اليوم : السادس عشر من رمضان .
المقال : أمل الإسلام في ( نيجيريا ) الألم .
أرجو مشاهدة الرابط : المسلمون في نيجيريا http://youtu.be/rBTUdhF7N2Y
وصل الإسلام إلى نيجيريا في وقت متأخر ، مقارنةً ببلاد إفريقية أخرى مثل مصر ومناطق شمال وغرب إفريقيا ، وجاء ذلك بعد إتمام الفتوحات الإسلامية في إفريقيا في عهد الدولة الأموية ، بدايةً من مصر ووصولاً إلى ساحل المحيط الأطلنطي ؛ حيث بدأت قبائل الهوسا ، التي يقطن جزء منها شمالي نيجيريا ، الدخول تحت ظلال الإسلام في القرن (13م -7هـ) إلى أن أظلهم الإسلام بشكل كامل مع بداية القرن (15م) حيث كانت لقبائل الهوسا سبع إدارات تستمد كل منها اسمها من المدينة الرئيسة التي تقطنها ، لكل منها ملك ومجموعة من الوزراء . وتعرضت مناطق الهوسا لهجرات من الشعب الغلاني الذي اختلط بالهوسا ، واعتنق الإسلام ، وكان عمل المسلمين حينئذ التجارة ، والتي كانت طريقهم للإسلام عن طريق التجار المسلمين ، الذين وجدوا في بلاد الصحراء الكبرى جنوبي دولة الخلافة الإسلامية سوقاً لبضائعهم ، وكان للمرابطين دور بارز في انتشار الإسلام في نيجيريا ، كما في عموم غرب إفريقيا ؛ حيث وصل الدعاة المرابطون مع التجار المسلمين إلى نيجيريا وغينيا والكاميرون ومعظم مناطق الصحراء الكبرى وجنوبها حتى الجابون . وأقيمت العديد من الإمبراطوريات الإسلامية في هذه المنطقة في العصور الوسطى ، ومنها إمبراطورية السونجاي ، والتي تقع ناحية الداهومي إلى جهات بوسا شمالي نيجيريا ، وكانت عاصمتها جاو. وفي مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ظهر بين فقهاء شعب الغلاني الشيخ عثمان فودي الذي تلقب بـ(ساركين مسلماني) أي أمير المسلمين ، فوحد الجماعات المسلمة المتناثرة في إقليم الهوسا، والذي شمل أغلب مساحة الغرب الإفريقي، وأعلن الجهاد ضد مملكة جوبير الوثنية لدفع عدوانها عن المسلمين ، واستقر في سكوتو ، واتخذها قاعدة لحملاته ، وبعد أن استتبت الأمور اعتزل الحكم ، وسلم شئون الدولة لأخيه عبد الله وابنه بلو اللذين تقاسما مملكة امتد حكمها من حدود الكاميرون الحالية وحتى حدود مالي الحالية ، وغزت مملكة الشيخ عثمان أجزاء من الغابات الاستوائية باتجاه الوسط الإفريقي ، وطبقت الشريعة الإسلامية على المناطق التي خضعت لها ، واتخذت من المذهب المالكي مذهباً رسمياً لها ، وتم بناء المساجد والمدارس والمكتبات في أنحاء البلاد ، وساد الأمن والبركة بتحكيم الشريعة الربانية ربوع نيجيريا ، فأغاظ ذلك الإنجليز الذين كانوا يستعمرون أكثر الأرض ويفسدون فيها ، فبثوا عيونهم ، ثم أرسلوا جيوشهم حتى أسقطوا الحكم الإسلامي في أوائل القرن العشرين ، وزرعوا وكلاءهم وعملاءهم للسيطرة على البلاد ، وأخذوا في نقض عرى الشريعة عروة عروة ، ونشروا المدارس التنصيرية في طول البلاد وعرضها ، وبدأت مرحلة من الحرب الفكرية بين المنصرين وعلماء المسلمين ، وتم تنصير كثير من الوثنيين بالمال والمناصب والشهوات ، كما تنصر بعض الضعاف من المسلمين لأجل ذلك ، وكان شمال نيجيريا أشد تمسكاً بالإسلام والحمية له من الجنوب الذي فرح أهله بالنفوذ النصراني فيه ، ما عدا قبائل اليورباه المسلمة . ولما استقلت البلاد قبل نحو 45 سنة من الآن عاد العلماء من جديد لإصلاح ما أفسده الإنجليز من عقائد الناس وأخلاقهم ، ومقاومة المد التنصيري التخريبي الذي انتشر انتشاراً كبيراً بسبب الدعم الكبير من مجلس الكنائس العالمي ، والجمعيات التنصيرية الغربية ، لترسيخ الشعائر النصرانية . يشكل المسلمون 50.4% من سكان نيجيريا علما بأن عدد السكان يبلغ حوالي 152 مليون نسمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق