كان الباشا يقف على الصغيرة والكبيرة التي تتعلق بمصير وحقوق وحياة الناس، يتابع كل حالة تنشر في الصحف المحلية البغدادية.ويقرأ بذكاء كل مايدور ويتفحص بعين واثقة لكل ما يدس بين السطور، يطلع بذكاء، خبير متمرس في جميع مناحي الحياة واجناس الادب من قصة ورواية وشعر، حتى اعلانات الوفيات لها اهتمامات عنده. له فريق اعلامي واسع يلخص له كل ما يجري في البلد خاصة بين اوساط المثقفين والنخب السياسية .التي يكون ميدان تحركها وفعاليتها في المقاهي والمنتديات الادبية خاصة في مقهى الزهاوي في منطقة الميدان ببغداد ومقهى الشابندر في شارع المتنبي القريبين من دواوين الحكومة ( السراي ) والتي كانتا ينتشر فيهما رجال الامن المحسوبون على الباشا، ينقل لنا الاستاذ عباس خضير المحامي والشاعر في كتابه الموسوم (قافلة الذكريات )، وثيقة تاريخية عبارة عن قطعة شعرية جرت حوادثها في مقهى الزهاوي فيقول:- كنا في جلسة بمقهى الزهاوي قبل اطلالة عيد الاضحى المبارك ننتظر منحة العيد التي طال الاعلان عنها والعيد على الابواب قامت مجموعة من الموظفين بعمل عريضة فيها عدد من التواقيع مع ابيات للشاعر عباس المحامي يقول فيها ...
يا منحة تطوف في الخاطر
كالأمل المجنح الحائر
سهران لم تغمض لنا مقلة
الاعلى خيالك العابر
طبخ الحصى ادمى اكف الورى
مستنفدا قناعة الصابر
جودوا لنا يا قوم في منحة
فانها من نفطنا الزاخر
وقد نشرت هذه الابيات الشعرية في جريدة ( الجبهة الشعبية ) وبعد عرضها على رئيس الوزراء نوري السعيد باشا. علق عليها قائلا :- ان هذه المنحة ليست جودا ومنة بل هي واجب علينا وحق لهم. وامر بصرفها فورا .
جمع واعداد خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق