(الباشا) مصطلح لم يلتصق الا بشخصه ، وكأنه لم يصلح لغيره ، بحيث بقي يعرف به حتى بعد إبطال الرتب المدنية، شارك في تأسيس الدولة العراقية وزيراً ، وترأس الوزارة أربعة عشر مرة ، ومع ذلك لم يملك بيتاً في حياته ، أو يترك ثروة بعد قتله .سياسي من طراز خاص ،يحسب له ألف حساب، وإن أخذ عليه البعض تأكيده على أن العراق يحتاج إلى ظهير قوي يسنده لحين إبرائه من أمراضه ، لذلك بدأ يغازل أمريكا بعد عام 1955 ، وكان سبباً كبيرا في سفرة الوصي إلى أمريكا .شخصية بغدادية حميمة ,لم تغيرها المناصب ,يتبضع الفاكهة من (ابن كنو) في سوق الأمانة والذي كان يخاشنه في المزاح,ويحمل الخبز بيده إلى بيته ,ولا يطيب الطعام عنده الا بوجود (تشريب البامية) ,التي لا يفارقها حتى وهو في أوربا كما ذكر طالب مشتاق في مذكراته.دعاه المرحوم عبد الهادي الچلبي إلى وليمة في بستانه الواقع بالقرب من ساحة عدن الآن,فتجمع أطفال المنطقة أمام باب البستان ,وحين ترجل الباشا من سيارته سارعوا بالصياح (نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانها) فتحرَّج المرحوم الچلبي كثيراً فسارع ووزع عليهم النقود ليسكتهم ويفرق جمعهم ,وحين انتهت الوليمة لوحظ أن الباشا عند خروجه ظل واقفاً يتلفت,وعندما سئل عن سبب ذلك اجاب مبتسما أين الأطفال الذين كانوا يرددون الأهزوجة !َ!! . أغضبه احد السياسيين العراقيين حين قال له :- أنت دكتاتور ,فرد عليه سيأتي بعدي من يحكم العراق وآنذاك تعرفون من هو الدكتاتور !!!وتحدث عن سياسة العراق أزاء البلدان المجاورة قائلاً ( يتضح لكم من هذا اني اوضحت ان العراق كدولة عربية تعاونت وستظل متعاونة مع الدول العربية الشقيقة الى ابعد الحدود ، والعراق المجاور لدولتين بينه وبينهما حدود طويلة مشتركة ، تربطهما به مصالح مشتركة اقتصادية واجتماعية وعقائد دينية وتأريخية وغير ذلك من الاوضاع الخاصة التي يحتم عليه ان يتعاون معهما بسلامته وسلامة جيرانه .
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق