رشيد عالي الكيلاني
ظلت قصة هروب رشيد عالي الكيلاني من تركيا الى المانيا بتاريخ 21 / 11/ 1941 لغزا حير استخبارات الحلفاء التي كانت تترصده وترصد كل تحركاته . فبعد فشل حركة مايس عام 1941 اضطر رشيد عالي الكيلاني الى اللجوء الى ايران بعد أن حكم عليه بالاعدام . وفي ظروف الحرب العالمية الثانية وتطوراتها الاثر الكبير في تحديد سياسة اكثر الدول ذات العلاقة المباشرة بها وعليه فقد كانت تركيا رغم حيادها تخضع لضغوط سياسية ودبلوماسية كبيرة من الحلفاء مما حداها الى السعي لتجنب اي موقف يعود بالضرر على امنها وسياستها الحيادية التي تمسكت بها رغم نفوذ الاستخبارات البريطانية في استانبول مقر الكيلاني بعد هروبه من إيران ، ومطالبة حكومة نوري السعيد بتسليمها الكيلاني مما احرج الاتراك وحرك الاجهزة الامنية ضد الثوار المتواجدين فيها وفي خضم هذه التطورات اختفى الكيلاني فجأة من استانبول ولم يعرف احد كيف خرج والى اين ذهب؟! لكن الكيلاني الذي كان على صلة بمدير المخابرات الالمانية (ليفركون) وقد اجتمع به عدة مرات في استانبول كان اخرها يوم اخبره بأنه مكلف من حكومته بتهريبه الى المانيا بعد تفاقم الاخطار عليه وتزايد الضغوط البريطانية لتسليمه الى حكومة بغداد وقد وضع (ليفركون) عدة خطط لتهريبه من بينها تنظيم جواز سفر باسم مستعار او تسفيره ضمن بعثة اثارية المانية انهت تنقيباتها، وفجأة وبدون سابق انذار وصل وفد صحفي الماني الى تركيا بدعوة من وزارة خارجيتها وكان الوفد يضم ثمانية صحفيين هبطوا في مطار استانبول ومعهم صندوق كبير يسع لرجل واحد وهم يحملون ثمانية جوازات سفر رسمية تحمل تأشيرات نظامية وسمات دخول وكان الجواز الثامن يعود للهر (فاكر ناكل) عضو الوفد الصحفي، واهتمت الحكومة التركية بالوفد وقد تسلم كل واحد منهم دعوة لتناول العشاء في نادي الصحافة التركي مساء اليوم الذي وصل فيه الوفد الى استانبول، الاّ ان زميلهم الثامن (فاكر ناكل) لم يكن بمقدوره الاستجابة لدعوة العشاء (لاصابته بمرض مفاجئ وخطير) مما اضطره الى التخلف عن مرافقة زملائه اعضاء الوفد الذين غادروا الى انقرة في اليوم التالي للسبب نفسه، اثم استمرت الزيارة عدة ايام احتفى فيها الاتراك بضيوفهم الالمان واحسنوا وفادتهم وانهالت الدعوات على الوفد حتى ليلة سفره حيث اقيمت له حفلة وداع في السفارة الالمانية امتدت لوقت متأخر من الليل وفي هذه الاثناء كان الكيلاني قد وصل القنصلية الالمانية في استانبول وامضى فيها ليلة كاملة بعيدا عن اعين ملاحقيه حيث جرت المرحلة الاولى من عملية تهريبه الى المانيا فيما كان طبيب الماني يتولى معالجة الهر (فاكر ناكل) المريض جدا وقد استخدم الكيلاني بعد خروجه من داره خفية بسيارة مدنية استبدلها في منطقة ثانية زيادة في الحيطة والحذر، وهكذا ادى الطبيب مهمته بدقة فقام بلف رأس الكيلاني البديل عن الهر (فاكر ناكل) وقضى ليلة في نوم هادئ حتى صباح اليوم ايتالي وقد اضطر الى اعادة شد رأس الكيلاني جيدا وعند وصوله الى المطار كان الكيلاني في حالة يرثى لها من شدة الالام التي اثارت مشاعر العطف في نفوس مودعيه واغلبهم من رجال الصحافة والسلك الدبلوماسي!! وهكذا ودع الاتراك الكيلاني وداعا رسميا في مطار استانبول دون ان يعرفوا من هو!! ومن الجدير بالذكر ان الكيلاني وبعد عودته الى بغداد بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 تلقى رسالة من (ليفركون) يذكره بتلك الايام الحاسمة ويطلب منه مقابلته وهو في طريقه الى ايران بمهمة رسمية حيث كان يشغل منصب نائب مجلس (البندستاك) في المانيا الاتحادية!!. حمزة كريم .
جمع واعداد / خالد عوسي
ظلت قصة هروب رشيد عالي الكيلاني من تركيا الى المانيا بتاريخ 21 / 11/ 1941 لغزا حير استخبارات الحلفاء التي كانت تترصده وترصد كل تحركاته . فبعد فشل حركة مايس عام 1941 اضطر رشيد عالي الكيلاني الى اللجوء الى ايران بعد أن حكم عليه بالاعدام . وفي ظروف الحرب العالمية الثانية وتطوراتها الاثر الكبير في تحديد سياسة اكثر الدول ذات العلاقة المباشرة بها وعليه فقد كانت تركيا رغم حيادها تخضع لضغوط سياسية ودبلوماسية كبيرة من الحلفاء مما حداها الى السعي لتجنب اي موقف يعود بالضرر على امنها وسياستها الحيادية التي تمسكت بها رغم نفوذ الاستخبارات البريطانية في استانبول مقر الكيلاني بعد هروبه من إيران ، ومطالبة حكومة نوري السعيد بتسليمها الكيلاني مما احرج الاتراك وحرك الاجهزة الامنية ضد الثوار المتواجدين فيها وفي خضم هذه التطورات اختفى الكيلاني فجأة من استانبول ولم يعرف احد كيف خرج والى اين ذهب؟! لكن الكيلاني الذي كان على صلة بمدير المخابرات الالمانية (ليفركون) وقد اجتمع به عدة مرات في استانبول كان اخرها يوم اخبره بأنه مكلف من حكومته بتهريبه الى المانيا بعد تفاقم الاخطار عليه وتزايد الضغوط البريطانية لتسليمه الى حكومة بغداد وقد وضع (ليفركون) عدة خطط لتهريبه من بينها تنظيم جواز سفر باسم مستعار او تسفيره ضمن بعثة اثارية المانية انهت تنقيباتها، وفجأة وبدون سابق انذار وصل وفد صحفي الماني الى تركيا بدعوة من وزارة خارجيتها وكان الوفد يضم ثمانية صحفيين هبطوا في مطار استانبول ومعهم صندوق كبير يسع لرجل واحد وهم يحملون ثمانية جوازات سفر رسمية تحمل تأشيرات نظامية وسمات دخول وكان الجواز الثامن يعود للهر (فاكر ناكل) عضو الوفد الصحفي، واهتمت الحكومة التركية بالوفد وقد تسلم كل واحد منهم دعوة لتناول العشاء في نادي الصحافة التركي مساء اليوم الذي وصل فيه الوفد الى استانبول، الاّ ان زميلهم الثامن (فاكر ناكل) لم يكن بمقدوره الاستجابة لدعوة العشاء (لاصابته بمرض مفاجئ وخطير) مما اضطره الى التخلف عن مرافقة زملائه اعضاء الوفد الذين غادروا الى انقرة في اليوم التالي للسبب نفسه، اثم استمرت الزيارة عدة ايام احتفى فيها الاتراك بضيوفهم الالمان واحسنوا وفادتهم وانهالت الدعوات على الوفد حتى ليلة سفره حيث اقيمت له حفلة وداع في السفارة الالمانية امتدت لوقت متأخر من الليل وفي هذه الاثناء كان الكيلاني قد وصل القنصلية الالمانية في استانبول وامضى فيها ليلة كاملة بعيدا عن اعين ملاحقيه حيث جرت المرحلة الاولى من عملية تهريبه الى المانيا فيما كان طبيب الماني يتولى معالجة الهر (فاكر ناكل) المريض جدا وقد استخدم الكيلاني بعد خروجه من داره خفية بسيارة مدنية استبدلها في منطقة ثانية زيادة في الحيطة والحذر، وهكذا ادى الطبيب مهمته بدقة فقام بلف رأس الكيلاني البديل عن الهر (فاكر ناكل) وقضى ليلة في نوم هادئ حتى صباح اليوم ايتالي وقد اضطر الى اعادة شد رأس الكيلاني جيدا وعند وصوله الى المطار كان الكيلاني في حالة يرثى لها من شدة الالام التي اثارت مشاعر العطف في نفوس مودعيه واغلبهم من رجال الصحافة والسلك الدبلوماسي!! وهكذا ودع الاتراك الكيلاني وداعا رسميا في مطار استانبول دون ان يعرفوا من هو!! ومن الجدير بالذكر ان الكيلاني وبعد عودته الى بغداد بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 تلقى رسالة من (ليفركون) يذكره بتلك الايام الحاسمة ويطلب منه مقابلته وهو في طريقه الى ايران بمهمة رسمية حيث كان يشغل منصب نائب مجلس (البندستاك) في المانيا الاتحادية!!. حمزة كريم .
جمع واعداد / خالد عوسي
هناك تعليق واحد:
مقاله رائعه
إرسال تعليق