الجمعة، 23 مايو 2014

الباشا نوري سعيد :- لماذا يا إبني بصقت عَلَيْ ؟



عندما كان نوري السعيد يستقل سيارته السوداء رقم (1) دفاع ، ماراً بشارع غازي (الكفاح حاليا) دون أن تصاحبه المصفحات ورجال الحمايات الخاصة . فإذا به يفاجأ بتقدم شخص مجهول من إحدى المناطق الشعبية في الشارع المذكور نحو سيارته ويبصق بوجه الباشا من نافذة السيارة . والباشا بقي محتفظاً بهدوئه ولم يعير اهتماما للفاعل وبعد مضي ساعتين أو أكثر . حتى القي القبض على الجاني من قبل العميلين السريين المعروفين في تلك الفترة بذكائهما ودهائهما وهما ( صبري وزنه ) و ( كاظم الأسود ) وهما وكلاء في التحقيقات الجنائية ( الأمن حاليا ) واقتادوه إلى جهة مجهولة .... وظل أهل وأصدقاء المتهم يترقبون بقلق عودة هذا الشخص ومعرفة مصيره فإذا به يعود إليهم سالما غانما مستبشرا فرحا لم يصدق احد عودته وإذا به يسرد لهم قصته مع الباشا وكيف استقبله في مكتبه بوزارة الدفاع وقال : (( لم أكن اصدق باني سأعود إليكم سالما بعد الفعلة الشنيعة التي ارتكبتها )) استطرد في وصف دخوله على الباشا والخوف الشديد الذي كان ينتابه وكيف استقبله الباشا وكيف اختلط عليه الأمر بين الخوف والرجاء حتى بدد الباشا الخوف بعد أن طلب منه الجلوس فاستغرب من موقف الباشا ولم اصدق ما يجري أمامي والخوف يهز بدني و ويدق قلبي . بقيت واقفا لم احرر جوابا او اجلس فطلب مني الباشا الجلوس وقدمي ترتجف من هول الموقف ، وسألني بهدوء ورفق : (( لماذا يا ابني بصقت علي !!!! )) فأنكرت وصرخ في وجهي : (( لا تنكر فاني شاهدتك وأنت تفعل فعلك هذا الشنيع .... )) وهنا انهارت قواي وقال اجبني بصراحة وطمئني بهذا الكلام فأجبته بصراحة ووضوح سيدي ليس لي عمل ولا مال وقد اقترب موعد العيد وزوجتي وأولادي يطالبونني بملابس ونقود وفي حالة من اليأس الشديد أقدمت على فعلتي هذه فقال الباشا :(( وهل هذا يستوجب البصق في وجه رئيس الوزراء........ ؟ )) وهنا لم أتمالك نفسي فبكيت وطلبت العفو فاستجاب الباشا وزودني بكارت شخصي منه يوصي فيه بخياطة بدلة رجالية لي وبدلة نسائية إلى زوجتي وملابس لأطفالي ومنحني مبلغا خمسين دينارا عيدية وودعني كضيف وأمر بتوصيلي إلى داري معززا مكرماً .

جمع واعداد/ خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...