الاثنين، 30 مارس 2015

ما أشبه اليوم بالبارحة


الصورة : رئيس الوزراء الباشا نوري سعيد بداية الخمسينات .
ذات يوم قام شيخ عشيرة كبيرة باهداء اثنين من خيوله العربية الأصيلة الى الباشا نوري سعيد تقديرا و إعتزازاً به , و قد كان الباشا يحظى بعلاقات طيبة مع شيوخ العشائر . وعند وصول الخيول (الهدية) الى بغداد, اتصلوا بالباشا بذلك, فامر بايداعها في مقر سرية الخيالة, ثم ذهب فيما بعد (الباشا) لمشاهدتها فوجد بان هيئة الخيول المهداة له, لم تعجبه فقد بدت هزيلة وضعيفة ومتعبة, لكن آمر سرية الخيالة, الخبي...ر بالخيول, اوضح للباشا السعيد بان هذه الخيول من اجود الخيول العربية الاصيلة, وان هيئتها الحالية الهزيلة جاءت نتيجة تعبها وارهاقها جراء نقلها عبر مسافة الطريق الطويلة, مما اصابها الضعف والجوع والعطش, واذا ما اخذت العلف الكافي من الشعير وقسط من الراحة والرعاية فسوف تسترد هيئتها الطبيعية الجميلة, فاقتنع الباشا نوري سعيد بكلام امر سرية الخيالة, وساله عن كمية العلف المطلوب من الشعير فاجابه: بأنها تحتاج الى وزنتين من الشعير, ثم سأله الباشا عن سعر الوزنة الواحدة, فأجابه ان سعر وزنة الشعير الواحدة بـ(750) فلسا بعدها اخرج الباشا (جزدانه) من جيب سترته وسحب دينارا ونصفا ليسلمها اليه, لشراء وزنتين من الشعير علفا للخيول المهداة اليه, فانبرى امر سرية الخيالة قائلا: باشا عليش تصرف من جيبك, و عندنا في مقر السرية كميات كبيرة من الشعير, فاجابه الباشا السعيد قائلا: ((آني زين اذا خلصت من كلامهم وآني اصرف ثمن وزنتين الشعير من جيبي الخاص, فكيف تريدني ان آخذ شعير الدولة علفاً لخيولي الخاصة, ويسمعون بذلك))..
(الحاج محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر)..

جمع واعداد: خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...