الجمعة، 11 مايو 2018

مواقف من المسيرة الرياضية




المقال : مواقف من المسيرة الرياضية . 

الصورة : تكريم البطلين (عوسي الأعظمي) و (خليل بَنانَه) من قبل الدكتور (أموري  إسماعيل) مكافأةً لهما على إستعراض الزورخانة الذي أبدعا فيه عام 1970 




كانتْ إدارة (نادي الاعظمية الرياضي) تقيم سنويا مهرجاناً رياضيا كبيراً وعاماً، بمناسبة ذكرى تأسيسه عام 1951 برعاية احد المسؤولين الكبار في الحكومة وبدرجة وزير او اعلى . ويحضر المهرجان جمهور غفير من رواد الرياضة والشباب من كافة أنحاء بغداد والمحافظات وممثلين عن النوادي الرياضية الرسمية والاهلية. وفي احد هذه المهرجانات قبل اكثر من 30 عاماً جرى مهرجان شعبي كبير برعاية (وزير الداخلية) الذي كان يهتم بشؤون الرياضة بصورة خاصة, وكان منهاج المهرجان يشمل مختلف الفعاليات الرياضية التي تمارس في النادي، كالملاكمة والمصارعة وكرة السلة والطائرة ورفع الاثقال وكمال الاجسام وبعض الفعاليات للدراجات. وقد وزعت ادارة النادي بطاقات الدعوة للمهرجان على كافة المؤسسات والنوادي وجمهرة الرياضيين لافتتاح المهرجان بمباراة كرة السلة بين فريقي النادي (أ و ب) وقد حضر مبكراً الرياضي المخضرم (عوسي الاعظمي) بعد ان تسلم بطاقة الدعوة واستقبله رئيس لجنة الاستقبال والتشريفات للمهرجان الدكتور اموري، فرحب به ترحيباً مميزاً واجلسه في المكان المخصص لكبار الضيوف والمدعوين في المقاعد الامامية المحيطة بساحة كرة السلة، فالتفت عوسي الى اموري وقال له بدون مقدمات: إحنا إشِّفنا منكم ؟ انتم سويتوا ثورة.. و أحنا طلعنا وهوّسنا، وأيدناكم، وما قبضنا منكم شي .! وكان يبدو على وجهه التجهم والانزعاج وعدم الرضا. فأجابه اموري مبتسماً: ما يصير الا خاطرك طيب، هسه اروح أكوله للسيد الوزير، وهو يريد خاطرك. فذهب اموري واخبر الوزير بما جرى مع عوسي وتعليقه المتهكم..! فقال له الوزير: يراجع وزارة الشباب في اليوم التالي لغرض قبض إكراميته وهديته الثمينة. فرجع اموري واخبر عوسي بمراجعة وزارة الشباب في اليوم التالي، ويتلقى كل خير ويدهن ايديه بالاكرامية. وفي اليوم التالي ذهب اموري الى وزارة الشباب الكائنة قرب (ملعب الشعب) بحدود الساعة 8 صباحاً حسب الاصول قبل بدء الدوام الرسمي بدقائق، فوجد امامه عوسي وهو متجهم الوجه ويبدو على قسائم وجهه العبوسية والغضب يصيح بوجهه: هاي وينكم يابه توعدون وما توفون بوعودكم صارلي ساعتين انتظر السيد الوزير وانتظرك وماكو جنابكم.. هاي الهدية الاكرامية هم ما اريدها.. وأدار ظهره محاولاً الابتعاد عن أموري وركوب دراجته الهوائية، فلم يفهم أموري ماذا يقصد عوسي من كلامه المتهكم وبأنه كان ينتظر لمدة ساعتين والوزير لم يقابله. فهرول نحو عوسي وقال له: يا رجل... ابن الاخ، عيني الدوام يبدأ الساعة 8 صباحاً والان الساعة 8 و 5 دقائق والوزير الان وصل وسوف أذهب لأخبره بوصولك. فقال له عوسي غاضباً: آني بعد صلاة الفجر ركبت بايسكلي من البيت في الاعظمية واتجهت نحو الوزارة، ووصلتها قبل ساعتين وما لقيت أحد منكم.. وما خلَّوني ادخل. هاي موخوش دگه..! فقال له أموري: انتظر شوية.. صارلك ساعتين هنا تنتظر، انتظر 5 دقائق. وذهب اموري الى الوزير ليخبره ان عوسي في الخارج، وصارله ساعتين ينتظر. فضحك الوزير بملء فَيِّه، وقال: عفية عليه. بدل ما نكرمه 25 دينارا، راح نكرمه 50 دينارا على انتظاره. فذهب اموري واخبر الرياضي المخضرم بقرار السيد الوزير بزيادة مكرمته... ففرح الرياضي عوسي بالخبر، وقال للدكتور أموري: تعال اليوم بالليل قرب الجامع اعزمك على عشه.. معلاك وفشافيش.. .ولخاطرك يكلف نصف دينار.


ثم يستدرك صاحب المقال (عامر ناجي) قائلاً :- عوسي الاعظمي : من الرياضيين الرواد برزوا في اربعينيات القرن العشرين، وكان معروفاً في المصارعة والسباحة، وعندما اعتزل ممارسة الرياضة وتقاعد اخذ على عاتقه إقامة بطولات عديدة للمصارعة والسباحة للمسافات الطويلة والدراجات والتزحلق (السكيتنك)، وكان معروفاً عن الرياضي المخضرم عوسي انه ينتقل بين محلات بغداد ودوائر الدولة والنوادي بدراجته الهوائية مهما بعدت المسافة، ولم يعرف يوماً انه تنقل بالباصات 


والسيارات ويقول عن ذلك. انها جزء من ممارسة الرياضة ركوب الدراجات

.

 (جريدة المشرق - ذاكرة عراقية - تأليف: عامر ناجي)
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

اللة يحفظ كل رجال العراق الاصلاء

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...