الصورة : أسراب الجراد العملاق تجتاح العراق عام 1937 .
في إحدى السنوات المطيرة [نهاية الثلاثينات] سرت شائعة بين الناس ، أن الدنيا مطرت " عگاريگ " ، وكانت الضفادع تملأ المستنقعات بشكل لا يصدق ، وكانت تلك الشتوية قد سبقت موسم الحصاد الأخير الذي إنتشر فيه الجراد بكثرة . كان الجراد كبير الحجم بعكس الضفادع الصغيرة جداً وكان الناس يسمونه "المكن" ويطبخونه على البخار أو يشوونه على الرماد الحار فيما راح البعض يتفنن في طبخه وعمل أطباق و أرغفة محشاة بلوز الجراد كما يروق للمتذوقين أن يدعونه . لم تكن الضفادع تأكل شيئاً من مزروعاته بشكل واضح وعلني مقارنة بالجراد الذي يلتهم الزروع إلتهاماً ، لكن الناس كانوا أكثر فرحاً بآفات الجراد لأنها حين تأكل حقولهم فإنما تسمن ليقتاتوا عليها بعد ذلك ، لقد إستغنى الناس في ذلك الربيع عن اللحوم والأسماك تماماً . كان زاير فلاح يحاول أن يربط بين غزو الضفادع وغزو الجراد ، لكنه كان يتحسر طويلاً لمجرد تذكره قوالب المكن اللذيذة والمحمصة فيما الضفادع الصغيرة لا فائدة منها سوى "الفالول " والتبول بمجرد ملامستها ! الناس قضت على الجراد تماماً ليس حباً في مقاومته وإنما طمعاً في أكله ، ودون أن تنتبه الى أنه ربما سيخلصها من الضفادع القادمة التي حلم بها الفلاح زاير ذات ليلة. الضفادع بدأت تكبر ولا من أحد ينتبه ، وبدأت تأكل وتخرب كل شيء وكلما كبرت كبرت معها الدمامل و الثالول الذي جاء معها ، كان زاير يهرش ساقه المدمى وهو يسمع أصواتها المتصاعدة من كل مكان . لكن إمرأته الذكية قدمت له الحل الناجع " لن يخلصنا منها سوى الأفاعي " .
جمع واعداد: خالد عوسي
في إحدى السنوات المطيرة [نهاية الثلاثينات] سرت شائعة بين الناس ، أن الدنيا مطرت " عگاريگ " ، وكانت الضفادع تملأ المستنقعات بشكل لا يصدق ، وكانت تلك الشتوية قد سبقت موسم الحصاد الأخير الذي إنتشر فيه الجراد بكثرة . كان الجراد كبير الحجم بعكس الضفادع الصغيرة جداً وكان الناس يسمونه "المكن" ويطبخونه على البخار أو يشوونه على الرماد الحار فيما راح البعض يتفنن في طبخه وعمل أطباق و أرغفة محشاة بلوز الجراد كما يروق للمتذوقين أن يدعونه . لم تكن الضفادع تأكل شيئاً من مزروعاته بشكل واضح وعلني مقارنة بالجراد الذي يلتهم الزروع إلتهاماً ، لكن الناس كانوا أكثر فرحاً بآفات الجراد لأنها حين تأكل حقولهم فإنما تسمن ليقتاتوا عليها بعد ذلك ، لقد إستغنى الناس في ذلك الربيع عن اللحوم والأسماك تماماً . كان زاير فلاح يحاول أن يربط بين غزو الضفادع وغزو الجراد ، لكنه كان يتحسر طويلاً لمجرد تذكره قوالب المكن اللذيذة والمحمصة فيما الضفادع الصغيرة لا فائدة منها سوى "الفالول " والتبول بمجرد ملامستها ! الناس قضت على الجراد تماماً ليس حباً في مقاومته وإنما طمعاً في أكله ، ودون أن تنتبه الى أنه ربما سيخلصها من الضفادع القادمة التي حلم بها الفلاح زاير ذات ليلة. الضفادع بدأت تكبر ولا من أحد ينتبه ، وبدأت تأكل وتخرب كل شيء وكلما كبرت كبرت معها الدمامل و الثالول الذي جاء معها ، كان زاير يهرش ساقه المدمى وهو يسمع أصواتها المتصاعدة من كل مكان . لكن إمرأته الذكية قدمت له الحل الناجع " لن يخلصنا منها سوى الأفاعي " .
جمع واعداد: خالد عوسي
هناك تعليق واحد:
شكرا
إرسال تعليق