الثلاثاء، 31 مارس 2015

أطفال المملكة العراقية

المقال : أطفال المملكة العراقية . الصورة : من اليمين (سعيد قزاز) ثم (غازي الداغستاني) .
" في احد الايام وقبل موسم الامتحانات النهائية طلب مني مدير ناحية (القوش) شمال الموصل . بصفتي مدير المدرسة الإبتدائية الوحيدة آنذاك في القوش، و بإعتبار مدير الناحية مسؤولا إداريا عن المدارس الإبتدائية في النواحي ،طلب مني أن أُخرج التلاميذ والمعلمين الى مدخل البلدة لاستقبال سعادة متصرف اللواء والترحيب به و لقد كان ذلك اليوم ، يوما حارا ومغبرا ، فنفذت الأمر وخرجنا مع المعلمين والتلاميذ الى مدخل البلدة (سكان هذه البلدة هم من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) وأنتظرنا قدوم سعادته وكان أنذاك سعيد قزاز ، وحال وصوله صفقنا له نحن و التلاميذ مرحبين باستقباله ." " توقعنا من المتصرف أن يقابلنا بابتسامة وبالشكر والتقدير وبعلامات الفرح على وجهه لهذا الإستقبال ولتحملنا الجو الحار والمغبرّ وأنتظارنا ساعات مع مدير الناحية وموظفي مركز الناحية و تصفيق التلاميذ ، ولكن الواقع كان غير ما توقعنا فنزل منزعجا متجهم الوجه ..غاضبا يلتفت يمينا وشمالا يسأل من منكم مدير المدرسة ؟؟ فتقدمت اليه وقلت له أنا سيدي ! " فقال : " باي حق تخرجون هؤلاء الأطفال بعمر الورود وتوقفوهم في هذا الجو الحار المغبر ساعات وتحرمونهم من دروسهم ؟ هل أنا أريد منكم أستقبالا وتصفيقا ؟ بل أنا قادم لأزورهم بنفسي في صفوفهم !! لاطلع على سير التدريس في المدرسة واطلع على مشاكلهم ان وجدت ".!! قلت : " سيدي أنا أخرجت التلاميذ بامر من مدير الناحية ، لاننا كما تعرفون تابعين إداريا لمدير الناحية! فقال لو كنت أنت المسؤول عن هذا التصرف لعاقبتك ! . ثم ألتفت الى مدير الناحية وعاتبه على تصرفه هذا " . 

جمع واعداد/ خالد عوسي.
الحديث منقول عن مدير المدرسة (العم إلياس اسطيفان مدالو) - كاردينيا - إقتباس بتصرف .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...