الثلاثاء، 26 مايو 2015

محلة الكسرة وقصة تسميتها






الصورة : الجهة الخلفية من (البلاط الملكي) و التي كانت تقام فيها مراسيم الإحتفالات - الكسرة - منتصف الخمسينات .



لكل محلة من محلات بغداد القديمة معالمها وشواخصها التي تتميز بها عن المحلات الاخرى, فعندما نتحدث عن محلة الكسرة تتبادر الى أذهاننا معالمها القديمة البارزة , ك(البلاط الملكي) والذي اصبح في العهد الجمهوري بعد  14 تموز  1958, (مجلس السيادة), وفيها ثكنة الخيالة العسكرية و(ملعب الكشافة) الدولي وتتمتع هذه المحلة الشعبية البغدادية وبحكم موقعها القريب من نهر دجلة, بأجواء معتدلة طيبة وخاصة في فصول الربيع والصيف حيث نسمات الهواء العليلة التي تهب عليها من نهر دجلة. حدثنا المؤرخ الدكتور (عماد عبد السلام رؤوف) في كتابه الموسوم(الاصول التاريخية لمحلات بغداد) قائلا: محلة الكسرة كانت قرية تقع بين نهر دجلة وشارع أبي طالب, نشأت في اوائل القرن العشرين, من تجمع بيوت الفلاحين الذين يعملون في البساتين التي كانت تحيط بهم ,وكانت ارضها تعرف في العصر العباسي ب(المخرم), وهو المخرم بن يزيد بن شريح بن مخرم, الذي نزلها ايام نزول العرب السواد عند فتحهم العراق, وقبل ان تعمر بغداد بمدة طويلة (ياقوت, معجم البلدان, مادة المخرم) ثم سميت القرية الناشئة ب(الكسرة) وهي تسمية غير رسمية نسبة الى الكسرة التي حدثت في سدتها من جهة النهر بسبب فيضان دجلة سنة1925. ويعود سبب ذلك الى ان رجلا يدعى (توفيق المفتي) ,وهو سوري الجنسية, كان مديرا للمزرعة الملكية في الوزيرية القريبة من البلاط الملكي, أراد ان يسقي مزرعة الاقطان الملكية ففتح بوابة نهر في الجانب الايسر من دجلة ,بجوار البلاط الملكي، فإذا بالمياه تتدفق بعنف لتغرق المنطقة برمتها ومن ضمنها البلاط نفسه. وقد قسمت ارض هذه المنطقة الى قطع سكنية في الثلاثينيات والاربعينيات وبنى عليها الناس الدور, فتحولت الى حي سكني كبير, ومن ابرز معالم المنطقة ثكنة السوارية (أي الخيالة) التي اصبحت مقرا للفوج الثاني من افواج الجيش العراقي سنة1921. واول ميدان للرمي وتدريب الجيش, في موقع مجمع الكليات في الباب المعظم اليوم، وكلية الحقوق (وتشغلها بعض اقسام كلية الفنون الجميلة اليوم) وفيها أنشأ (آل المميز) جامعا جديدا باسم (عادلة خاتون), اضافة الى منشآت عديدة اخرى, اهمها (السجن المركزي القديم) و(مدينة الطب) وكانت ارضهما تسمى (بستان صالح بك) احد كبار المماليك في القرن الثالث عشر(19م).



مقالة من تاليف/  محمد مجيد الدليمي . 


جمع واعداد/ خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...