الصورة/الشيخ احمد الراوي (رحمه الله) في بهو بلدية سامراء اواخر خمسينات
القرن الماضي ، ويظهر خلفه في الصورة الشيخ حسين محمد عرب، ثم الشيخ ماجد
العبد ربه ، ثم الحاج صبري الحداد ( رحمة الله عليهم اجمعين) .
هناك مواقف طيبة بين الشيخ أحمد الراوي المتوفي سنة1385هـ - 1966م (وهو عالم من علماء العراق الكبار) ونوري السعيد تستحق الذكر لتكون عظة للجيل الحاضر، وليعرف الناس كيف كان يسوس الحكام الناس بالرأفة والحكمة واللين.
الموقف الأول:- تولى الشيخ الراوي التدريس في المدرسة العلمية الدينية في سامراء سنة 1928م وفي سنة 1929م، أمرت الحكومة في حينها بدمج المدرسة الدينية بمدارس المعارف بسعي من البعض إلا أن الشيخ الراوي لم يسكت على هذا الأمر وبذل جهده وطرق جميع الأبواب لمنع هذا الأمر من أن يتم، وكان آخرها أن أرسل إلى رئيس الوزراء يومذاك وكان السيد نوري السعيد يشرح له الموضوع بكل جرأة وشجاعة وقد جاء في البرقية (رئيس الوزراء: عجزناكم وعجزنا فهذه آخر برقية تأتيكم من عندنا في هذا الباب، فاما أن ترجعوا المدرسة على محورها السابق وإلا فأخبرونا على لسان الحكومة المحلية، دع هؤلاء السقعاء يتركون هذه الخرافات لننزح إلى حكومة أخرى يمكننا أن نستظل تحت رايتها لنأمن على ديننا ودنيانا). وبعد يومين جاءه الرد من نوري السعيد يأمر بتسليم المدرسة إلى الشيخ الراوي ليتولى أمرها وأن لا تدمج مع مدارس المعارف، وظلت تشع بالعلم والمعرفة.
الموقف الثاني:- عندما فتحت الحكومة شارع الجمهورية كان في وسطه جامع ومرقد الرواس (كان يقع بين أمانة بغداد والسنك) فحضر علماء بغداد وأهلها ومن بينهم الشيخ الراوي وتم رفع جسده ووجدوا جثمانه مازال على حاله، وتم دفنه في جامع السيد سلطان علي قرب قبره ومن يزره الآن يجده. رغب الشيخ الراوي أن يبنى مسجدا للرواس بدل الذي أزيل فكلم في ذلك أمين العاصمة فأخبره أن هذا الأمر يحتاج إلى موافقة رئيس الوزراء فذهب الشيخ الراوي لمقابلة رئيس الوزراء نوري السعيد ويذكر تلميذه الدكتور حسيب السامرائي هذا اللقاء فيقول (وكان بيته -رئيس الوزراء- بالقرب من السفارة البريطانية مطلا على نهر دجلة، وصلنا الدار، فوجدنا شرطيا يجلس بباب الدار للحماية، وهو الوحيد لحماية رئيس الوزراء، طلب الشيخ أن يبلغ الرئيس بالأذن بالدخول ذهب الشرطي وبعد برهة قدم الرئيس نوري بالبجامة وعلى وجهه الفرح: أهلا بالسيد الكريم تفضل. دخلنا الصالون، قنفات قديمة، انظر يمينا وشمالا فالدار في غاية التواضع. عرض عليه الشيخ مسألة جامع الرواس ونقل إليه قول أمين العاصمة، قام من مكانه إلى التلفون واتصل بأمين العاصمة ويأمره أن يبني الجامع فوراً بعد أخذ الخرائط من الأوقاف ... وعلى أحدث طراز وأن تكون المساحة للجامع كالسابق). ويوجد اليوم جامع للرواس في حي القاهرة وافتتح سنة 1964م، هكذا كان الناس وهكذا كان الحكام.
مقالة من تاليف: د. هيثم عبدالسلام .
جمع واعداد: خالد عوسي
هناك مواقف طيبة بين الشيخ أحمد الراوي المتوفي سنة1385هـ - 1966م (وهو عالم من علماء العراق الكبار) ونوري السعيد تستحق الذكر لتكون عظة للجيل الحاضر، وليعرف الناس كيف كان يسوس الحكام الناس بالرأفة والحكمة واللين.
الموقف الأول:- تولى الشيخ الراوي التدريس في المدرسة العلمية الدينية في سامراء سنة 1928م وفي سنة 1929م، أمرت الحكومة في حينها بدمج المدرسة الدينية بمدارس المعارف بسعي من البعض إلا أن الشيخ الراوي لم يسكت على هذا الأمر وبذل جهده وطرق جميع الأبواب لمنع هذا الأمر من أن يتم، وكان آخرها أن أرسل إلى رئيس الوزراء يومذاك وكان السيد نوري السعيد يشرح له الموضوع بكل جرأة وشجاعة وقد جاء في البرقية (رئيس الوزراء: عجزناكم وعجزنا فهذه آخر برقية تأتيكم من عندنا في هذا الباب، فاما أن ترجعوا المدرسة على محورها السابق وإلا فأخبرونا على لسان الحكومة المحلية، دع هؤلاء السقعاء يتركون هذه الخرافات لننزح إلى حكومة أخرى يمكننا أن نستظل تحت رايتها لنأمن على ديننا ودنيانا). وبعد يومين جاءه الرد من نوري السعيد يأمر بتسليم المدرسة إلى الشيخ الراوي ليتولى أمرها وأن لا تدمج مع مدارس المعارف، وظلت تشع بالعلم والمعرفة.
الموقف الثاني:- عندما فتحت الحكومة شارع الجمهورية كان في وسطه جامع ومرقد الرواس (كان يقع بين أمانة بغداد والسنك) فحضر علماء بغداد وأهلها ومن بينهم الشيخ الراوي وتم رفع جسده ووجدوا جثمانه مازال على حاله، وتم دفنه في جامع السيد سلطان علي قرب قبره ومن يزره الآن يجده. رغب الشيخ الراوي أن يبنى مسجدا للرواس بدل الذي أزيل فكلم في ذلك أمين العاصمة فأخبره أن هذا الأمر يحتاج إلى موافقة رئيس الوزراء فذهب الشيخ الراوي لمقابلة رئيس الوزراء نوري السعيد ويذكر تلميذه الدكتور حسيب السامرائي هذا اللقاء فيقول (وكان بيته -رئيس الوزراء- بالقرب من السفارة البريطانية مطلا على نهر دجلة، وصلنا الدار، فوجدنا شرطيا يجلس بباب الدار للحماية، وهو الوحيد لحماية رئيس الوزراء، طلب الشيخ أن يبلغ الرئيس بالأذن بالدخول ذهب الشرطي وبعد برهة قدم الرئيس نوري بالبجامة وعلى وجهه الفرح: أهلا بالسيد الكريم تفضل. دخلنا الصالون، قنفات قديمة، انظر يمينا وشمالا فالدار في غاية التواضع. عرض عليه الشيخ مسألة جامع الرواس ونقل إليه قول أمين العاصمة، قام من مكانه إلى التلفون واتصل بأمين العاصمة ويأمره أن يبني الجامع فوراً بعد أخذ الخرائط من الأوقاف ... وعلى أحدث طراز وأن تكون المساحة للجامع كالسابق). ويوجد اليوم جامع للرواس في حي القاهرة وافتتح سنة 1964م، هكذا كان الناس وهكذا كان الحكام.
مقالة من تاليف: د. هيثم عبدالسلام .
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق