الثلاثاء، 31 مارس 2015

بإسم المملكة (الباشا) يفتتح صالة سينما


المقال : في صيف عام 1952 ووسط اجواء الترقب والفوضى وحالات الهرج والمرج التي سادت مكان الاحتفال . اطل الباشا نوري سعيد وهو يرتدي بذلة (سموكن) انيقة بسحنته المشوبة بحمرة ووجهه الجاد المتجهم وجسمه المكتنز يعتمر السدارة الفيصلية البغداديـة . يتهادى في مشيتـه . ووسط ذهول الناس واعجابهم بشخصية الرجل القوي الذي حكم العراق زمنا طويلا . وحضورهم المبكر لاستقباله بمصاحبة الفرق الموسيقية الشعبية . وانطلقت عاصفة من التصفيق والهتاف المدوي تحيي الباشا مع خروجه واطلالته على الجمهور المحتشد يحيط به الوفد المرافق له كأن الناس تشاهده لاول مرة بقامته الممشوقة المديدة وشخصيته الجذابة التي تأخذ بمجاميع القلوب والافئدة . وكان يتجاذب اطراف الحديث مع كبار مستشاريه واركان الدولة والسادة الوزراء والمسؤولين في الدولة والحكومة منهم عبد الوهاب مرجان . بالاضافة الى حضور السادة صالح جبر احد رؤساء الوزراء السابقين وضياء جعفر وزير الاعمار وخليل كنه وزير المعارف وأعقب الموكب الوزاري السادة السفراء العرب والاجانب المعتمدين ببغداد . وما ان وصل الباشا الى المكان المخصص له يرافقه السيد حبيب الملاك صاحب الدار وجلوس بقية المدعوين حتى اذن الباشا نوري سعيد بافتتاح صالة سينما الوطني الشتوي انطفأت الاضواء وبدأ المشغل عباس نمر في ادارة محركات العرض وشاهد الجمهور الفيلمين العربيين "انتصار الشباب ونور الشباب" بطولة فريد الاطرش وتم توزيع الفواكه والحلويات بين الحضور وكان السيد الملاك لا يهدأ له بال من اجل راحة المدعوين . وما ان انتهى العرض حتى ارتجل نوري سعيد كلمة اشاد فيها ببناء الصالة في بغداد واعتبرها واحدة من المظاهر الحضارية المهمة في البلد الذي يتطلع الى بناء نهضة شاملة في مختلف المجالات ومنها ميدان السينما الذي يعتبر مهما في تنشيط العملية الابداعية الثقافية التي يشهدها العراق في مختلف مناحي الحياة . 

جمع واعداد: خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...