الثلاثاء، 14 يونيو 2016

وصول الإسلام الى {بلاد نهر الفضة (الأرجنتين)}


اليوم : التاسع من رمضان .
المقال : وصول الإسلام الى {بلاد نهر الفضة (الأرجنتين)} .
أرجو مشاهدة الرابط : http://youtu.be/L7souY8Zsyw
الصورة : في عام 1996 بني في الأرجنتين أكبر جامع في أمريكا الجنوبية ، وهو مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي، بمساعدة خادم الحرمين الشريفين، ومساحته 20000 م 2. قدم الرئيس الأسبق كارلوس منعم مساحة أكبر قدرها 34000 م 2 بعد زيارته للمملكة العربية السعودية في عام 1992. كلف المشروع 30 مليون دولاراً أمريكياً، وشمل مسجداً ومكتبة ومدرستين وحديقة. يقع المركز في منطقة باليرمو ببوينس آيرس.
دخل الإسلام إلى أراضي الأرجنتين، منذ أكثر من خمسة قرون، وتحديدا عند اكتشافها على يد الأسبان، حيث وصل إليها الكثير من الأندلسيين المسلمين، الذين تنصروا قهرا وأخفوا إسلامهم. في المقابل، فإن مصادر تاريخية، تؤكد أن المسلمين سبقوا الأسبان، إلى اكتشاف الأرجنتين، وأن السكان الأصليين للبلاد، عرفوا الإسلام قبل أن يصل إليهم المكتشفون الأسبان. وعلى أية حال فإن الجيل الإسلامي الأول من أهل الأندلس، قد لحقه جيل من العبيد الأفارقة، من المسلمين الذين ذاقوا مرارة ووحشية الاستبعاد، حتى وصلوا إلى الأرجنتين، لكن في النهاية، ذاب الأندلسيون والأفارقة، في المجتمع الجديد، وفقدوا هويتهم، وانقطعت صلتهم بالإسلام رويدا رويدا، ولم يبقَ سوى فخر بعض الأندلسيين، بجذورهم العربية، بعد أن تحولوا عن الإسلام. لكن راية الإسلام الخفاقة، عادت إلى تلك الديار البعيدة مرة أخرى، منذ ما يقرب من قرن ونصف ، و تحديدا مع بعض الجاليات العربية، من السوريين واللبنانيين، الذين رحلوا إلى هناك في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن العرب المسلمين، الذين وصلوا إلى الأرجنتين في ذلك الوقت، لم يكن همهم نشر الدعوة الإسلامية، أو إقامة المساجد أو المراكز الإسلامية ، وكان جل اهتمامهم، ينصب على جمع المال والتجارة، ولم يعلموا أبناءهم اللغة العربية، ولا القرآن الكريم، فسرعان ما عادت هويتهم للضياع، وذاب جيل الأبناء منهم، داخل المجتمع الأرجنتيني. عاد الإسلام ثالثة إلى الأرجنتين، في القرن العشرين، مع تجدد الهجرات العربية إلى أراضيه، في نهاية الحربين العالميتين الأولى والثانية، و تنبه المسلمون ، في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، إلى أن هويتهم مهددة بالضياع، فبدؤوا في بناء المساجد والمراكز الإسلامية، والمعاهد الدينية، بغية الحفاظ على دينهم وهويتهم، وتعلم شعائر الإسلام. مثلما هو حال معظم الأقليات المسلمة في العالم، فإنه لا يوجد اتفاق، على أعداد المسلمين في الأرجنتين، لكن أغلب الإحصاءات، تشير إلى أن أعداد المسلمين هناك، لا تزيد عن 2.5 % من سكان البلاد، ويتراوح عددهم من 750 ألف نسمة إلى مليون نسمة، ثلاثة أرباعهم من المهاجرين، سواء العرب أو الهنود والباكستانيين، بينما الربع الآخر من أبناء المجتمع الأرجنتيني، وينتشر المسلمون في كافة مدن الأرجنتين، ولكن العاصمة بيونس أيريس، تستوعب وحدها 200 ألف مسلم . رغم أن الوجود الإسلامي في الأرجنتين، ظل خافتا لعدة قرون، نظرا لأن المسلمين كانوا أرقاء ومهاجرين غرباء، إلا إن السنوات الأخيرة، شهدت صحوة إسلامية واسعة في تلك البلاد، مع تزايد أعداد المسلمين، والاهتمام ببناء المساجد والمراكز الإسلامية، وتعليم وحفظ القرآن الكريم، وإقامة شعائر الإسلام، يضاف إلى ذلك، زيادة طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم، باللغات التي يتحدث بها أهل تلك البلاد، وطباعة الكتب التعليمية، التي تربطهم بالإسلام، وتدعوهم إليه، وترفع مستوى علمهم ووعيهم الشرعي.
. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...