الصورة: تحضير القصائد و الكلمات قبل بدء إفتتاح الإحتفال النبوي الشريف في جامع الإمام الأعظم عام 1968 . المشاركون من اليمين الأستاذ (نوري الأعظمي) الحاج (إبراهيم الكتبچي) الحاج (وليد الأعظمي) الحاج (محمد علي - أبو فؤاد) الأستاذ (مولود أحمد الصالح - خال الحاج وليد الأعظمي) الشيخ (ملا معتوق الأعظمي) رحِمنا و رحمهم الله أجمعين
يحتفل الأعظميون سنوياً ، بمناسبتيـْن جليلتيـْن على نفوس كل مسلم ومسلمة ، وينتظرون ذلك بفارغ الصبر على الدوام ، قدوم الاحتفال بهاتيـْن المناسبتيـْن الدينيتيـْن العظيمتيـْن هما، (ذكرى مولد رسولنا الكريم ، محمد) (صلى الله عليه وسلم) وذكرى (الاسراء والمعراج) . و اللتان تقامان في الساحة الكبيرة لجامع الامام الاعظم (أبي حنيفة النعمان) . ليستمعوا ويستمتعوا بكل فقرات الاحتفالين ، وعلى الاخص بالمنقبة النبوية الشريفة ، التي كانت على الدوام ضمن منهاج الاحتفاليـْن السنوييـْن اللذين يتضمنان إلقاء كلمات بالمناسبة وقصائد شعرية تعبـِّر عن المناسبتيـْن . حيث يقود المنقبة النبوية الملا الشهير (بدر الاعظمي) يرافقه فيها أعظم قارئ مقام عراقي على مدى العصور (محمد القبنچي) وقد كانت هذه الاحتفالات غالباً ما تنقل تلفزيونياً عبر الهواء مباشرة . وفي احتفالية المولد النبوي الشريف الذي وافق يوم 16/5/1970 احتفل الأعظميون كعادتهم في ذكرى المولد الشريف . وقد حضر الاحتفال كالعادة ، الكثير من الوفود التي كانت تأتي في كل مناسبة من هاتين المناسبتين من جميع محافظات العراق ، مُحمـَّلة بكلماتها وقصائدها لتشارك في إلقائها بالاحتفال
وفي هذا اليوم من احتفال هذا العام للمولد النبوي الشريف ، حضر نائب رئيس الجمهورية الفريق الطيار (حردان التكريتي) راعياً للاحتفال وممثلاً لرئيس الجمهورية (أحمد حسن البكر) وكانت الجماهير محتشدة وغفيرة جداً كالعادة ، والمنقبة النبوية طبعاً من ضمن المنهاج ، والجماهير تنتظرها بشغف بالغ ، وقد وُضِعت في آخر المنهاج ، وبعد إلقاء بعض الكلمات من قبل بعض الوفود القادمة وبعض المؤسسات الدينية الاخرى بالمناسبة ، وقصائد شعرية لشعراء معروفين ، وعلى الأخص الشاعر والداعية الاسلامي الحاج (وليد الأعظمي) والشاعر د. (رشيد العبيدي) وآخرين
وهما من المشاركين الدائمين في مثل هذه المناسبات الدينية . وقبل أن تبدأ المنقبة . حان الوقت ، كما يبدو لمغادرة نائب رئيس الجمهورية للاحتفال..! وبعد مغادرته ، أحسَّ الأعظميون بقارئهم الكبير محمد القبنچي وقد أصابه الامتعاض من مغادرة حردان ، والمنقبة النبوية الشريفة لم تبدأ بعد ، فعملوا بصورة عفوية وتلقائية على التعويض وامتصاص الحالة التي أحسَّ بها استاذنا القبنچي ، فاستمعوا إليه بشغف بالغ ، واستمتاع ما بعده استمتاع ، وودعوه بعد إكمال المنقبة واختتام الاحتفال أعظم توديع ، من منصة القراءة حتى السيارة التي كانت واقفة على بعد أكثر من مئة متر . وقد زُفَّ القبنچي الى سيارته من خلال جماهيره بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً..! وكنت أنا في كل هذه التظاهرة الكثيفة ، قريباً جداً منه، وفي لحظة من اللحظات سمعته يستغيث وسط ضغوط الجماهير ويقول : "إخواني أرجوكم دعوني أتنفس أكاد أختنق ، اعطوني مجالاً، أشكركم ، أشكركم ، أشكركم.
هذه الحالة تبيـِّن وبصورة واضحة مدى الحشد الجماهيري من أبناء الاعظمية حول فنانهم العظيم محمد القبنچي [وإحتفائهم بمولد الرسول الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم)] .
مقال من تاليف / الأستاذ حسين الأعظمي .
جمع واعداد / خالد عوسي.
.. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق