الخميس، 13 أبريل 2017

زوروني كل سنة مرة


مقال : زوروني كل سنة مرة .
الصورة : قامت الفنانة اللبنانية (فيروز) بزيارة لدولة (العراق) عام (1975) لإحياء حفل غنائي في (بغداد) هو الأول لها فيها، وانبهرت بالجمهور الذي وقف في القاعة مهللًا، من إعجابه بها . بعد انتهائها من الغناء، عزفت فرقتها أغنية «زروني كل سنة مرة»، في وداع هذا الحشد الهائل من الجمهور.

كان منظر لا ينسى ذلك الذي شاهدته في نهاية حفلة فيروز الاخيرة.. القاعة تلتهب بالتصفيق.. الجمهور المحتشد في القاعة يصيح ويهلل من فرط إعجاب.. وفيروز كزنبقة بيضاء واقفة على المسرح بين افراد فرقتها.. في تلك اللحظات، بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف من جديد، وصدح صوت فيروز باغنيتها الرائعة"زوروني كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة.. وتعالى التصفيق من جديد.. وتناثرت في كل الاركان كلمات الوداع لها وللرحابنة الذين ملؤوا اجواء (بغداد) عطراً وشذى. لقد احبت بغداد، فيروز والرحابنة وقدمت لهم كل مظاهر التكريم والحفاوة والحب.. فماذا تركت بغداد العريقة من اثر لديهم ؟ . في (قاعة الشرف الكبرى) في (مطار بغداد) قبل عودتهم الى (بيروت) كانت فيروز سعيدة بزيارتها لبغداد.. وقالت: المدينة التي كنت احبها من زمان ، انني اشعر بالحزن لمغادرة بغداد والتي ازداد حبي لها بعد ان تعرفت عليها عن قرب.. لقد تأثرت جدا في نهاية حفلتي الاخيرة.. امتلأت عيناني بالدموع وانا اغني زوروني كل سنة مرة.. ولكنني تمالكت اعصابي بقوة كي اكمل الاغنية، لانني اغنيها في نهاية كل حفلة خارج (لبنان) في بغداد، احسست ان المستمع العراقي ذوّاق. ويجيد الاصغاء وهو ايضا يستطيع التعبير عن عواطفه بصدق.. - اعجبني (المتحف العراقي) انه منظم بشكل ممتاز.. وقفت كثيرا امام (تاج شيعاد) الذهبي الرقيق.. وقلت في نفسي وانا اتأمل تلك اللحظة الفنية.. ما اجمل الاشياء العظيمة التي تبقى خالدة على مر الزمن بعد ان يموت اصحابها.. والخلود هو الذي يميز العمل الفني الاصيل . لقد اشتريت عباءة عراقية ارتديتها في خلال زيارتي للاماكن المقدسة في (كربلاء) لم اكن اصدق بوجود مثل هذه المساجد الرائعة في العراق.. ان كل جزء من تلك الاماكن المقدسة هي تحفة بحد ذاتها.. بزخارفها ونقوشها الدقيقة المتناسقة.. ان تلك الاماكن المقدسة تبدو كقطعة من الماس النادر الذي يبرهن على مدى الجهد الذي بذله الانسان من اجل جعله هكذا.كما اشتريت مجموعة من علب الحلويات العراقية واشتريت مجموعة من البطانيات العراقية التي اعجبت بجودتها..

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...