الأربعاء، 18 مارس 2015

جوِّع كلبك يتبعك


الصورة : الباشا نوري سعيد بداية الخمسينات .
أسس نوري السعيد دولة العراق، على لبنات مثلى (الدستورية الشرعية) . و ربط العراق بمعاهدات تمنح شعبه ارجحية في الافادة من الاحتلال، بنى عراقا أنموذجيا عجز الذين تلوه عن اللحاق به، حتى بعد ان عادوا الى فقرات الخطة الخمسية التي وضعها مجلس الاعمار برئاسته . الزم بريطانيا بسداد اقساط النفط التي عجزت عنها، من خلال طلبة درسوا في جامعا...تها، وعادوا لبناء جامعات عراقية ومستشفيات ودوائر هندسية ومعامل . صنع نوري السعيد دولة من دون تكلف، وتكلف العسكر في تهديمها، بل اجبروا الشعب على ان يدفع ثمن التهديم من قوته، ويجبرونه على التصفيق مسبحاً بحمدهم. والغريبة انهم على درجة من الصلف والغرور والغفلة، يصدقون بان الشعب الممجد لهم خوفاً.. يطريهم نفاقا، ودرءاً لخطرهم، محب مؤمن بفكرهم الخاوي! حكومات العراق المتعاقبة، قامت على اذلال الشعب (جوع كلبك يتبعك) وانتهوا الى التآكل في مابينهم، على الفريسة . فاقرأوا التاريخ جيدا واتعظوا مما آل اليه السابقون، كي لا تظلوا رهينوا الآية الكريمة "كلما دخلت امة لعنت اختها. ونوري السعيد منقذ شعب اكره على التنكر له، بل سار على مبدأ القطيع (وياهم وياهم.. عليهم عليهم) ولو سألت من سحلوا رئيس الوزراء بالحبل: لماذا؟ لما وجدوا ما يجيبون به، ثم يتذكرون كلاما شعارتيا لا وجود له: امتهن الكرامة الوطنية وربط العراق بمعاهدات مع بريطانيا وتخلى عن فلسطين. فلا تملك غير ان (تعفط) لأن اعز مرحلة للانسان العراقي، هي العهد الملكي، . وما ربط العراق بمعاهدات مع بريطانيا الا والارجحية فيها للعراق، لو ان احدا قرأها، لكن المشكلة الشعب لم يطلع على المعاهدات، انما استند الى ما عبأه به اصحاب النوايا المغرضة، الذين اطلعوا على الخير الوفير للعراقيين في تلك المعهادات، فالبوا الشعب ضدها؛ كي لا تحسب منجزات لنوري السعيد، وهنا تتعطل مساعيهم الى كرسي الحكم. اتمنى على الشعب، الا يعيد ما فعله بنوري السعيد، ساحلا مستقبله الى القدر المعتم الذي بلغناه، بالحبل الذي جر نوري السعيد . {من أراد كنوز الأرزاق و الدم المهراق فليتجه للعراق} . 
مقالة من تأليف/ منير حداد . 
جمع واعداد/ خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...