الجمعة، 24 أغسطس 2018

طوب أبو خزامة



المقال : طوب أبو خزامة


الصورة : طوب أبو خزّامة امام المبنى القديم لوزارة الدفاع مقابل ساحة الباب المعظم .
وسط عاصمتنا الحبيبة بغداد ينتصب مدفع نحاسي أصبح فيما بعد جزءا من التراث الشعبي البغدادي وشارعه العتيد شارع الرشيد، وارتبط مدفع (ابو خزامة) بالكثير من العادات والمعتقدات الشعبية كما سميت محلة باسمه محلة الطوب نسبة إلى المدافع ً.. وطول المدفع أربعة أمتار وقطر فوهته نصف متر مصنوع من النحاس وسمي ب (طوب أبو حزامه) لوجود عروتين على جانبيه مع خرم في فوهته وشبه العامة كل عروة منهما ب (الخزامه) وهي الحلقة التي تلبسها المرأة في الريف في انفها بعد ان تخرم جانب الأنف وظل هذا التشبيه ملازماً لهذا المدفع العثماني حتى نقل الى المتحف البغدادي ويعتقد انه صاحب معجزات وبعض من كتبوا عنه قالوا أن له الفضل الكبير في دحر الفرس واستعادة بغداد من قبل العثمانين حتى أضحى كما يقول عبد الكريم العلاف في نظر البسطاء من الناس أنذاك ولياً من أولياء الله يزورونه ويتبركون به ويعقدون الخرق بسلسلة الحديد التي تربطه الى قاعدته ويشعلون الشموع حوله كل ليلة جمعة واكثر زواره من النساء. فالمرأة البغدادية تعتقد أنه ولي قلماً يخيب أمل زواره وبالطبع فأن اغلب المعتقدات العراقية هي معتقدات مبنية على (الأمل والرجاء) فالانسان العراقي رغم قوة تحمله وشجاعته في بناء حضارة وادي الرافدين عاش في بلد متلبد دائماً بالنكبات والمصائب وكان الإنسان العراقي يعقد الأمل حتى على الحجر الصامت ليعينه على تجاوز الصعاب ويبدو ان انتشارالأمية والجهل بين الناس انذاك في معظم نواحي بغداد قد ساعد كثيرا في نسخ هذه المعتقدات الخرافية حول هذا المدفع وغيره من الاشياء التي اصبحت موضع معتقدات البغداديين مثلما كانت الحكومة العثمانية تتركه منتصبا أمام المارة في الجادة العمومية (شارع الرشيد) لتجعله رمز قوتها وعنوان مهابتها ومن خلفه في ساحة القلعة أنتشرت مدافع أقل 
أهمية منه بشكل يشير إلى مهابة العسكر في هذه الثكنة الأيلة للسقوط 
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...