صورة للباشا في شمال العراق
في 2 حزيران 1931 شرعت وزارة نوري سعيد قانون رسوم البلديات الذي جوبه باحتجاج من النقابات العمالية التي كانت خاضعة لتأثير الحزب الشيوعي العراقي ممثلا برئيس جمعية أصحاب الحرف الصناعية محمد صالح القزاز. وفي 5 تموز أعلن الإضراب العام في بغداد والعديد من المدن العراقية بتأييد من حزب الإخاء المعارض الذي أيد مطاليب المضربين التي تعددت لتخرج عن سبب إعلان الإضراب أصلا. وفي احد الأيام عندما كان نوري باشا في سوق الأمانة (يقع هذا السوق في محلة الحيدر خانة على اليسار من شارع الرشيد باتجاه باب المعظم) ومن عادته الذهاب إلى هذا السوق لشراء الفواكه والخضر حيث يتبادل النكات والاستماع إلى آخر إشاعات الشارع من صديقه (ابن كنو ) وهو صاحب أول دكان يمين مدخل السوق.. وأثناء وجوده مرت مظاهرة قادمة من القشلة (دواوين الوزارات ومقر مجلس الوزراء) فاخذ نوري يتفرج وهو داخل السوق مستمعا إلى هتافاتهم (يسقط نوري .. يا .. يسقط) فسأله ابن كنو: باشا خاطر الله يعني ما راح نخلص من هل هرج ومرج ..؟ أجابه نوري: راح نشوف .. وانصرف عاد نوري إلى مكتبه وأمر بفتح ساحة سباق الخيل (الريسز) بعد أن كانت مغلقة بمناسبة أشهر الصيف. انقطعت المظاهرات في شارع الرشيد وبعدها أراد أن يقطع الطريق على معارضيه فقدم استقالته وكان هذا احد مطاليب المضربين وأنصارهم وتوقف الإضراب . ولتبريد الأجواء استمرت محاولات تشكيل الوزارة لأيام هدأ فيها الشارع وانتهى الإضراب واستمر سباق الخيل والكلام في المقاهي هو عن المراهنات والجوكية.. ويبرز نوري باشا بعد حين ليشكل الوزارة الجديدة بكل هدوء.
مقالة من تاليف: جواد عزيز.
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق