الاثنين، 27 يونيو 2016

الإسلام و يوميات الرحلة الأولى الى ( كوبا )



اليوم : الثالث و العشرون من رمضان.
المقال : الإسلام و يوميات الرحلة الأولى الى ( كوبا ) .
أرجو مشاهدة الرابط :
http://youtu.be/KbnSRqVigzo
الصورة : مسلموا كوبا ممنوعون من بناء المساجد .
استنادا إلى ما ذكره البحار الإيطالي “كريستوف كولومبوس” في مذكراته “يوميات الرحلة الأولى”، فإن سفينته حين وصلت إلى كوبا سنة 1492م، شاهد أثرا لمسجد على قمة أحد الجبال وله مآذن ونقوش ومكتوب على جدرانه بعض الكتابات العربية . وحين أسس أول مستعمرة له في كوبا وجد كولومبس أن طعام الهنود الحمر مشابه لطعام المس...لمين وهو ما أثار دهشته ظنا منه أنهم “محمديون”، على نحو ما سجله في يومياته. كما وجد الإسبان مخطوطات أثرية إسلامية في كوبا وغيرها من بلدان الأمريكيتين . ومن غير الواضح كيف وصل هؤلاء المسلمون إلى كوبا والعالم الجديد؛ فهناك آراء تشير إلى احتمال أن تكون هناك رحلات عربية ضلت طريقها في بحر الظلمات في العصور الوسطى واستقر بها المقام في الأمريكيتين، والبعض يشير في ذلك إلى أن مؤسس الأسطول العثماني “خير الدين بارباروسا” كان قد بعث ببعض السفن لاكتشاف ما وراء المحيط الأطلسي، وهناك أيضا رواية الأسطولين اللذين بعث بهما الملك “منسا موسى” بين 1307-1322م، وهو ملك مملكة مالي الإسلامية في غرب أفريقيا إلى المحيط الأطلنطي لتعرف ما وراءه، ولم يرجع أي منهما. وجاء الإسبان بعدتهم وعتادهم فاستقروا في كوبا وأخذوا في إبادة السكان الأصليين ، وخلال 50 عاما، أباد الإسبان حوالي 30 مليون من السكان الأصليين للمنطقة من الهنود . وسرعان ما جلب الأوربيون ما يقرب من 10 ملايين من العبيد السود من أفريقيا -منهم 3 ملايين مسلم- لإعمار أمريكا الشمالية والوسطى، ويقدر أن هناك نحو 1.5 مليون نسمة من سكان كوبا من الزنوج والمولدين من البيض والسود . أدت الوحشية الإسبانية إلى القضاء على الإسلام في قلوب الزنوج بمنعهم من الصلاة وإجبارهم على اعتناق المسيحية وارتياد الكنائس ولم تقتصر على السكان المسلمين وإنما امتدت لتشمل السكان الهنود أيضا فكانت موجهة ضد كل من يقاوم الدخول في المسيحية . وبقيام الثورة الشيوعية في كوبا عام 1959 بزعامة فيدل كاسترو، حرم المسلمون في كوبا من أي اتصال بالعالم الإسلامي وأصبحوا لا يعرفون أي شيء عن دينهم في ظل نظام شيوعي يدرس الإلحاد في المدارس . لم يسمح كاسترو بإنشاء أي مسجد للكوبيين على الإطلاق، واستثنى فقط البيت العربي في هافانا القديمة والذي ظل المكان الوحيد في كوبا الذي تسمح الحكومة بفتحه مدة 3 ساعات كل يوم جمعة لأداء صلاة الجمعة . وبعد سنة 1991 لم يسمح للمسلمين بالصلاة في البيت العربي، كما لم تسمح الحكومة بإجراء أي تعداد لهم أو تعترف بهم كأقلية . و في مايو 2002 رفض طلب الأمين المساعد لمنظمة اتحاد العالم الإسلامي بمكة الشيخ محمد بن ناصر العبودي، ببناء مسجد لمسلمي كوبا أو بتحويل بيت لكوبية اعتنقت الإسلام حديثا إلى مكان للصلاة، واليوم وبعد رحيل “كاسترو” عن الحكم، الأمل معقود حاليا على الدول الإسلامية لبذل مزيد من الجهود لإقناع الحكومة الجديدة بالعدول عن موقفها من بناء المساجد، ومنح حرية للمسلمين كي يؤدوا شعائرهم، إسوة بباقي الكوبيين . يبلغ عدد سكان كوبا حوالي 13 مليون نسمة، ويشكل المسلمون مانسبته 0.1٪ من السكان وتقع في منطقة “الكاريبي”، بأمريكا الوسطى .


ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...