسا كان قد بعث ببعض السفن لاكتشاف ما وراء البحر (المحيط الأطلنطي)، وهناك أيضا رواية الأسطولين اللذين بعث بهما الملك منسا موسى (بين 1307-1322م) ملك مملكة ملي (أو مالي) الإسلامية في غرب أفريقيا إلى المحيط الأطلنطي لتعرف ما وراءه، ولم يرجع أي منهما. ولكن على كل حال يبدو أن أوضاع المسلمين في هذه المنطقة تدهورت، وضعفت ثقافة وعقيدة أبنائهم فيما بعد فذابوا في مجتمع الهنود الحمر. وسرعان ما جلب الأوربيون ما يقرب من 10 ملايين من العبيد السود من أفريقيا -منهم 3 ملايين مسلم- لإعمار أمريكا الشمالية والوسطى، ويقدر أن هناك نحو 1.5 مليون نسمة من سكان كوبا من الزنوج والمولدين من البيض والسود. غير أن الأسبان غيروا أسماء الزنوج بمن فيهم المسلمون وخلعوا عليهم أسماء مسيحية وعمدوهم، وقد قاوم بعض المسلمين عمليات التنصير الجبرية ، وأدت الوحشية الأسبانية إلى القضاء على الإسلام في قلوب الزنوج بمنعهم من الصلاة وإجبارهم على اعتناق المسيحية وارتياد الكنائس ولم تقتصر على السكان المسلمين وإنما امتدت لتشمل السكان الهنود أيضا فكانت موجهة ضد كل من يقاوم الدخول في المسيحية . بلغ عدد المساجد في أمريكا عام 2011 (2,106) مسجد ، ويعتقد أن أول مسجد في أميركا بناه مهاجرون ألبان عام 1915 في مدينة بدفورد بولاية ماين، كانوا يعملون في مصنع للنسيج . ولا تزال هناك مقبرة إسلامية في المدينة . وحالياً يعيش في أمريكا ، مايقارب 8 مليون مسلم.

. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...