الأحد، 8 يونيو 2014

اول سجينة في الجمهورية العراقية (فخرية السعيد)

 
 الصورة : الباشا جعفر العسكري مع زوجته فخرية السعيد و أولاده الأربعة .
 
كلمة "بيبي" في العراق تعني جدة، وتتمثل هذه الكلمة بالنسبة لي بجدتي ام والدي التي توفيت عام 1973. كانت (بيبي أم طارق) شخصية فريدة من نوعها.. لم تكن بالسيدة المستبدة وإنما كانت أرملة تقوم على تربية ورعاية أربعة أولاد بعد اغتيال جدي جعفر في انقلاب (بكر صدقي) للإطاحة بالملك غازي الأول في عام 1936،وبعد ان فقدت زوجها . فقدت شقيقها نوري السعيد في إنقلاب عام 1958، هذا الإنقلاب الذي حوّل العراق من مملكة الى جمهورية . في الرابع عشر من يوليو عام 1958 استدعت جدتي سائقها لكي يقلها في زيارة إلى منزل إحدى صديقاتها، لم تكن فخرية السعيد تعلم ان الدنيا خارج منزلها قد انقلبت راساً على عقب،لم تكن قد استمعت الى المذياع والبيانات التي كان يذيعها عبد السلام عارف . ولم تكن تدري أن الملك فيصل الثاني قتل هو وسائر العائلة المالكة الهاشمية في مذبحة رهيبة . لم تكن تدري أيضًا أن شقيقها نوري كان مطلوب للقتل ايضا . ولهذه الاسباب ذهلت فخرية السعيد حينما أوقف الحراس الموجودون خارج منزلها سيارتها وطلبوا من السائق أن يتبع سيارة الجيب العسكرية الخاصة بهم إلى مبنى وزارة الدفاع ذاته الذي أسسه زوجها الراحل منذ سنوات مضت . كان عبد السلام عارف ، وهو أحد ضباط الجيش الذين قادوا الثورة، هو من أصدر أمراً بالقبض على جدتي التي تم التحفظ عليها في إحدى غرف الوزارة التي كانت تجاور الغرفة التي كان يذيع منها عارف بيانات الثورة.. من وقت لآخر، كان عارف يدخل إلى الغرفة التي كانت جدتي فخرية قد احتجزت فيها ليسألها عن المكان الذي يختبىء فيه نوري . لم تكن جدتي تعرف مكان اخيها . والذي قتل في اليوم التالي . وتم إطلاق سراح جدتي بعد ذلك بوقت قصير . لقد كانت هذه السيدة العراقية جبلاً من الجلد والصبر فعلا . (ميادة العسكري) .
جمع واعداد خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...