الثلاثاء، 31 مارس 2015

ولد الخط في بغداد



المقال : ولد الخط في بغداد...! . الصورة : عميد الخط العربي هاشم البغدادي .
(ولد الخط ومات في بغداد)!! هذه العبارة الشهيرة قد قالها الخطاط التركي الشهير(حامد الآمدي) بمناسبة وفاة الخطاط العراقي الكبير(هاشم الخطاط). وكان يقصد بالولادة الخطاط العراقي العباسي(ابن البواب)، اما الموت فهو موت (هاشم الخطاط) عام 1973.وقد استمد العراقيون براعتهم في الخط العربي من ميراثهم العريق في ابداعهم لأول خط في تاريخ البشرية، الخط المسماري، ثم بعده الخط(الآرامي السرياني) الذي منه اشتق الخط العربي، وبالذات شكله الكوفي.. منذ الخط الكوفي الأول الذي كتب به القرآن الكريم، وحتى يومنا هذا كان للخطاطين العراقيين السبق في الإبداع. و على رأسهم الخطاط (هاشم البغدادي) فلقد كان الملك فيصل الثاني يكن له كل الإعجاب والتقدير وكان يحرص على افتتاح معارضه بنفسه برعايته الملكية المهيبة. اما بعد 14 تموز 1958 فقد كان هاشم الخطاط من المقربين للزعيم عبد الكريم قاسم فلقد حرص على افتتاح معارض هاشم الخطاط بنفسه حيث اوصاه وصيته المهمة، قائلا له:ـ(يا هاشم تقع على عاتقك مهمة كبيرة وهي اني اوصيك بكتابة وخط القرآن الكريم) . و بعد أن طلب منه أن يكون خطاط القصر الجمهوري في عهد البكر . شد الرحال الى المانيا لمدة ثلاث سنوات، وفي المانيا منح لقب (بروفيسور) وقد طلبت منه الحكومة الالمانية العمل في متحف (هامبورغ) و(برلين) ولكنه رفض ذلك وفضل العودة الى بلده والتدريس في معهد الفنون الجميلة ببغداد. ومن الصفحات المشرقة في حياته، ان بابا الفاتيكان استقبله ومنحه (وسام البابا) تقديرا له على انجازه خط القرآن الكريم حيث اهدى هاشم الخطاط نسخة من القرآن الكريم الى البابا. وكان بيت المرحوم هاشم الخطاط اشبه بمزار لشخصيات العراق المهمة من ادباء وشعراء وموسيقيين ورجال دين وسياسة ومن امثلة هذه الشخصيات جواد سليم وفائق حسن وخالد الجادر والجواهري واحمد سوسة والدكتور علي الوردي. وقد زار بيت الراحل اشهر خطاطي العالم من تركيا وباكستان وافغانستان وسوريا والاردن ومصر ومعظم بلدان المغرب العربي ودول الخليج العربي، وقد تلقى الراحل رسائل عديدة من بعض الدول العربية وتمت مفاتحته لغرض فتح متاحف خاصة باعماله في مصر والكويت ولكنه رفض مفضلا العمل في بلده. وقد كانت امنية المرحوم هاشم الخطاط ان يكتب مصحفا خالدا يحفظ ذكره، ويبقي اثره حيث تقدم بطلب التفرغ الى وزير التربية آنذاك الدكتور احمد عبد الستار الجواري، والحقيقة ان الدكتور الجواري قد وافق مبدئيا على رغبة المرحوم هاشم الخطاط وكان الراحل بانتظار عدة العمل مثل الورق الخاص بذلك والاحبار الخاصة ولكن هذه العدة وصلت متأخرة جدا وبشكل مؤلم وغريب حيث وصلت قبل يوم واحد من وفاته!


جمع واعداد/ خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...