الأحد، 1 مايو 2016

ماذا لو كانت سوريا عراقية !؟


الصورة : رئيس الوزراء السوري (فارس الخوري) و الباشا (نوري سعيد) في دمشق عام 1946.
في (19 حزيران 1940) قرر مجلس الوزراء ايفاد كل من وزير الخارجية (نوري سعيد) ووزير العدلية (ناجي شوكت) إلى (تركيا) لدراسة الوضع بعد دخول (ايطاليا) الحرب . وصل القطار (طوروس) إلى (محطة حلب) كان في استقبالهما كل من (تحسين قدري) قنصل العراق العام في (لبنان) و (علي جودت) ويقول (ناجي شوكت) :- كان (جودت) يحمل حقيبة صغيرة بيده فقال لي (نوري سعيد) ان (علي جودت) سيصحبنا إلى (انقرة) فسألته ، بأية صفة سيكون معنا؟ فاجاب ، كعضو ثالث في الوفد ، فقلت له :- كيف يجوز ذلك ولا يوجد قرار لمجلس الوزراء لاشراكه معنا؟ ولم يسبق لتركيا ان احيطت علماً بذلك ؟ فرد (نوري) ان هذه الامور بسيطة يمكن تجاوزها اذا وافقت انت وانا . ويعلق (ناجي شوكت) :- كان في قرار نفس (نوري) ان يتخذ من وجود (جودت) معنا مساعداً له يؤيده في آرائه ومعروضاته . وعلى كلٍ ، رفضت ان يكون الرجل ، عضواً ثالثا ً، وهددت بالرجوع إلى (بغداد) فتراجع (نوري) وقال طيب ليكن سفره بصورة شخصية . وفي اليوم الثاني وهم في طريقهم إلى (انقرة) قال (نوري سعيد) :- لدي اقتراح اود ان اعرضه على الحكومة التركية ، ولكني اريد ان اعرف رأيك فيه . اجابه (شوكت) :- وما الاقتراح ؟ قال :- سنتحدث مع (رجال تركيا) عن الوضع في (سوريا) فيما اذا تركها (الفرنسيون) جبراً واحتلها (الانكليز) حرباً وطلب (السوريون) الالتحاق بالعراق فما سيكون موقف الاتراك من ذلك ، واضاف :- انه ينوي ان يقول (لرجال تركيا) بان (الحكومة العراقية) مستعدة لان تتنازل عن (المنطقة الكردية الشمالية لتركية) اذا هم وافقوا على (الحاق سورية بالعراق) باي شكل من الاشكال . وان (الحكومة العراقية) مستعدة لاخذ موافقة (بريطانيا) على هذا العمل فاجابه (ناجي) :- (نوري) هذه مسألة مهمة وخطرة جداً فنحن لا نعلم ماذا سيكون موقف (فرنسا) وماذا يكون موقف (انكلترا) ؟ ونحن في بداية الحرب . فكيف نسوغ لانفسنا انا وانت ان نتكلم في موضوع مهم وخطر مثل هذا الموضوع مع دولة اجنبية ونقترح التنازل عن جزء من الوطن العراقي ؟ فرد (نوري) :- اننا لا نوقع عهداً وانما سنتحدث في الموضوع بصورة سرية . فقال (شوكت) :- بالنسبة اليّ فانا لا اريد ان اتحمل اية مسؤولية في امر خطير كهذا ، واحذرك من الاقدام على مفاتحة (رجال تركيا) في هذا الموضوع ، وانتهى الموضوع عند وصولهم (محطة قطار انقرة) .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...