الأربعاء، 21 ديسمبر 2022
المصارعة غَيْر المقيَّدة
الخميس، 1 ديسمبر 2022
(سينما الأعظمية) بناية وحكاية
(سينما الأعظمية) بناية وحكاية .
الصورة : سينما الأعظمية عام 1966م .
البناية : في الثلاثينات أقدم رجل الأعمال الثري (إسماعيل شريف العاني) على تشييد سينما الحمراء والتي احترقت بعد عدة سنوات ، وهو صاحب سينمات الحمراء في كل محافظات العراق ، كما أنه أنشأ فيما بعد سينما الأعظمية والبيضاء في بغداد الجديدة .شيد العاني سينما الأعظمية نهاية الأربعينات ، بعدما كلف المصمم المهندس (نعمان منيب المتولي) على متابعة بنائها ، وبإشراف (صالح حمام) مدير الشرطة العام . اسم المعمار "نعمان منيب المتولي"، هو اسم مركب، ولد في اسطنبول عام 1898، لأب من اصول بغدادية، وأم تركية. كان والده مصطفى افندي "متولياً" لجامع الامام الاعظم في بغداد، بنهاية القرن التاسع عشر. . كان نعمان منيب شابا متعلما ومثقفا عندما وصل الى بغداد، مطلعا على تنفيذ الرسوم المعمارية، وممارسا للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة الى مقدرته العزف على الآلات الموسيقية. عمل مع احدى الهيئات الاستشارية المعمارية الانكليزية العاملة في بغداد، كخطاط ورسام، وأُدخّل لموهبته، عدة دورات تدريبية هندسية ومعمارية، وفي فترة قصيرة برز، كما يقول رفعة الجادرجي، الذي اورد معلومات عنه، في كتابه "الاخيضر والقصر البلوري" ص. 503 ، <كاول مهندس معماري عراقي>. وبمؤهلاته تلك، تم توظيفه في العمل كمساعد الى المعمار الانكليزي ولسون، عندما كان الاخير منهمكاً في تنفيذ مباني جامعة آل البيت بالاعظمية (1922-24). كما شغل نعمان منيب وسيطاً بين ولسون، والاسطوات العراقيين، العاملين ، وقتذاك، في اعمال تشييد الجامعة. وله تعود فكرة الكتابة الآجرية وتنفيذها في اعلى افريز الكلية الدينية للجامعة. صمم عدة مبان عامة في بغداد وفي كافة ارجاء العراق، كما صمم الكثير من الدور السكنية في الاعظمية وفي مناطق مختلفة من بغداد. ويقال، بانه صمم <سينما الزوراء> بالمربعة في شارع الرشيد . وبالتأكيد، هو مصمم سينما الاعظمية، التى ازيلت، مع الاسف، مؤخراً. صمم واشرف على دار توفيق السويدي بالصالحية، ودار ناجي الخضيري في الاعظمية، ودار سلمان الشيخ داود في شارع ابي نؤاس، كما صمم سوق الامانة، وفندق الامير، ومبنى "جمعية الطيران" في بغداد (الذي ازيل، واحتفظت الساحة، التي كان يطل عليها، لاحقاً، باسم مبناها المميز: ساحة الطيران). عين مدير اشغال المنطقة الوسطى في لواء الحلة، بعدها عين كمهندس معماري في أمانة العاصمة. احيل التى التقاعد في بدء الخمسينات. انتهت سيرة نعمان منيب، الذي نعرف عنه بانه عاش عازباً، وتوفي في سنة 1961.
الحكاية : يتحدث إبن كاظم ماجود صاحب مقهى تقي في الأعظمية فيقول :- منذ ُ العام 1958 نزحنا من لواء الكوت وبالذات من ناحية شيخ سعد وهي مدينة صغيره غافية على نهر دجلة .واستقر بنا المقام في منطقة الاعظمية حيث كان لأحد اقاربنا عمل بسينما الاعظمية المرحوم (ماهود سرع) الذي عمل حارساً للسينما ليلاً وبواباً بالنهار وفتحنا مقهى صغيراً مقابل السينما مستخرجا من حديقة النعمان انا ووالدي واخوتي الصغار ومن ثم انتقلنا الى مقهى اكبر منه في راس الحواش بداية شارع عشرين مجاور لجامع الحاجة نشميه [گهوة تقي] الذي ما زال قائماً لحد الان ، {ومن شهرة ومحبة المقهى عند أهل الأعظمية ، فإنهم كانوا يتلاطفون فيما بينهم ويقولون [إنت وين تلتقي ،،، بگهوة تقي]} . واستمرت علاقتنا الانسانية باهل الاعظمية مبنية على الود والاحترام ، ولحد الان نتواصل مع أهالي الأعظمية بأفراحهم واحزانهم وبالعكس ، ولم نلمس من اهل الاعظمية أي حس طائفي ابداً لا من صغير ولا من كبير ، لا من مثقف ولا من شخص عادي ابداً ، وما زالت المواصلات مستمرة .حتى ان اخي (تقي) لا ينقطع عن زيارة احبائه في الاعظمية لحد الان حيث يتواجد مرة بالأسبوع بالأعظمية ، وكما ان اخي علي الذي لم نعثر على رفاته في الحرب الايرانية العراقية كانت وصيته انه في حال استشهاده ان يشيع من الاعظمية في رأس الحواش الى النجف الاشرف ولم تتحقق امنيته لاننا لم نستلم رفاته الى الان . (رحم الله شهداء العراق). كما اني بحكم عملي يدركني وقت الصلاة قرب مرقد (الشيخ عبد القادر الكيلاني) فادخل واصلي داخل مرقد الشيخ حيث كانت هناك قاعة صغيرة وفيها مجموعة من (الترب) حيث يؤدي الشيعة الصلاة داخل مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وهذه الحادثة ارويها لكم بحدوثها قبل اكثر من عشر سنوات. وكما اروي لكم بأن والدي المرحوم (كاظم ماجود) طيلة فترة وجوده بالأعظمية بالسنين الماضية من القرن الماضي كان يضع (تربته) في جيبه وعندما يحين وقت الصلاة يدخل الى جامع الحاجة نشميه في راس الحواش ويؤدي صلاته مع المصلين من اهل الاعظمية ولم ير والدي أي تذمر من هؤلاء المصلين بل بالعكس كانت تربطه صداقة انسانية لامثيل لها بهم. وكما حدثني احد معارفي بان عمه كان مقر عمله قرب جامع الفضل فما ان يحين وقت الصلاة يدخل الى الجامع ويؤدي صلاته في احدى زوايا الجامع ولكن يؤدي صلاته بدون (تربة) وبمرور الايام لمحه امام الجامع بعد انتهاء صلاته قال له لماذا تؤدي صلاتك بدون (تربة) فما كان من امام الجامع ان قال له هناك عدد من (الترب) وباستطاعتك الصلاة داخل الجامع وموجودة على احد رفوف الجامع ولا احراج بالموضوع يا ابني ان صلاتك وصلاتي الى الله هذه الحوادث التي اسردها هي من سنين مضت قبل الاحتلال الامريكي حيث لا طائفية تذكر ولا هم يحزنون انما كان هنالك الود والمحبة . تباً للطائفية ، تباً لمروجيها ، تباً لمن اوجدها ، تباً لم عمل بها. وتحياتي لاهل الاعظمية الكرام وخصوصاً راس الحواس وشارع عشرين مع فائق التقدير والاحترام .
ا.ھ . خالد عوسي الأعظمي .
الأربعاء، 28 سبتمبر 2022
عوسي الأعظمي عاش بطلاً ومات وحيداً فقيراً
الثلاثاء، 9 أغسطس 2022
رياضة الزورخانة والمقام العراقي
بقلم الدكتور/ حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي
الصورة : عرض لرياضة الزورخانة ، في إستديو تلفزيون العراق نهاية الخمسينات ، وهذه إحدى حلقات (برنامج المصارعة) وهو أول برنامج رياضي منذ تأسيس تلفزيون العراق عام 1956م . تقديم وإعداد البطل (عوسي الأعظمي) الثالث من اليمين جلوسا ،ً والرابع ، البطل (حسين تاجر النجفي) والسادس ، قاريء المقام وبطل الزورخانة (عبد الهادي البياتي) وفي المقدمة شقيقه البطل (مهدي زنو) .
المقال : إن موسيقى وغناء المقامات العراقية ترافق ممارستها وعروضها الرياضية الزورخانية، تشجيعاً للاعبين الرياضيين عند تقديم عروضهم أمام الجماهير، وخلق المزاج والاستعداد لتحمل مشاق بعض الألعاب الزورخانية خلال العرض. وقد اجتاحت هذه الممارسات الرياضية الزورخانية في العراق طيلة القرون الأربعة الماضية تقريباً، على نطاق عفوي وشعبي واسع دون تدخل الدولة في دعمها وتقديمها. واستمر الأمر في سيادة هذه الرياضة الشعبية حتى النصف الأول من القرن العشرين. وقد كان أشهر الرياضيين الزورخانيين العراقيين عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الأعظمي وصادق الصندوق وعبد الهادي البياتي ومهدي الزنو وحسن نصيف الجميلي ومحمد أسطة بريسم وغيرهم. وفي غالب الأحيان، يتكون فريق الزورخانة من عدد يصل إلى 15 لاعبا زورخانيا، وأحيانا يتجاوز هذا العدد حسب الظروف والإمكانيات. وفي طقوس عروضها الشعبية والجماهيرية الخاصة في الصراع يُمنع دهن الجسم، ولا يجوز النطح بالرأس، وعدم رفع الخصم ورميه بالأرض، وعدم السماح بإذاية المصارع بالمسكات المؤدية للخلع أو الكسر. وتقوم رياضة الزورخانة بصورة عامة على تمجيد قيم الفتوة والأخلاق الرفيعة. تعنبر رياضة الزورخانة في نظر لاعبيها والجماهير، رياضة مقدسة..! حيث تبدأ فعالياتها بصورتها التقليدية بقراءة المرشد آيات من القرآن الكريم، ثم يتبعها بدقات الطبل المنتظمة وينشد التواشيح الدينية وقراءة بعض المقامات العراقية، بعدها يهرول الكابتن (المدرب) هرولة خفيفة للإحماء ثم تبدأ حركات (الشناو) يليها رفع الأميال من قبل (اللاعبين) وتنتهي عادة بنوعين من النزالات: الأول يسمى "الحلواني"، وهو نزالات تجريبية والثاني نزالات "الخصماني" وهي تحديات بين أبطال في اللعبة. إن هذه الرياضة ذات طابع ديني تربي الناس على الأخلاق الفاضلة من صبر وإيثار وسماع للمواعظ والأدعية والتواشيح الدينية. هذا ومن الجدير ذكره، أن لرياضة الزورخانة تقاليد أخلاقية يجب للاعب اتباعها، منها أن يكون نظيفا وذا أخلاق فاضلة ونبيلة وهو في حالة الوضوء، ويتمتع بروح التواضع، وألا يكون مغترا بقوته، ويكون أمينا ومحبا لأهله. هكذا تكون عروض رياضة الزورخانة في المحافل والبطولات الرياضية برفقة الإيقاعات مع المؤدي لمجموعة من المقامات العراقية، ذات الطابع الوقور المعبر عن الخشوع والروحانيات بقصائد دينية او صوفية أو روحانية، كمقامات البيات والمحمودي والحليلاوي والجبوري والبهيرزاوي والحجاز وغيرها .
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي
الجمعة، 1 يوليو 2022
(وليديات) وليد الأعظمي
مقامات شعوبي
الجمعة، 3 يونيو 2022
عباس الديك
عباس الديك
Shakerchi Samir الصورة : من أرشيف المؤرخ الرياضي الأستاذ
وقد تحدث عنها قائلاً :- كنز تاريخي بهيئة لوحة . الفن والرياضة والأصالة في صورة واحدة . من بطولة العراق للمصارعة عام 1948م
لقطة رائعة ، ألتقطت بعد إنتهاء منافسات بطولة المصارعة التي أقيمت بتاريخ 19كانون أول ، وسط ساحة الكشافة . ويبدو فيها من اليمين الشخصية الرياضية متعدد المواهب ، وبطل وزن الخفيف (عوسي الأعظمي) ثم المدرب وبطل الزورخانة (مجيد لولو) ثم (سعيد آصف) ثم بطل الزورخانة الرياضي المعروف [عباس الديك] صاحب أول محاولة في تاريخ رياضتنا ، للإتفاق على إنهاء نزال بالمصارعة مقابل شراء ذمة المصارع المقابل ، وكان يومها (الهرگريمر) مقابل مبلغ من المال . ثم البطل (خلوق أمين زكي) ، الذي فاز ببطولة . ثم (مصطفى القلمچي) المحامي الذي أصبح فيما بعد ، مستشاراً لعدي صدام حسين ثم الممثل (يوسف العاني) رحمهم الله جميعاً . إ.ھ .
المقال : يبدو ان البطل الشهير المصارع عباس عبد الله الديك، هو واحد مِن اقدم مَن نستطيع الكتابة عنه من رواد المصارعة العراقية في عصرنا الحديث، او خلال القرن العشرين تحديداً. وهو احد انشط الرياضيين العراقيين الرواد، مع بعض الزملاء كمجيد لولو وعوسي الاعظمي وصادق الصندوق وغيرهم في النصف الاول من القرن الماضي، ورغم ان المصارعة بشكل عام كانت تتمحور في نشاط المصارعة التراثية التي يطلق عليها بـ(الزورخانة) ورغم ان هذه المصارعة لاتمتاز في نشاطاتها بالبطولات والمسابقات الدورية فيما بين المصارعين او بين الفرق الزورخانية المتعددة على مستوى التنظيم الحكومي..! حيث بقيتْ نشاطات عفوية تمارس للهواية وقضاء الوقت واللهو في اوقات متقطعة او متصلة طويلة خلال اليوم. ولكن هواية المنافسة بين المصارعين افرادا وجماعات غريزيا قائمة طبعاً. فكانت تجرى بعض اللقاءات التنافسية بين بعض المصارعين ليقال انها انتهت بفوز احد المصارعين..! ولعل النزال الشهير بين البطل عباس الديك والالماني الهر كريمر، خير مثال على التنافس الفردي بين المصارعين، فضلاً عن نزالات اخرى حدثت بين بعض المصارعين الآخرين او بين فرق الزورخانة المنتشرة في بغداد. ورغم كل ما قيل عن نزال عباس الديك والالماني الهر كريمر، الا ان مبدأ غريزة التنافس وطموح الفوز على الآخر كان موجودا بين المصارعين بصورة طبيعية..! (نال المصارع البطل عباس الديك شهرة واسعة وحظوة كبيرة بين الجماهير العراقية بعد نزاله الكبير مع الالماني الهر كريمر. في الرابع عشر من تشرين الثاني من عام 1935، ولم ينل مصارع عراقي شهرة وسمعة في اوساط المجتمع مثل تلك التي حظي بها البطل عباس الديك. والبطل عباس الديك كان يمثل مدرسة خاصة في عالم الصراع والجفرات، وهو استاذ لمجموعة كبيرة من المصارعين الذين تتلمذوا على يديه وقلدوا حركاته واساليبه في التمرينات والمنافسات) . ذاع صيت البطل عباس الديك بين الافاق، واصبح البطل عباس قائدا رياضيا للمرحلة التي عاشها وعاصرها..! مع ان النزالات في تلك الآونة لم تكن ضمن بطولة منتظمة محليا او دوليا. وانما تنظيم شعبي بمبادرات اجتماعية فردية وجماعية لجمع الجماهير وامتاعها..! التي تحضر بكثافة لمشاهدة هذه المبادرات الرياضية ومنها الحضور الكبير للنزال الاشهر بين البطلين عباس الديك والالماني الهر كريمر الذي امسى تاريخا يذكر في كل وقت وحين..! . ولد المصارع البطل عباس عبد الله الديك في محلة الهيتاويين بالرصافة من بغداد عام 1902. امتازت شخصيته منذ بواكير حياته بالهدوء والبساطة والقوة في اتخاذ المواقف الشخصية، تصل حد العناد..! كذلك كان بطلنا عباس الديك رجلا نزيها حليما طيبا محبوبا في المجتمع، وفي حداثة عمره كان يقضي معظم اوقات اليوم بهوايته المفضلة ممارسة الرياضة بانواعها المتاحة، وعلى الاخص على شاطئ نهر دجلة الخالد في السباحة والمصارعة والعاب مصارعة الزورخانة التراثية مع زملائه في الحي وسط الاستماع عند مرافقة الدفوف وغناء المقامات العراقية لهذه الالعاب التي تتميز بالروح الدينية والصوفية المرافقة للمصارعة الزورخانية التراثية. هكذا كان فضل وجود نهري دجلة والفرات في بلدنا العراق، والحمد لله على كل شيء. اللذين كان لهما الاثر الاكبر في تنشيط الحركة الرياضية سواء في السباحة او المصارعة او كرة القدم او غيرها من ألعاب اخرى، التي تطورت وازدهرت بمرور الزمن في ظل هذه الاجواء. واستمرت هذه الاجواء الرياضية تقام بكل مرح ولهو واستمتاع من قبل كل الرياضيين من زملاء بطلنا الشهير عباس الديك كالبطل مجيد لولو المولود عام 1909. والبطل عوسي الاعظمي المولود عام 1913. والاخرين من زملائهم. لعل من اهم ما وصل اليه البطل عباس عبد الله الديك من نفوذ جماهيري شعبي، هو وصوله الى دفة رئاسة الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية الذي تأسس عام 1950. وهكذا يكون بطلنا الشهير عباس الديك اول رئيس رسمي لاتحاد المصارعة العراقي عند تاسيسه عام 1950..! . بالنسبة لجيلنا في سبعينات القرن العشرين، فقد كنتُ اشاهد البطل الشهير عباس الديك عندما يحضر الى نهائيات البطولات المحلية والدولية التي تقام في بلدنا العراق، وكنت ابقى لفترة من الزمن اشاهد واتأمل هذا البطل الذي تجاوزت شهرته الآفاق حاضرا بين ابنائه المصارعين من الاجيال اللاحقة لجيله وسط الاحتفاء الكبير به من قبل كل مدربينا ومصارعينا الكبار
بقلم الدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي
الأربعاء، 1 يونيو 2022
(الأعظمية) أنين وحنين
(الأعظمية) أنين وحنين
الصورة : من على الجسر الخشبي (جسر الدوَب) الذي يربط الأعظمية بالكاظمية ، ويظهر جزء من المسناية بالقرب من ضفة نهر دجلة المطلة على محلة السفينة في الأعظمية منتصف الثلاثينات .
المقال : يقول الأستاذ (سيف الدين الآلوسي) في مقاله الموسوم (بغداد ،، تشويه متعمد !!!! الاعظمية الاصيلة نموذجا !!!) :- ذهبت لزيارة قبر والدي الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله في مقبرة الاعظمية ، ذهبت الى الاعظمية وانا ولدت فيها ، والاعظمية التي اعرفها وبيوت اجدادي الاثنين فيها ،، من جهة السفينة والكورنيش ، اصبحت قطع صغيرة وشوارع مكسرة ومطاعم ، ولو كمنطقة ، فهي احسن من منطقة هيبت خاتون بظهر قاسم ابو الكص ، والتي اصبحت كأنها قرية عشوائية في كولومبيا ،، وسينما الاعظمية اصبحت دائرة للارامل والايتام تابعة للوقف السني ،، وحديقة النعمان اصبحت قاعة للمناسبات والاعراس ،، كلية العلوم اصبحت علوة لبيع الچبس ،، ذهبت الى شارع ٢٠ والفوضى والاوساخ ،، صعدت على السدة في نهاية شارع عشرين وبيوت على الشط متروكة لاساتذة الطب بالعراق ،، مهجورة ، محاطة ببيوت عشوائية وفوضى ،، بيوت الاساتذة الدكاترة كمال السامرائي وعزيز محمود شكري وحسني الالوسي وبيوت شنشل وعلي احسان نشأت والخضيري وغيرها ،، تبكي اصحابها ، وقد بنيت بجهودهم وعلمهم وتعبهم ،، طيلة عقود ليسكنوها في اواخر عمرهم وبعد تقاعدهم ،، وقد تركها الورثة او باعوها للاسف !!! رجعت الى شارع الصليخ وحيث بيت المرحوم منذر عباس اصبح محلة كمحلة عشوائية،، في ريودي جانيرو تضم زقاقا وخمسين بيت بكبر الشخاطة !!! وكذلك البيوت المجاورة ولا تعرف الملك الصحيح والتجاوز ،، وحيث سمچة بيت الزهاوي صارت كراجات وبيوت ام ٥٠ متر ! وبواجهات ٢،٥ م وارتفاع ١٢ م !!! وذهبت باتجاه الگريعات وساحة عماش ،، لم يبقى بيت محافظا على خصوصيته سوى بيت المرحوم الاستاذ د سالم الدملوجي وحيث بقية البيوت تغيرت معالمها ،. وصلت الى بيت خالي المهندس معاذ فانه ضايع بين بيوت التلزيك الجديدة على دجلة وكأنني بنص محلات التصليح بالشيخ عمر !! ،، اما البيت الذي قضيت احلى ايام حياتي فيه ،، ولدي فيه ذكريات لا تنسى، وهو بيت عمي المرحوم الدكتور خليل الالوسي وبيت اقرب الناس لي ،وهم اولاد عمي الدكتور عاكف الالوسي والدكتورالمرحوم علي الالوسي ،، فاصبح ارضا لم تبقى منه ،، سوى النبگة القديمة التي على المسناية ،، والتي سكرنا تحتها والمزة نبك عشرات المرات ،، اما قاعدتنا البحرية البير القديم للمكينة، والمرفأ لثلاثة زوارق سريعة وبلام اثنين وطوربيد وايام الووتر سكيينغ او التزحلق على الماء فقد ذهبت واهلها من دون رجعه. حزنت بحرقة على ذكرى احباء ومنزل ،، وشط جميل وجزرة رملية روعة تسوه احلى بلاجات العالم ،، وبارتيات وحفلات ،، وحب على دجلة ، والوزة التي تغوص ونحن نحودها بالماطور ، وتقشمر علينه وتطلع بغير اتجاه ،، والرگي العال والجبن عل الجزرة ،، والتكة والسمچ ،، والفريدة المبردة المجورشة !!! اكملت الى الكريعات وسيارات سكراب متضررة من التفجيرات متروكة ،، والمشاتل الجميلة اصبحت بيوتا غير صحية بمساحات ضيقة ،، وبيت الاستاذ هشام منير المعماري القدير كانه عجوز تعبان هجره الجميع وكذلك بيت السيدة امل الخضيري والمرحوم جمال عمر نظمي !! . تألمت كثيرا ،، ثم رجعت الى بساتين ال سليمان ورشيد عالي الگيلاني والتي اصبحت معارض النهضة للسيارات ، وشارع الاخطل ودرابينه وكلية بغداد والمشاتل فقد اصبحت محلات محلات للسكن التعبان والذوق المعماري المعدوم ،، والبستان الجميل بظهر كلية بغداد واشجار كلية بغداد ،، تم اجتثاثه واجتثاثها ، وفتح فيه شارع وتقسم الى اراضي سكنية !!! اما بيوت اقاربي واصدقائي فصارت مجموعة كنج مال دجاج ومنهم بيوت اخوية وصديقي المرحوم ممتاز خال اخوية بسمل مقادسي وبيوت جده ووالده ، وبيوت باكوس والبكري والزهاوي ولم يبقى الا بيت الاستاذ الدكتور المرحوم مكي الواعظ والد اخوتي د مكرم ومناف وووووووو!!! ورجعت مع اخوية وصديقي ورفيق الدرب منذ ستين عاما قصي خير الدين الحافظ الى شارع الضباط وحيث ضيعت معالمه ،، تزقنبت كباتشينو باحدى الكافيهات ،، وسلمت على قصي ،، ورجعت للبيت حيث لطيت نص بطل وباكيتين جگاير وعلى اغنية ام كلثوم الاطلال ،، وانا حزين على احفادي ومقهور على اولادي الذين عاشوا جزءا مع هذه الذكريات في بغدادهم الجميلة النظيفة
. إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي
الاثنين، 23 مايو 2022
الرياضي الشامل عوسي الاعظمي
الرياضي الشامل عوسي الاعظمي . مقال للدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي .
الصورة : صورة ناطقة وجميلة للمرحوم الرياضي البطل عوسي الاعظمي في ريعان شبابه. على شواطيء الأعظمية عام 1936م .
المقال : عوسي الاعظمي، اسم شغل الناس جميعا سواء في مدينته الاعظمية او في الاوساط الرياضية البغدادية والعراقية بصورة عامة، اقام الدنيا ولم يقعدها، رياضي بكل ما يمكن ان تحتويه هذه الكلمة من معنى. مارس الكثير من انواع الرياضة المتداولة وغير المتداولة في بلدنا العراق، رياضة الدراجات حيث نظم سباقات الدراجات الهوائية وكان بطلاً من أبطالها، وله الكثير من الحكايات على ألسنة الناس للطافةِ معشرهِ وفكاهته. كذلك السباحة والمصارعة والزورخانة ورفع الاثقال وكمال الاجسام والتزحلق والكشافة التي كان عوسي من روادها، والالعاب البهلوانية، واعلامي اسس مجلة في ستينات القرن المنصرم اسماها –مجلة اللياقة البدنية- وعندما افتتح في بغداد عام 1956 اول تلفزيون في الوطن العربي، كان له السبق في اعداد وتقديم اول برنامج رياضي في التلفزيون اسماه –الابطال- مارس الرياضي البطل عوسي الاعظمي رياضة مصارعة الزورخانة التراثية مع ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم "الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي. هكذا كان عوسي الاعظمي، وهو الذي لايألو جهدا في التنقل والسفر وراء نشاطاته الرياضية المستمرة بلا هوادة. ويقول ولده البار السيد خالد، (ان والده عندما تجاوز سن الثلاثين عشق السياحة والسفر، حيث ألتقى بأبطال الرياضة بالمصارعة في العالم لتبادل الخبرات، وفي لبنان فاز على المصارع اللبناني زكريا شهاب، وفي تركيا فاز على المصارع التركي محمد اوغاد وكذلك فاز على عدد من مصارعي بلغاريا، وفي عام 1952م، قام عوسي الأعظمي برحلة إلى الأقطار العربية والتقى هناك بالمصارع المصري إبراهيم مصطفى في النادي الاهلي المصري، ونظمت له جولات سياحية في مختلف أنحاء مصر، والتقى برئيس مصر محمد نجيب الذي جعل نفقة ضيافة الأعظمي على حسابه الخاص. وكان يطبع الدعوات الرياضية، ويوزع النشرات الرياضية وعلى نفقته الخاصة دعما للوعي الرياضي) فضلاً عن كل ذلك اسس الرياضي البطل عوسي الاعظمي الكثير من المنجزات الرياضية، كمهرجانات الالعاب التي مارسها. وتنظيم المسابقات في مختلف الالعاب الرياضية، فكان قطعة من نشاط عجيبة غريبة لاتهدأ ولا تسكن، فقد كان عوسي الاعظمي يمتلك شخصية في المجتمع مثيرا للغاية في الجد والهزل والانجاز والعطاء والنشاط المستمر..! بهلوان الالعاب الرياضية، مارس رياضات لم يمارسها غيره في بلدنا العراق واثار فيها انتباه القاصي والداني في الاوساط الرياضية والجماهيرية. وبالتالي هو شخصية من الصعب تكرارها. يحفظ له الاعظميون الكثير جدا من مواقف المرح والهزل والنكات والجد. ليصبح اسمه جزءاً لايتجزأ من حياة اهالي مدينته الاعظمية، واخيرا فهو رائد في ممارسة كثير من الالعاب الرياضية البهلوانية في بلدنا. وله فضل كبير في ديناميكية الحركة الرياضية في مدينته الاعظمية من بغداد، منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى وفاته في التسعينات رحمه الله. وهو ما يجعلنا ان نؤكد اهمية وقوع مدينة الاعظمية على ضفاف نهر دجلة الخالد، حيث معظم النشاطات الرياضية تفام على ارضه الرملية وتواجد معظم الشباب يوميا على ضفاف النهر للسباحة والاستمتاع والممارسة..! وكان لتأسيس وافتتاح النادي الاولمبي في مدينة الاعظمية عام 1939 أثر كبير في تنظيم الكثير من المسابقات الرياضية التي قادها ونظم معظمها الرياضي المثير للجدل عوسي الاعظمي (امتلك الرياضي البطل عوسي الاعظمي قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية. وادى كل ذلك الى ان اطلقت عليه جدته لقب "عوسي" وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت..! وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو). ولد جاسم محمد طه العبيدي القحطاني الحميري –عوسي الاعظمي- في بغداد عام1331 هـ 1913م. وعاش زمناً رياضيا بكل معنى الكلمة حيث ناهز الثمانين عاما، اذ توفاه الله عزّوجل في يوم 11 ربيع الثاني 1414 هـ/27 سبتمبر 1993م. بحادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، التي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة. (هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض وهي بطول 6.14 متر وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها اما الصراع فيكون داخل الجفرة وسميت بعدها جفرة عوسي هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد الاسود وحسن عبد الوهاب) . أكتفي بهذا القدر من حلقتنا هذه على ان نعود في مناسبة اخرى لاكمال سرد وسيرة حياة بطلنا الرياضي البطل عوسي الاعظمي فهناك من الحديث عن بطل رياضي بقيمة عوسي الاعظمي ما يطول ويكثر، عسى ان يمكننا العلي القدير من ذلك ان شاء وقدر. رحم الله بطلنا ابا خالد، واسكنه فسيح جناته.
الأحد، 10 أبريل 2022
محلة السفينة والإجتياح الأخير
الأحد، 3 أبريل 2022
صاحب أشهر دور الكتب ببغداد.. تعرف على الكاتب قاسم محمد الرجب في ذكرى وفاته
أحدث مقال
جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)
جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...

-
المقال : (أبو يونان) من المأكل الى المقتل . الصورة : الإعلان الخاص بمطعم (أبو يونان) بداية السبعينات . إنتشرت في بغداد وفي مناطقها الم...
-
المقال : (فريري) العملاق ، على أرض العراق . الصورة : العملاق الفرنسي (جون فريري) أطول مصارع في العالم (240 سم) مع المدرب الدولي (بهاء ت...
-
المقال : ( فْرِيج الأگرع ) يظهر من جديد !!!!! . الصو رة : إبن السِعْلوَّة ( فْرِيج الأگرع ) يحلق لحيته الطحلبية و يظهر بحُلَّة جديد...