( المقال ) الباشا نوري السعيد و جوزة شعوبي و سنطور الرجب ساهموا في احياء “التخت الشرقي” .
( الصورة ) شعوبي ابراهيم عازف الجوزة و الى جانبه هاشم الرجب عازف السنطور و قارئ المقام يوسف عمر في بهو الامانة بحظور رئيس الوزراء نوري السعيد 1954م .
اشتهرت بغداد منذ تأسيسها على يد العباسيين بأنها دولة علم، ودين، وطرب، ففي عهد حكم الإمبراطورية العثمانية، انتشرت العديد من المقاهي والكابريهات في المدن الرئيسية، مثل: بغداد والموصل والبصرة وكركوك، واستمرت إلى ما بعد قيام الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي مستقطبة الكثير من الموهوبين في صناعة الغناء والفن عامة.ويذكر في هذا السياق، أن اليونسكو أعلنت مؤخراً أن المقام العراقي هو إرث ثقافي يختص به العراق وحده. وتشير الدراسات الاختصاصية إلى أن الموسيقيين اليهود، منذ القرن التاسع عشر وصولاً إلى منتصف القرن العشرين كانوا المسيطرين على الچالغيات، والچالغي كلمة تركية تعني الجوق أو التخت الذي يرافق قارئ المقام، ويتألف في الغالب من سنطور ورقّ وطبلة وجوزة وقانون، ورجال أربعة كل يمسك بآلة معينة يعزف عليها. ويعود سبب سيطرة اليهود على الجانب الموسيقي، بحسب ما صرح الباحث الموسيقي والمدير السابق لبيوت المقام العراقي يحيى إدريس إلى أن المسلمين في العراق ينظرون إلى الموسيقى من زاوية الدين ومحظوراته؛ ولذلك أحجموا عن تعلم هذا الفن ومنعوا أولادهم من الضرب بالآلات؛ في حين كانوا يحترمون المغنين وقراء المقام، لأن أغلبهم من مجوّدي القرآن.لكن ذلك لم يمنعهم من استقدام العازفين اليهود في مناسباتهم الاجتماعية والوطنية والتمتع بموسيقاهم؛ وقد ذكر العلامة جلال الحنفي وهو يحصي الموسيقيين أن هناك 214 عازفاً لم يكن بينهم من العازفين غير اليهود؛ سوى اثنين للقانون وثلاثة ضابطي إيقاع.. ويضيف إدريس قائلاً إنه بعد حملة التسفيرات القسرية التي شملت المواطنين العراقيين من اليهود بتشجيع بريطاني وضغط إسرائيلي وتواطئ حكومي؛ قيل لرئيس الوزراء العراقي نوري السعيد ( وكان واحدا من عشاق المقام العراقي وعارفا بتفرعاته وأسراره ) إن الحركة الموسيقية ستصاب بالشلل نتيجة الهجرة الجماعية للموسيقيين اليهود؛ فأصدر أوامره بسحب جوازي سفر ( عازف الجوزة صالح شُميّل ) و ( عازف السنطور يوسف بتو ) اليهوديين ومنعهما من مغادرة العراق، إلا بعد أن يعلّما 2 من العازفين العراقيين أصول هذه الصنعة!! وفعلا تعلّم هاشم الرجب العزف على السنطور وشعوبي إبراهيم العزف على الجوزة باعتبار أن هاتين الآلتين من أساسيات عزف المقام العراقي. ولذلك يجد الكثير من المثقفين والأدباء أنه من عدم الإنصاف أن لا يعترف بجهد الموسيقيين العراقيين اليهود في تأصيل هذا الفن، وفي إثرائه بالكثير من الألحان التي نطرب لها اليوم من دون أن نعرف من هم مبدعوها، لأنها غالبا ما تذاع أو تعرض تحت بند: أغنية من التراث أو أغنية فولكلورية.
جمع واعداد : خالد عوسي
( الصورة ) شعوبي ابراهيم عازف الجوزة و الى جانبه هاشم الرجب عازف السنطور و قارئ المقام يوسف عمر في بهو الامانة بحظور رئيس الوزراء نوري السعيد 1954م .
اشتهرت بغداد منذ تأسيسها على يد العباسيين بأنها دولة علم، ودين، وطرب، ففي عهد حكم الإمبراطورية العثمانية، انتشرت العديد من المقاهي والكابريهات في المدن الرئيسية، مثل: بغداد والموصل والبصرة وكركوك، واستمرت إلى ما بعد قيام الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي مستقطبة الكثير من الموهوبين في صناعة الغناء والفن عامة.ويذكر في هذا السياق، أن اليونسكو أعلنت مؤخراً أن المقام العراقي هو إرث ثقافي يختص به العراق وحده. وتشير الدراسات الاختصاصية إلى أن الموسيقيين اليهود، منذ القرن التاسع عشر وصولاً إلى منتصف القرن العشرين كانوا المسيطرين على الچالغيات، والچالغي كلمة تركية تعني الجوق أو التخت الذي يرافق قارئ المقام، ويتألف في الغالب من سنطور ورقّ وطبلة وجوزة وقانون، ورجال أربعة كل يمسك بآلة معينة يعزف عليها. ويعود سبب سيطرة اليهود على الجانب الموسيقي، بحسب ما صرح الباحث الموسيقي والمدير السابق لبيوت المقام العراقي يحيى إدريس إلى أن المسلمين في العراق ينظرون إلى الموسيقى من زاوية الدين ومحظوراته؛ ولذلك أحجموا عن تعلم هذا الفن ومنعوا أولادهم من الضرب بالآلات؛ في حين كانوا يحترمون المغنين وقراء المقام، لأن أغلبهم من مجوّدي القرآن.لكن ذلك لم يمنعهم من استقدام العازفين اليهود في مناسباتهم الاجتماعية والوطنية والتمتع بموسيقاهم؛ وقد ذكر العلامة جلال الحنفي وهو يحصي الموسيقيين أن هناك 214 عازفاً لم يكن بينهم من العازفين غير اليهود؛ سوى اثنين للقانون وثلاثة ضابطي إيقاع.. ويضيف إدريس قائلاً إنه بعد حملة التسفيرات القسرية التي شملت المواطنين العراقيين من اليهود بتشجيع بريطاني وضغط إسرائيلي وتواطئ حكومي؛ قيل لرئيس الوزراء العراقي نوري السعيد ( وكان واحدا من عشاق المقام العراقي وعارفا بتفرعاته وأسراره ) إن الحركة الموسيقية ستصاب بالشلل نتيجة الهجرة الجماعية للموسيقيين اليهود؛ فأصدر أوامره بسحب جوازي سفر ( عازف الجوزة صالح شُميّل ) و ( عازف السنطور يوسف بتو ) اليهوديين ومنعهما من مغادرة العراق، إلا بعد أن يعلّما 2 من العازفين العراقيين أصول هذه الصنعة!! وفعلا تعلّم هاشم الرجب العزف على السنطور وشعوبي إبراهيم العزف على الجوزة باعتبار أن هاتين الآلتين من أساسيات عزف المقام العراقي. ولذلك يجد الكثير من المثقفين والأدباء أنه من عدم الإنصاف أن لا يعترف بجهد الموسيقيين العراقيين اليهود في تأصيل هذا الفن، وفي إثرائه بالكثير من الألحان التي نطرب لها اليوم من دون أن نعرف من هم مبدعوها، لأنها غالبا ما تذاع أو تعرض تحت بند: أغنية من التراث أو أغنية فولكلورية.
جمع واعداد : خالد عوسي
هناك تعليق واحد:
سلمتم على المعلومات
إرسال تعليق