الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021
(عوسي الأعظمي) ديمومة الرياضة العراقية
الاثنين، 11 أكتوبر 2021
السمّاكة في الأعظمية (السمّاچه)
السمّاكة في الأعظمية (السمّاچه) .
الصورة : لقاء الإبتسامة ، بين أشهر سمّاك في محلة الشيوخ بالأعظمية ، الحاج (قاسم ناجي نعوش إبن ويزي وكنيته أبو ناجي 1934-2003م) وبين أشهر شخصية رياضية في الأعظمية ، الحاج (عوسي الأعظمي1913-1993م) ومعه ولده (خالد) . و يظهر في وسط الصورة السيد (أديب أبو أسامة) . سوق الأعظمية القديم عام 1966م .
المقال : لم يكن في الأعظمية علوة أو سوق لبيع السمك ، وإنما يتم البيع عادة في شريعة (شط) القُلُّغْ ، وأحياناً عندما يكون الإنتاج وفيراً ، يطوف السمّاك في السوق أو في المقاهي ليبيع ماعنده . والسمّاك يحتاج في صيده ؛ البلم ، الشبكة والعمل والصبر وباقي الرزق على الله .
أما أشهر السمّاكين في الأعظمية فهم :
1- محمد أمين نعوش وأولاده ، رشيد وحسين البلّام وكرّومي وحسن .
2- ناجي نعوش وأخوه رحومي وأولاده هاشم وقاسم ويوسف أولاد ويزي .
3- رحومي إبن معطي وأخوه حميد .
4- فاضل قدري (ميخا) إبن الحاج عبد القادر .
5- صالح القدري أخو (فاضل ميخا) .
6- محمد الأعور ، مختص بصيد البِز (البْزوز) .
7- محمد الكريم السمّاچ وأولاده قاسم وداود .
8- خلف الكريم ، والد العميد الركن عبد اللطيف خلف .
9- إبراهيم الكريم(أخو محمد الكريم) وأولاده جواد وكاظم وعيسى البنّاء وإسماعيل وجاسم وخليل أولاد ملكة(كنزاع)
10- الأخوان سْعَيِّدْ وعُوَيِّدْ أولاد عطا البزّاز من الخالص من ديالى .
11- محمود السمّاك ، أصبح دلّالاً فيما بعد .
12- فتوحي إبن هويدي ، كان بنّاء في الأصل ثم تحول الى مهنة صيد السمك وبيعه .
13-الحاج مصطفى الكفهجي ، من بيت المولى ، أصله كرخي ، وأولاده الحاج سلمان وناجي (إبن الجده) .
14-الملّا علي (عاوي) وكان مختصاً في صيد السمك الجري .
{هاشم الدباغ/الأعظمية والأعظميون/ص79-80}
الأربعاء، 6 أكتوبر 2021
صوت من فصيلة التنور
الجمعة، 1 أكتوبر 2021
(وليد الأعظمي) شاعر الحقائق وقدوة الباحثين
الجمعة، 10 سبتمبر 2021
الطبري في رحبـى الأعظـمـية
في (رحبي) الأعظمية
الصورة : حديقة الرحبي بداية السبعينات .حديقة الرحبي أو (رحبة يعقوب) هي حديقة كبيرة واسعة المساحة تبلغ مساحتها حوالي عشرة آلاف متر مربع تقريبا، وتقع في وسط (شارع عشرين/شارع الشهيد يونس خليل سابقاً) في حي الأعظمية، في جانب الرصافة من بغداد . في الحديقة متنزه للأطفال ومركز صحي تعاوني، وعلى جانب منها يوجد قبر ومرقد الامام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي دفن في (رحبة يعقوب) ووجد القبر عندما هدمت المساكن القديمة حولها وتوسعتها، وحدد موقع قبر الإمام الطبري من قبل لجنة من علماء الآثار والمؤرخين والقبر ظاهر للعيان موجود في الحديقة.
المقال : الإمام الطبري هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام الطبري، (224 هـ - 310 هـ/839 - 923م)، وهو إمام ومؤرخ ومُفسر وفقيه مسلم صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ. وكان مجتهداً في أحكام الدين لا يقلد أحداً، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقوالهِ وآرائهِ. ويعتبر من أكثر علماء الإسلام تأليفًا وتصنيفًا. عاش الطبري راهبًا في محراب العلم والعمل حتى وفاته. توفي الطبري وقت المغرب عشية يوم الأحد 26 من شهر شوال سنة310ه الموافقة لسنة 923م. قال ابن كثير: توفي الطبري عن عمر ناهز الثمانين بخمس سنين، وفي شعر رأسه ولحيته سواد كثير، ودفن في داره… قال الخطيب البغدادي وابن عساكر:"اجتمع في جنازته من لا يحصيهم عددًا إلا الله، وصُلِّي على قبره عدة شهور ليلاً ونهارًا، ودُفِن في أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره الكائنة برحبة يعقوب ببغداد. ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب".
يقول الدكتور إبراهيم العلاف :- في 25 ايار سنة 2002 وافق مجلس الوزراء العراقي السابق على احياء " دار الامام الطبري رضي الله عنه " في بغداد والتي تقع في حديقة الرحبي في الاعظمية والى جانب الدار تقرر اقامة جامع ، ومكتبة ، ومرآب للسيارات . والموقع كما جاء في مجلة " الاطروحة " البغدادية العددان 2 و3 ايلول -تشرين الاول 2002 يقع تحديدا في شارع عشرين حيث دفن الطبري في رحبة يعقوب في ناحية باب خراسان بالجانب الشرقي كما ورد في كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي وفي (معجم الادباء) لياقوت الحموي و(المنتظم) لابن الجوزي .وباب خراسان يتوسط المسافة بين باب الشماسية (في نهاية شارع عشرين بالاعظمية تقريبا) حيث يمر نهر الفضل الاتي من الراشدية وباب بردان وعلى هذا يكون باب خراسان في منتصف شارع عشرين ورحبة يعقوب عنده وفيها دار الطبري التي ضمت قبره . وباب خراسان احد ابواب بغداد .. ومما يجدر ذكره ان صديقنا العزيز الاستاذ (ياسين الحسيني) الباحث والكاتب المعروف هو من كان وراء اكتشاف هذا الموقع ، واظهاره بعد أن اندرس نتيجة الغزوات التي تعاقبت على العراق عامة وبغداد خاصة .كما تولى المؤرخ الاستاذ الدكتور (عماد عبد السلام) رؤوف رئاسة اللجنة التي اعدت الدراسات عن هذا الموقع .وكان الاستاذ ياسين الحسيني قد تقدم بمذكرة الى وزير الثقافة والاعلام السابق (حامد يوسف حمادي) يوم 21 ايلول 1995 ، وبعد جهود وتنقيب استمر قرابة ثلاث سنوات وبالتعاون مع الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام وبغيره من المهتمين بتاريخ وتراث بغداد .وقد تألفت اللجنة من الدكتور عماد والاستاذ ياسين الحسيني والاستاذ سالم الالوسي . وكان مرجع اللجنة ومستشارها الاستاذ الدكتور (صالح احمد العلي) وقد اضيف الى اللجنة ممثلان لهيئة السياحة ولامانة بغداد . كان لابد من ازاحة العديد من المحلات والاكشاك والاشجار التي كانت تملأ المكان وكان هناك " سوق الطيور " يقع بالقرب من الموقع فضلا عن مجموعة من المحلات التجارية والمقاهي .. وقد احيل المشروع على الدائة الهندسية في ديوان الرئاسة ووزارة الاوقاف ويبدو ان التوقيت لتنفيذ هذا المشروع لم يكن موفقا فقد تشابكت الاعصر على بغداد وبدأ الغزاة الاميركان في تخريبهم وتدميرهم بنية بغداد تمهيدا الى اعادتها لعصور ماقبل الصناعة .. وقد اكملوا كل ذلك بغزوهم العسكري في 9-4-2003 فمات المشروع في مهده ، ولم يقدر لدار الطبري ، ولا لمكتبة الطبري، ولالجامع الطبري ان تظهر الى الوجود ولعل الاحفاد يقدرون على التنفيذ يوما من الايام وما ذلك على الله ببعيد (ا.ه) .في عام 2018 قرر ديوان الوقف السني في العراق برئاسة الدكتور عبد اللطيف هميم وبإشراف الأستاذ سعد محمود القيسي مدير عام دائرة الأضرحة والمراقد الدينية بناء مرقد وضريح للامام الطبري في حديقة الرحبي،ويتضمن المبنى مكتبة عامة بالإضافة إلى الضريح.
الثلاثاء، 31 أغسطس 2021
العيد في الأعظمية أيام زمان
العيد في الأعظمية أيام زمان .
الصورة : المؤرخ (وليد الأعظمي) في الوسط وعلى يساره أخيه (إبراهيم أبو وسام) صاحب ستوديو القيثارة ، وعلى يمينه أخيه (سهيل أبو نوفل) الذي فقد في (معركة الطاهري) إبان الحرب العراقية الأيرانية ، وهم واقفون أمام حديقة الرحبي في شارع 20 . بعدسة أخوهما المصور (زهير كاكا) عام 1967م .
المقال : يقول المؤرخ وليد الأعظمي رحمه الله عن تجمعات العيد
كان والدي رحمه الله يصطحبني وأخواي (زيد) و (زهير) من الفجر الى (جامع الإمام الأعظم) لشهود صلاة العيد وخطبتها ، وبعد إداء الصلاة نذهب الى زيارة الموتى من أقاربنا وتلاوة سورة يس أو سورة الفاتحة على أرواحهم ، ثم نذهب الى بيوتنا لتناول طعام الفطور ، ونقبِّل أيدي آبائنا وأمهاتنا ، نستلم (العيدية) منهم ثم ندور على بيوت أقاربنا من الأعمام والأخوال ثم نعود وفي جيوبنا مجموعة النقود المعدنية قد أثقلتها . وأذكر في صباي ، تجمع الأطفال في العيد ونصب ، دواليب الهواء والأراجيح الصغيرة على الجذوع في منطقة (النزيزة) موضع (قاعة القادسية) اليوم كما يأتي بعض أبناء القرى والريف ببعض رؤوس الخيل والحمير لكرائها وركوبها من قبل الأولاد ، وكانت الأراجيح العالية تُشد بجذوع النخيل الطويلة الباسقة في (بستان الدرعية) في محلة النصه بالأعظمية [مابين سوق الأعظمية وبإتجاه مائل الى شارع 20] وكانت الشابات من البنات يركبن تلك الأراجيح ، وأذكر أنني كنت أرى الشابة في الأرجوحة وهي ترتدي العباءة السوداء ولا تشعر بحرج في ذلك . وأذكر أن الحاجة (ملكة أم غازي) [والدة بيبيّه بنت بحر/أم أحمد] رحمهما الله ، كانت تنصب في بيتها جذعين يتدلى بينهما سرير من الخشب (تخت) يحمل عشر أشخاص ويسمونه ( لَلّو ) وكان النساء يذهبن الى بيت الحاجة ملكة في العيد ويركبن في هذا السرير ويتأرجحن به ، وكنت أرى نساء متزوجات يركبن في هذا السرير الأرجوحة مع أطفالهن . وأذكر في طفولتي أن أمي إصطحبتني في العيد مرة الى بيت الحاجة ملكة وركبتُ معها . وكنا نركب الأراجيح ودولاب الهواء بالنقود أيام العيد الأولى وعندنا مبلغ وافر منها ، وفي آخر أيام العيد نكون قد صرفنا تلك النقود ، فنركب الأرجوحة بالمقايضة فندفع لصاحب المرجوحة شيئاً من كعكة العيد (الكليچة) وبعد العيد ينتظر الناس يوم الأربعاء الأول بعد العيد ويذهبون الى زيارة مرقد (أبو رابعة) {أبو رابعة هو الأمير أحمد بن الخليفة المستعصم بالله العباسي وزوجته أم رابعة هي عصمة الدين شاه لبنى حفيدة القائد صلاح الدين الأيوبي} وكانت تحيط به الزروع والبساتين ، وتنتشر الناس بين الحقول ، وتجلب بعض العوائل معها الطعام وأدوات الشاي ، وينشد بعض الشباب قصائد من الزجل الشعر الشعبي (المربَّع) وبعص الشباب يركبون الخيل ، وينتشر بين الناس باعة المرطبات والحلويات والمخللات . ولما إنتشر العمران وبناء المنازل في تلك المواضع إنتقل الناس بالإحتفال يوم الأربعاء بعد العيد الى (المقبرة الملكية) وكانت تحيط بها البساتين وغابة كبيرة من أشجار السدر (النبق) العالية ، ثم إمتد العمران الى هذه المنطقة أيضاً فإنصرف الناس عن هذه العادة . من كتاب ذكريات ومواقف ص24 - 26 .
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .
الاثنين، 30 أغسطس 2021
الأعظمية والزعيم الأوحد
الجمعة، 27 أغسطس 2021
(الحافظ خليل) وتر الكمان وأرشيف الأنغام
مجالس الأعظمية البغدادية الثقافية نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين
الأحد، 22 أغسطس 2021
مقاهي بغداد حفظت تراثنا من الاندثار
مقاهي بغداد حفظت تراثنا من الاندثار .
الصورة : عام 1999م في (مقهى أبو قيس) التي أصبحت (مقهى حلومي/أبو محمود) فيما بعد . عند مدخل السوق الكبير في محلة الشيوخ بالأعظمية مقابل جامع الإمام الأعظم . ويظهر في الصورة من اليمين قاريء المقام (فاروق الأعظمي) رحمه الله ثم السيد (رعد إبن قِلّيلَه) ويليه (إبراهيم/أبو محمد) بيت أبو الحَب ، وبعده (عميد الشرطة الحقوقي المتقاعد الحاج عبدالسلام السعدي ) و (مازن أبو بدر) و (إسماعيل چيعين) وبعده قاريء المقام (محمود السماك) ثم (سلام هاشم سلام العبيدي) ثم قاريء القرآن والمناقب النبوية (محمد معتوق) رحمه الله .
المقال : الدستور - هشام عودة يسأل والأستاذ حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي يجيب .
مثلت الاعظمية حاضنة مهمة للمقام العراقي ، باعتبارك واحدا من ابنائها وتحمل اسمها لقبا ، ما دور الاعظمية في بناء شخصيتك الفنية؟
ـ في اعتقادي ان سببين اثنين منحا الاعظمية هذا الحضور القوى ، في الحياة البغدادية بشكل خاص والحياة العراقية بشكل عام ، وهما وجود الشط حيث تقع على شاطئ دجلة ووجود قبر الامام ابي حنيفة النعمان ، وهما عاملان مهمان في حياة اية منطقة . الاعظمية لم تشتهر كونها حاضنة للمقام العراقي فقط ، بل اشتهرت ايضا كونها قدمت للعراق والوطن العربي خيرة ابطال المصارعة الحرة ، وكنت في بداية حياتي مصارعا ، ولولا انشغالاتي الفنية لكنت اليوم مدربا للمصارعة. بيئة الاعظمية ، اضافة الى بيئة اسرتي الصغيرة التي كانت متدينة بغير غلو ، زرعت في داخلي حب المقام العراقي ، فمن المعلوم ان أي منطقة تضم مراكز دينية تصبح واحدة من مهماتها حفظ الموروث الشعبي وحمايته ، وهذا ما فعلته الاعظمية تماما ، ولان الينابيع الاولى للمقام العراقي هي ينابيع دينية ، فقد ساعدتني الاسرة والمنطقة على امتلاك التعابير الحقيقية للاداءات المقامية بصورة عفوية ، أي دون تدخل العقل ، وهذا ينسجم مع القول ان"التراث يمتلك ولا يعطى" ، وكنت في صغري اتسلل الى المقاهي لاستمع بشغف لمطربي هذا اللون من الغناء الاصيل.
ھل ساهمت مقاهي بغداد في الحفاظ على المقام العراقي ونشره ، الى أي مدى يمكن اعتبار هذه المقولة صحيحة؟
ـ هي مقولة صحيحة تماما ، فمنذ ما يزيد على خمسمائة عام ارتبط المقام العراقي بالمقاهي ، وصار رواد هذه المقاهي يستمتعون بالطرب الاصيل الذي يقدمه المقام ، ومع بدايات القرن العشرين ، بدأت تتوسع ظاهرة المقاهي في بغداد ، وصار كل واحد منها يحرص على استقطاب نجم من نجوم اداء المقام العراقي المشهورين في حالة تشبه الاحتكار ، ليتمكن من استقطاب مزيد من الزبائن ، وهناك امثلة على ذلك مثل المقاهى التي استقطبت الرواد رشيد القندرجي واحمد زيدان ونجم الشيخلي وعباس كنبير وغيرها ، وبالمناسبة فان اول مرة اعتليت فيها خشبة المسرح لاغني المقام امام جمهور كانت في مقهى المتحف البغدادي في اذار من عام 1973 . ولعل مقهى عزاوي تظل واحدة من اشهر مقاهي بغداد التي ارتبطت بالمقام العراقي ، وزاد من شهرتها حين تناولتها اغنية عراقية شهيرة ، ومما يجب التوقف عنده ان هذه المقاهي لم تكن موجودة في المناطق الشعبية فقط ، كما يمكن للبعض الاعتقاد ، بل انتشرت في معظم مناطق بغداد لان "سميعة" المقام ينتمون الى كل شرائح المجتمع ومن بينهم السياسيون والادباء والمثقفون وغيرهم . وفي سبعينيات القرن الماضي قامت الحكومة ، ولاول مرة في العراق ، بدعم المقاهي التي تقدم المقام العراقي وتوفر لها كل اسباب النجاح ، في محاولة للحفاظ على هذا التراث ومن ضمنها مقهى المتحف البغدادي. إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .
الثلاثاء، 13 يوليو 2021
تاريخ نادي التربية الرياضي في الأعظمية
تاريخ نادي التربية الرياضي في الأعظمية
الصورة : نادي التربية الرياضي في محلة نجيب باشا على شاطيء دجلة . ويظهر في الصورة ، الصف الأول الثالث من اليسار جلوساً البطل (طارق حنكورة) رحمه الله ، الصف الوسط ، الرابع من الجالسين يميناً (منذر الگزلي) أبو رضوان رحمه الله ، عام 1961م .
يقول المؤرخ وليد الأعظمي رحمه الله :- في سنة 1960م أسسنا نادياً بإسم (نادي التربية الرياضي) وكان مقره قريباً من مقر الحزب [الحزب الإسلامي] في محلة نجيب باشا على شاطيء دجلة . وأنشأنا (عريشاً) للسباحة في نهر دجلة وكان الشباب يترددون إليه من بعد صلاة العصر الى صلاة العشاء . ثم إنتقل النادي الى شريعة البصيرة عند نهاية شارع عشرين في محلة الشيوخ بالأعظمية ، وكان الشباب يترددون الى النادي ، وفيه ساحة لكرة السلة وبساط للمصارعة وبعض أقراص الحديد لرفع الأثقال فضلاً عن السباحة في النهر ، وعند غروب الشمس يخرج الشباب من النهر ويرتدون ملابسهم ويجلسون على الحصران مستقبلين القبلة ويؤدون صلاة المغرب جماعة ، ثم يجلسون يستغفرون الله تعالى ويتلون الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد فاز النادي ببطولة العراق بالمصارعة ، وكان يتردد إليه المصارعون الأبطال قاسم أحمد السيد ومحمد مطشر وحسين علي وخالد العاني وصالح مهدي الأعظمي وفتاح محمد فتاح [إبن حنكورة] وصباح سعيد الأعظمي وغيرهم [من الذين فازوا ببطولة المصارعة] وكان الشباب في النادي على جانب كبير من حسن الأدب وكرم الأخلاق ، وبالرغم من كون النادي بين البيوت ، ويتردد عليه عشرات الشباب والمراهقين ، فلم يزعجوا أحداً من الجيران ولم نسمع شكوى من أحد . وإنتخبني الشباب رئيساً للنادي سنة 1964م وبقيت رئيساً للنادي خمس سنوات . وعن بناء نادي التربية الرياضي يقول الأعظمي :- في سنة 1965م إستحصل نادي التربية الرياضي قطعة أرض كبيرة في شارع المغرب بالأعظمية من ديوان الأوقاف بإيجار طويل على سبيل المساطحة ، وأن نبني بها مقراً للنادي ، ثم تعود الأرض والبناء الى ديوان الأوقاف بعد عشرين سنة . وسافرت الى الكويت بصحبة أخي الأستاذ نعمان السامرائي ، وتبرع لنا بعض الأصدقاء هناك بمبلغ لا بأس به يقرب من ألفي دينار عراقي ، وإستطعنا أن نبني به سياجاً للنادي مع تبليط أرضه بالإسمنت وبناء عدة حجرات للإدارة مع قاعة كبيرة ومحلات للوضوء ومرافق صحية ، وصار الشباب يترددون الى النادي ويصلون فيه المغرب والعشاء جماعة ، وإكتسب النادي سمعة طيبة بين الشباب . من كتاب ذكريات ومواقف/ص75- 76 وص105- 106 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .
الاثنين، 21 يونيو 2021
رجال خالدون في ذاكرة الزمن
رجال خالدون في ذاكرة الزمن .
(عوسي الاعظمي) تاريخ من ذهب ، ورجل لن يتكرر حتى لو بعد ١٠٠٠ سنة .
الصورة : البطل الضاحك عوسي الأعظمي أمام چرداغه الواقع على ضفاف محلة السفينة ، وتظهر من بعيد مدينة الكاظمية على الضفة الأخرى من نهر دجلة عام 1936م .
المقال : حيرة والف حيرة ماذا سوف يخطه قلمي ليكتب عن شخصية عراقية تملك من التاريخ المشرف سواء في ساحة الحياة الاجتماعية والانسانية والرياضية والاعلامية وانني اعرف مسبقا ان قلمي سوف يكون مقصر بوصف هذا الجبل الشامخ وكلماتي سوف تكون خجوله لتقيم هذا الهرم العراقي الخالد . هو جاسم محمد العبيدي او كما يحلوا للعراقيين تسميته بعوسي الاعظمي . رجل امي لا يعرف القراءة والكتابه لا يشرب ولا يدخن ، هو من مدينه المبدعون والمثقفون والرياضيون المتميزون هو من مدينه الاعظميه ولد عام ١٩١٣ كثيرة هي الابداعات في تاريخ هذا الرجل ولا اعرف من أين أبدأ مشوار التميز والتفوق لكن هو سباح ماهر تعلم السباحه من والده وهو في عمر ثمان سنوات وعلى شاطى نهر دجله الخير الذي بدء الآن يجف الماء به كان بطل في السباحه من طينه الكبار صال وجال في عالم السباحه ولم يكتفي في تحقيق الإنجازات في عالم السباحه بل شرع في تدريب وتعليم الصغار السباحه هو مصارع حديدي عنيد قوي ويملك عقليه كبيره في النزالات لايخاف احد ولا يهاب احد وفي ساحه المصارعه هناك الكثير الكثير من الإنجازات فلا يزال التاريخ يسجل فوزه على المصارع الهندي ....علي محمد ....في ملعب الكشافه عام ١٩٣٨ وتم تكريمه من الوصي عبد الاله بعشرين دينار وكذلك فاز على المصارع اللبناني...زكريا شهاب .....وفاز على المصارع التركي القوي ...محمد أوغاد ....والإبداع يستمر في المصارعه ....كان يعشق ركوب الدراجه الهوائية وترحل بها في رحلات عربيه بل كان يتزحلق ويقوم بحركات بهلوانيه لايستطيع اي احد يقوم بها مارس الزورخانه وكمال الأجسام ورفع الاثقال وفي كل الألعاب كان الرياضي المتميز لا يوجد في ذلك الوقت احد لا يحب عوسي الاعظمي الصغير والكبير يحبه بل كان له مواقف انسانيه واجتماعيه غابت عنا الآن يشارك الناس افراحهم واحزانهم وإذا دخلنا إلى عالم الثقاقه والإعلام فهناك امر عجيب وغريب هل يعقل أن يكون متميز في هذا الجانب وهو امي لا يعرف القراءه والكتابه أصبح إعلامي متميز وعند افتتاح البث التلفزيوني قدم برنامجه ....الابطال..... واسس أول مجله للرياضه واللياقه البدنيه وكان يحكي للناس في المجالس الحكم والقصص وكان يطبع الدعوات الرياضيه ويوزع المنشورات الرياضيه وعلى نفقته الخاصه بل كان يملك قلب طيب جدا وكريم جدا وصدقوني قصه عوسي الاعظمي قصه مليئه بالإنجازات ويجب على كل عراقي ان يقرأ هذه القصه من أجل أن يأخذ العبر والدروس في حياته .......نعم رحل هذا الرجل وترك لنا تاريخ لا يقدر بثمن وفي كل المجالات رحل بجسده الطاهر في عام ١٩٩٣ بحادث دهس رحل بجسده لكن يبقى اسمه باقي في قلوب وعقول العراقيين.........
رحل وترك حب الرياضة تسري في اولاده....خالد ....حسين .... ليث ..... رائد ..... أحمد .... نبيل .
رحل بعد مشوار مشرف وتاريخ ذهبي يتذكره الناس بخير .
إلى جنه النعيم عوسي الاعظمي .
منقول.. من صفحة الاعظمية تاريخ .. بقلم فارسها: عمار مجيد
الخميس، 3 يونيو 2021
محلة الشيوخ التراثية
محلة الشيوخ التراثية .
الصورة : محلة الشيوخ في الأعظمية سنة 1960 بعدسة المصور زهير كاكا رحمه الله .
المقال : كانت المحلة الاعظم بين محلات الاعظمية في الجزء الشرقي من بغداد ، إذ كانت الاعظمية كلها محلة واحدة سابقاً ، هي محلة الامام أبي حنيفة ، ولكن منذ سنة ١٨٧٠م زمن الوالي (مدحت باشا) تقسمت الاعظمية الى محلات الشيوخ والنصة والسفينة والحارة ، ثم ظهرت محلات أخرى بعد ذلك ارتبطت بالاعظمية ، ومحلة الشيوخ المحلة الاعظم من بين محلات الاعظمية التراثية ، كونها كانت الاكبر مساحة والاكثر سكاناً والاشهر علماً واقتصاداً ، يحدها نهر دجله غرباً ، ومحلة النصه جنوباً ، وغرباً مفتوحه الى ان ينتهي العمران وقتها ، مع ملاحظة ان هنالك محلتا شيوخ في بغداد ، احدهما هذه ، والاخرى في الكاظميه ، واذا كان شيوخ الكاظميه من قبيلة طيء ، فأن شيوخ الاعظميه من قبيلة العبيد ، اذ لهذه القبيله دوراً متميزاً في ولاية بغداد العثمانيه خاصة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، والشيوخ سميت على اسم شيوخ قبيلة العبيد ، خاصة وان قبيلة العبيد كانت مع جيش السلطان العثماني عند فتحه بغداد سنة١٦٣٨ م ، وان كان هنالك رأي يقول ان اسمها نسبة الى شيوخ الطرق الصوفيه ، ولكني ارجح الرأي الاول وهو شيوخ العبيد . ومن مساجد محلة الشيوخ المعظماويه (مسجد الحاج ارزوقي العنبر) الذي بني ١٩٥٤ ، ومن مزارتها (تكية الشيخ الصوفي المشهور أبا الحسين النوري) وتعرف بتكية النوري . وقد سكن يهود بغداد هذه المحله واتخذوا اثنان من محلات العباده اليهوديه في هذه المحله ، وكان في هذه المحله (مدرسة الاعظميه الابتدائيه) مقابل بيت ناجي الخضيري و(مدرسة الاعظميه الاوليه) وكان في هذه المحله (مدرسة الاعظميه الاسرائيليه) ثم انتقلت . ومن اشهر الكتاتيب( الملا واللاله) في المحله (ملا علي حسن) و(اللاله شريفه ابنة الحاج شريف) و(اللاله حليمه) . ومن مقاهي هذه المحله سابقاً مقهى بيت الافندي (المتولي) ومقهى السيد نعمان وكانت تسمى (مقهى حامد) مستأجرها و(مقهى عطيه) التي سميت بعد دلك (مقهى مجيد لكاش) و(مقهى حجازي) ومقهى سيد سامح المعروفه باسم (مقهى الحاج محمود العمر) ومقهى (اليوقلمچي) التي تسمى باسم مستأجرها محمد( الكاولي) و(مقهى ذياب) مجاور جامع الامام و(مقهى حسون السكران) و(مقهى أبو عروة) ومقاهي كريم ومحمد رزوقي وعلي الحسن. وقد اشتهر اهالي محلة الشيوخ في دباغة الجلود والصوف وكونهم اصحاب علاوي وباعة اقمشه وموظفين وسماكه والبستنه والوظائف العلميه في جامع الامام وفي هذه المحله كان اول معمل للطحن والجرش معمل مكينه عبد الكريم ابو الدبس ومعمل مكينه ملا عواد ومعامل السيد نعمان الحاج محمد وعبد الرزاق محسوب ومعمل الصابون الذي كان يعمل فيه عمال المان سنة ١٩٢٨ وجميع علاوي الخضروات والفواكه كانت في محلة الشيوخ في الاعظميه التي تأتي من الصليخ والفحامه والراشديه والبساتين المحيطه بالاعظميه كعلاوي حياوي وحجازي والسكران وابو كريش كذلك فأن علاوي الحبوب كالحنطه والشعير والرز والعدس والماش والدخن في هذه المحله كعلاوي الحاج كريم مسعود واحمد صالح ونجيب الريس وابراهيم الحمد واشتهرت محلة الشيوخ ايضاً ( بأسكلة) بيع الخشب والحصران ومواد البناء لوالد عوسي الاعظمي محمد طه الاعظمي واسكلة الحاج حجازي واشتهر ملا سعيد السلام وكاظم باشا وعبد الكريم ابو الدبس في محله الشيوخ بطحن وبيع العفص ومن درابين محلة الشيوخ دربونة عبدالله السلام مقابل مقهى حجازي ودربونة عيس الاعمى ودربونة ابراهيم دله ودربونة حسون السكران ودربونة حجازي ودربونة ريمه المسلمانيه ودربونة زماوي ودربونة حسين بلديه ودربونة خليلان ودربونة حسن كافر ودربونة الخبازه وزربونة قواس. واشتهرت محلة الشيوخ ( بالنزيزه) اي ظهور الماء من داخل الارض الى سطحها وقد شهدت محلة الشيوخ عدد من المختارين منهم محمد جواد وابنه يوسف وعبد الكريم ابو الدبس وملاحبيب الفياض وكاظم باشا وهو خليل اسماعيل الاعظمي وحموش وحجازي وحمودي ملا ياس واحمد الحاج معروف ونعمه المختار وعبد الرحمن المختار والحاج عبد اللطيف احمد ومن مشهوري( المطيرچيه) الذين يقتنون الطيور للعب والتسليه وليس للذبح طعمه وقنزوع وفاضل ميخا والاعضب وابو البيض والبلام ونعوم والقندلچي وتوشه وكركاش ودله وزماوي والقراس وتمر والشرطي وطحو والخاصه والهدله والسماك وكرديه والواوي وغيرهم ومن عميان محلة الشيوخ عبد الاعمى وابنه عيسى وابراهيم الحلبي وابن اخيه حميد الحلبي ونشو نشأت وياسين وهاشم وملا معطي ابو اللبلبي وملا سعيد السلام وعبد الستار الاعمى والحافظ سامي الاعظمي وأمين الطرشچي. وكانت محلة الشيوخ هي البداية في الرياضة بالاعظميه فقد كان (عوسي الاعظمي) موءسسها ولولبها وهو جاسم عوسي بن محمد بن طه بن سنبل الاعظمي من اهالي هذه المحله فقد كان يعلم الصبيان السباحه وكمال الاجسام وهو اول من بدأ بسباق السباحة وتعليمها وسباق الدراجات والمصارعه كونه بطل مصارعه ورفع الاثقال والملاكمه وكان مصطفى ابو الزعر في محلة الشيوخ من اشهر العطارين في الاعظميه وكان حميد ابو الكبه صاحب الكبه المشهورة من محلة الشيوخ .
للكاتب طارق حرب .
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .
السبت، 10 أبريل 2021
واقعة الأعظمية
السبت، 3 أبريل 2021
وفاة الملك غازي الأول
الجمعة، 19 مارس 2021
أشهر المصافحات الرياضية في تاريخ العراق
أشهر المصافحات الرياضية في تاريخ العراق
الصورة : لقطة من عقد السبعينات . الصورة في نادي الأعظمية في ختام إحدى بطولات المصارعة ، ويظهر فيها (صالح مهدي عماش) نائب رئيس الجمهورية يومذاك ، يصافح ويكرم البطل (عوسي الأعظمي) بكأس تقديرية ،، رحمهما الله .
المقال : تفوق على جميع أبطال زمانه في تنوع الألعاب التي مارسها ، وتميز عليهم بحمله لقب رائد في الصحافة الرياضية العراقية والعربية والعالمية . عوسي الأعظمي أو جاسم محمد طه الأعظمي ، ولد في منطقة الأعظمية عام ١٩١٣ . في السابعة تفتحت قريحته الرياضية حيث كان يخرج مع والده الحطاب الى نهر دجله ، وهناك تأكد للجميع أن هذا الصغير سيكون مشروع نجم كبير مستقبلاً . أطلقت عليه جدته لقب عوسي بعد أن أشرف على الموت يوم كان في عامه الأول وبعد نجاته بأعجوبة من المرض الذي ألَمَّ به . تخصص بالألعاب الفردية كممارسة الزورخانة والمصارعة والسباحة والجمباز وركوب الدراجات وبناء الأجسام إضافة الى عشقه للحياة الكشفية ، وتنقل بين الكثير من الدول ممارساً هذه الهوايه . يعتبر إعلامياً متميزاً ومن رواد الصحافة العالمية بعد إصداره لمجلة متخصصة في الثلاثينات . أول عراقي دعا الى بطولات التزحلق والتزلج . لا أطيل ،، ولكني أعتبره الشخصية الرياضية (الأهلية) الأولى في تاريخ العراق من حيث ريادته لباقة من الألعاب وفتح بواباتها أمام من عشقها وظهر فيها فيما بعد .
من موضوع مُطَوَّل تحدثت فيه عن مسيرة المرحوم ، بعد لقائي به في إحدى مقاهي الكسرة وناسها الطيبين .
.بقلم الكاتب والمؤرخ الأستاذ (د.سمير الشكرجي)
السبت، 13 مارس 2021
الحاج حمدي من المهد الى اللحد
الاثنين، 1 مارس 2021
بطولة بغداد للمصارعة 1948
الجمعة، 26 فبراير 2021
السياب في چرداغ الأعظمية
الأربعاء، 27 يناير 2021
نوري سعيد وخطيئة حلف بغداد
المقال : نوري سعيد وخطيئة حلف بغداد .
كان نوري السعيد عسكري وسياسي بارع، وكان يعد من أقطاب وأساطين السياسة العراقية والعربية، وأصبح الدبلوماسي الأول والأكثر شهرة في العراق والعالم العربي، وقد ساهم في تأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، كما كان له دور بارز في تأسيس جامعة الدول العربية ودخل في صراع مع مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر في محاولته لترؤسها وتأسيس مقرها في بغداد.
نوري السعيد كان دبلوماسيًا مناورًا من الطراز الأول، ومؤمنًا بمبدأ “خذ وطالب” وصاحب رؤية واقعية واضحة كانت تتقاطع في الكثير من الأحيان مع سياسات الإنجليز ومخططاتهم، فكان يميل إلى مهادنتهم والاصطفاف معهم رغم حسه الوطني الجارف، إذ كان يعتقد بأن بريطانيًا لا تزال تؤلف قوة عالمية مؤثرة وأنه لابد للعراق أن يعتمد على دولة كبرى لردع أعدائه. كان نوري السعيد يبحث عن صيغة تحفظ للعراق الوليد سيادته وسلامة أراضيه، وتحميه من الخطر والمد الشيوعي الزاحف الذي كان يتخوف منه، والهجوم السوفييتي الموهوم الذي كان يتوقعه، وكان يسعى للارتباط بعلاقات حسن جوار وتحالف مع جارتيه تركيا وإيران؛ دفعًا لأطماعهما وادعاءاتهما التاريخية ببعض المناطق الحدودية مع العراق، تلك كانت بعض الدوافع والمبررات التي دفعت نوري السعيد إلى التقاط واحتضان فكرة أو مشروع “حلف بغداد” وحماسه المفرط للانضمام إليه، حيث ظن أنه وجد ضالته فيه، فقد رأى أن هذا الحلف سيضم في البداية إلى جانب العراق 3 دول إسلامية كبرى هي إيران وتركيا وباكستان بالإضافة إلى بريطانيا العظمى وبرعاية الولايات المتحدة الأميركية التي طرحت الفكرة في الأساس العام 1953 فيما عُرف بمشروع “الحزام الشمالي”؛ ليكون حلقة متممة للأحلاف التي استهدفت تطويق المعسكر الاشتراكي، ولاسيما الاتحاد السوفياتي السابق. كان نوري السعيد على قناعة راسخة بأن انضمام العراق للحلف من شأنه أن يعزز موقع العراق على الصعيد الدولي ويضمن تدفق المساعدات العسكرية الغربية له وللعرب عامة، كان قلقًا من ضعف العراق عسكريًا ومدركًا لحاجته إلى التسلح وإعادة بناء الجيش وفق الأساليب الحديثة، وأن موارد العراق الاقتصادية لا تسمح بذلك، أما إذا نجح في دفع الأقطار العربية الأخرى في الاتجاه نفسه فان ذلك قد ينال بشكل أو بآخر من حظوة الكيان الصهيوني لدى الغرب. وقد تم الإعلان عن تأسيس حلف بغداد في 24 فبراير 1955، وكان جواهرلال نهرو رئيس وزراء الهند من أوائل من عارض فكرة الحلف؛ لأن ذلك سيمد الباكستان بالكثير من عناصر القوة والمنعة، وشاركه في الاعتراض الرئيس جمال عبدالناصر لأسباب أخرى منها أن هذا الحلف يهدد الوحدة العربية، وتم الاتفاق بينهما على سحب البساط من تحت أقدام نوري السعيد بتأسيس منظومة بديلة باسم “حركة عدم الانحياز” يكون عبدالناصر من بين من سيتربع على رأسها، وانضم إليهما صديق الاتحاد السوفيتي الزعيم الاشتراكي اليوغسلافي الماريشال جوزيف بروس تيتو للمشاركة في حملات التصدي للحلف ولنوري السعيد.
وبالفعل أدركت إسرائيل خطورة مبادرات وإستراتيجيات نوري السعيد على مصالحها، وأعلن رئيس وزرائها دافيد بن جوريون أن “مبادرة الغرب إلى عقد اتفاق المساعدات العسكرية، وتنظيمات الدفاع، مع الدول العربية، قد أخلت بالتوازن السياسي، في منطقة الشرق الأوسط، في غير مصلحتنا، وأضر بمصالحنا، وزادت من الأخطار المحدقة بسلامتنا”. شنت إسرائيل حملة مركزة ضد نوري السعيد وحلف بغداد، إلى جانب الحرب الإعلامية الشرسة التي شنها الرئيس جمال عبدالناصر ضدهما من خلال خطاباته التعبوية المؤثرة وباستخدام محطة “صوت العرب” النافذة ومذيعها العنيف أحمد سعيد بأسلوبه التحريضي اللاذع، واصطفت الدول العربية كلها وراء عبدالناصر في هذه الحرب، فسقط الحلف واغتيل نوري السعيد وسُحلت جثته في شوارع بغداد في 15 يوليو 1958. وضاع العراق بعدها، وتوسعت إسرائيل وتوثقت علاقتها بالغرب وألحقت هزيمة مؤلمة بمصر في حرب العام 1967، ولم تتحقق الوحدة العربية! هل كان نوري السعيد خائنًا وعميلًا للبريطانيين كما اتهمه أعداؤه ومناوئوه؟ أم كان سياسيًا محنكًا صاحب رؤية ثاقبة ملتزمًا بقناعاته ومتمسكًا بمبادئه ومخلصًا لقضايا وطنه وأمته .
مقال من تأليف: عبدالنبي الشعلة .
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي
الثلاثاء، 19 يناير 2021
شُبْهَة تَبَرُّكُ الشَّافِعِيِّ بِقَبْرِ أَبِي حَنِيفَةَ
أحدث مقال
جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)
جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...

-
المقال : (أبو يونان) من المأكل الى المقتل . الصورة : الإعلان الخاص بمطعم (أبو يونان) بداية السبعينات . إنتشرت في بغداد وفي مناطقها الم...
-
المقال : (فريري) العملاق ، على أرض العراق . الصورة : العملاق الفرنسي (جون فريري) أطول مصارع في العالم (240 سم) مع المدرب الدولي (بهاء ت...
-
المقال : ( فْرِيج الأگرع ) يظهر من جديد !!!!! . الصو رة : إبن السِعْلوَّة ( فْرِيج الأگرع ) يحلق لحيته الطحلبية و يظهر بحُلَّة جديد...