الأربعاء، 3 مايو 2017

الابن البار



المقال : الإبن البار .
الصورة : (صباح نوري سعيد) في شبابه . هو الإبن البِكر و الولد الوحيد لرئيس الوزراء (نوري سعيد) . خريج (جامعة كمبردج) البريطانية الشهيرة و حصل على شهادة أو إجازة (مهندس في علوم ميكانيك الطائرات) . ولأنه كان يهوى قيادة الطائرات الحربية دخل (كلية الطيران الملكية) و تخرج برتبة ضابط طيار في (القوة الجوية العراقية الملكية) حتى وصل إلى (رتبة عقيد) . معروف بألعابه البهلوانية في الطيران ، فلقد طار من تحت جسر (الأمين / الأحرار) في بغداد . كان يحب (سباقات الخيل) . عينه والده (مديراً عاماً للسكك الحديدية) . تزوج من إمرأة مصرية قبل إنقلاب (بكر صدقي) بستة أيام ، عام 1936 م . قُتل بعد أبيه في 15 تموز ، بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح بالملكية ، وإعلان الجمهورية العراقية في 14 تموز عام 1958م .


تناولت الدكتورة (عصمت) النهاية المأساوية لزوجها (صباح نوري سعيد) في كتابها الموسوم (نوري السعيد رجل الدولة والإنسان) ما يلي :- يبدو أن (صباح السعيد) سمع خبر إلقاء القبض على أبيه و مقتله يوم 15 تموز ، و هو في (نادي السكك الحديدية) في (بغداد) فخرج مسرعاً من النادي متجهاً إلى (دار الإذاعة) ليتأكد من الخبر و يطالب بجثة أبيه . فإذا بشاحنة تحمل عدداً من الشرطة يعترضون طريقة و يلقون القبض عليه . كان (صباح السعيد) مشهوراً بالرجولة والشجاعة ، فعندما أوقفوه ، قال لهم بإستهزاء :(إنني كنت على وشك الذهاب إلى دار الإذاعة على قدمي بنفسي للاستفسار عن مصير جثة أبي ، و مع ذلك فأنا مستعد أن اركب معكم حتى نصل بسرعة) . وعندما وقفت السيارة أمام باب الإذاعة اراد صباح السعيد أن يدخل إلى مكتب المسؤولين للمطالبة بجثة أبيه، فمنعه الحرس من التقدم وبدأ الصراع بينه و بينهم أمام الباب، و هو يسمع المذياع يحرِّض الشعب على القتل والسحل والتمثيل علناً . فبدأ يسب و يلعن جهراً لتلك الفئة الخائنة التي تجاهلت أفضال أبيه. و لما طال الصراع أمر المسؤولون الحرس، بإنهاء المعركة وإطلاق الرصاص عليه، فأسقطوه صريعا. 

ثم تقول :- و تُظهر لنا المجلة الأمريكية ما أصابه بعد ذلك ، فهي تحمل صورة الجثة مصلوبة مبتورة الأيدي والأرجل ، إخترقها رصاص الرشاشات من أعلى الرأس إلى أسفل الجسد . صورة رهيبة ولكنها مشرِّفة لابنٍ بار تحدى الموت، وتكمل القول :- واخبرني شاهد عيان بان الجثة سُحِلَتْ بعد ذلك إلى باب دار (كامل الچادرچي) . ومثوى (صباح السعيد) مجهولاً إلى يومنا هذا. 
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...