السبت، 13 مارس 2021

الحاج حمدي من المهد الى اللحد


 


الحاج حمدي من المهدِ الى اللحدِ .
الصورة : العلّامة الشيخ الحاج حمدي الأعظمي ، هو أبو العلاء حمدي بن الملا عبد الله بن محمد العبيدي الأعظمي ، حقوقي وأديب وكاتب ومؤلف وعالم وفقيه إسلامي عراقي من أهالي الأعظمية في بغداد . ولد في عام 1298هـ/ 1882م بمحلة السفينة في الأعظمية ، وتعلم القرآن الكريم في صغره ، وبدأ تحصيلهُ الدراسي في المدارس الرشدية في الدولة العثمانية ، ثم ذهب إلى المدرسة الحربية ، وتخرج فيها بشهادة أعلى ، ثم درس العلوم الدينية في المدرسة المرجانية على الشيخ نعمان أفندي الآلوسي والشيخ عبد الرزاق أفندي الأعظمي ، ونال الإجازة العلمية منهما ، وبعدها واصل دراسته في مدرسة الإمام الأعظم عند الشيخ معروف أفندي البشدري والشيخ محمد سعيد أفندي النقشبندي ، وأخذ منهما الإجازة ، كما تتلمذ على الشيخ قاسم الغواص ، وأخذ الإجازة العلمية منه أيضا ، وفي 9 ذي القعدة عام 1315هـ/ 1897م أثبت الأهلية ليكون معلماً، ونقل إلى المدرسة الرشدية في بعقوبة عام 1317هـ/ 1899م، وكان يلقي خطبة الجمعة أيام الجمع في جامع الشابندر في بعقوبة ، وبعدها سافر إلى إسطنبول ودخل الامتحان العام في مجلس المعارف ، وحصل على الدرجات الكاملة في ثلاثة عشر فرعاً من فروع العلوم الدينية والاجتماعية عام 1322هـ/ 1905مبنى له مكتبة عامة معروفة في محلة السفينة ، تحتوي على الكثير من المراجع العلمية والمصادر الفقهية وأمهات الكتب والصحف وغيرها ، وكان فيها مجلس يجتمع فيه أهل الفقه والدين ، وله اطلاع معروف في علوم الرياضيات والكلام وأصول الفقه وكان مجلسه في داره بمحلة السفينة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة كل أسبوع يختلف إليه رجالات البلد من الساسة والأدباء والعلماء ، وكثيرا ما يحدث النزاع وتضطرب الآراء والأفكار فيرجعون إلى أمهات الكتب والمصادر التي لديه في المكتبة لفض النزاع وإقامة الحجة والبينة ، وأسرته من عشيرة العبيد المعروفة بكثرة عددها ولقد سكنت أسرته حي الأعظمية منذ عهد السلطان مراد الرابع عام 1048هـ/ 1638م ، وذلك بعد نزوحها من مضارب العبيد في لواء كركوك .
المقال : وعن وفاة العلّامة الحاج حمدي الأعظمي ، ذكر المؤرخ (وليد الأعظمي) رحمه الله في كتابه الموسوم (ذكريات ومواقف) ص133 . ليلة الخميس ١٦ محرم الحرام سنة ١٣٩١ھ الموافق 14 آذار 1971م توفي العلّامة الحاج حمدي الأعظمي عميد كلية الشريعة سابقاً وعضو المجمع العلمي العراقي ، ونَعَتْهُ الصحف في بغداد ، وشيعت جنازته في اليوم الثاني من (الحضرة القادرية) الى (الحضرة الأعظمية) في موكب هائل تتقدمه الدمّامات والدفوف والرايات بالتكبير والتهليل والصلوات والأذكار ، وتسير وراء النعش مجموعة من العلماء والأئمة والخطباء والمئات من طلاب كلية الامام الأعظم ووفود من مشايخ الطرق الصوفية ، وصلى على جنازته إماماً بالناس سماحة العلّامة الشيخ (نجم الدين الواعظ) ودفن عند صلاة المغرب في مكتبته العامة التي وقفها على طلبة العلم ، وقد أُعِدَّ له مدفناً فيها ، وأقيم مجلس الفاتحة على روحه في كلية الامام الأعظم وفي عدد من المدن العراقية .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...