الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

زعامة الاعظمية



المقال : (زعامة الأعظمية) !!!؟؟؟ .
الصورة : الزعيمان (هتلر الأعظمي) و (صالح پتريكا) وقصة الصراع الدامي على زعامة الأعظمية . بعدسة المصور (زهير كاكا) . .
أهالي الأعظمية يتذكرون بكل شجن و حنين شخصيات مهمة أحبوها ، لها أثرها في ذاكرة المجتمع الأعظمي . منهما ، شخصيتين رائعتين ، على الرغم من بساطتهما وعفويتهما ، فالأول هو (جاسم محمد) أو (هتلر الأعظمي) . يتذكر أهالي الأعظمية الشخصية الظريفة هتلر . فقد كان أحياناً يرتدي زي مفتش مصلحة نقل الركاب ويصعد باص المصلحة ويطلب من الركاب إبراز بطاقاتهم للتأكد منها، ولا أحد يعترض بما فيهم الجابي ، ويقال أن مدير المصلحة (سيد جعفر) سمح بذلك ، وعند النزول يصيح هاي هتلر ويردد الركاب هاي هتلر . كما تراه أحيانا بالروب والبيجاما المخططة في (سوق الأعظمية) والكل تحييه بهاي هتلر، كان شخصية لطيفة ومحبوبة . وكان لشبهه الكبير بالزعيم الألماني (أدولف هتلر) أثره على شخصيته , مما جعله يقلده في كل شيء تقريباً في (حركاته وتحيته ولبسه وشاراته وشاربه وتسريحة شعره وكذلك الپايپ الذي يدخن به) و لا يدري بأن هتلر الأصلي لا يدخن ، حتى تقمص شخصيته التي جعلته يتخيل زعامة العالم . وأهالي الأعظمية يرقبون ذلك ويمازحوه بما يتخيل ، مما جعلهم يختلقون شخصية ثانية تمثل دول الحلفاء لأجل الوقوف أمام طموح هتلر الأعظمي اللامحدود ، والذي كان يمثل دول المحور وكانت هذه الشخصية هي شخصية (صالح پتريكا) منظف السجاد النحيف الذي كان يسعى على رزقه في أزقة الأعظمية لتنظيف السجاد . حيث كان يقوم برفع السجادة الكبيرة (الزولية) من طرفها وإنزالها بقوة ويستمر عدة مرات حتى تتخلص الزولية من التراب الذي بداخلها وقد يقوم صاحب البيت بإخراج أكثر من زولية واحدة لأجل تنظيفها فيقوم صالح بإجراء اللازم ويبقى هكذا طوال اليوم في أزقة الأعظمية بطاقة جسدية وقوة لاتصدق . وكان صالح قليل المال كثير العيال وتنظيف السجاد عمل موسمي (قبل بدء موسم الشتاء فقط) فلذلك كان من السهل على من يريد مساعدة صالح مادياً أن يوقع بينه وبين هتلر وإيهامهما بالحصول على زعامة الأعظمية التي من خلالها يسيطران على العالم كما كانا يتصوران . وحدث في إحدى المرات عراك بينهما في سوق الأعظمية بعد أن أوقع بعض أهالي الأعظمية بينهما. إبتدأ النزاع بإدعاء كل منهما زعامة الأعظمية ثم تحول الى التهديد والكلام الجارح وإنتهى برمي (العيارات) غير النارية فلقد كانت (عيارات الميزان) مما أدى الى جرح كليهما . رحم الله (هتلر الأعظمي وصالح بتريكا) عاشا فقراء وماتا فقراء في فترة الثمانينات ولم يتمكنا من زعامة العالم و لا حتى زعامة الأعظمية . (أحداث هذه القصة منتصف السبعينات تقريباً) . للكاتب  .  خالد عوسي الأعظمي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...