مزاحم الباججي يحتضن ولده الوحيد (عدنان الباججي)
وكان عدنان أول عراقي يولد بعملية قيصرية في بغداد على يد جراح بريطاني .
في خضم الصراعات السياسية في السنتين اللتين أعقبتا الاحتفال بتتويج أول ملوك العراق، ولد عدنان، فقد قضى مزاحم الباججي النصف الأول من سنة 1923 يراقب الأحداث السياسية، ويتصل بأصحابه من رجال السياسة، ويقابل الملك فيصل الأول من وقت إلى آخر ليبحث معه شؤون العراق، وفي شهر مايو (أيار) من العام نفسه حدث ما يكدر صفو حياته، فقد سقطت زوجته وهي في شهر حملها التاسع من عربة في عرض الشارع (كانت العربات التي تجرها الخيول وسيلة النقل الوحيدة وقتذاك) فأصيبت بكسور خطيرة، فكانت ولادته لم تكن طبيعية، بل قيصرية وعسيرة، فهو أول طفل عراقي يولد بعملية قيصرية، فيقول: «أنا ولدت في 14 مايو (أيار) 1923، وعمري الآن 87 سنة حسب التقويم الميلادي، وصادف تاريخ ميلادي يوم 28 رمضان 1341 بالتقويم الهجري». ترتسم على وجهه ابتسامة رضا، ويستطرد: «يعني بالهجري عمري 90 سنة».
يقول: «على إثر سقوط والدتي تم نقلها إلى مستشفى المجيدية على الضفة الشرقية من نهر دجلة ببغداد، والذي صار في ما بعد المستشفى الملكي، وكان المستشفى الوحيد الموجود في العاصمة العراقية، وكان هذا المستشفى عثمانيا وموجودا منذ عهد الأتراك، وعندما جاء الإنجليز قاموا بتحسينه، لكنه كان مستشفى بدائيا، وقد أعيد إعماره، وكان قد افتتح توا (قامت في مكانه واحدة من كبرى المؤسسات الطبية باسم مدينة الطب)، فقرر الأطباء إجراء عملية ولادة قيصرية. وأنا أعتقد أن هذه أول عملية قيصرية في تاريخ العراق الحديث، وأنا أول طفل يولد بواسطة عملية قيصرية في العراق، والطبيب الإنجليزي الذي أجرى العملية هو الدكتور بريهم، وكان معه أطباء عراقيون مثل صائب شوكت، وهاشم الوتري، وبإشراف الطبيب الإنجليزي سندرسن، طبيب العائلة المالكة ومؤسس كلية الطب بجامعة بغداد، حيث كانوا يشاهدون ما يجري، إذ إنها العملية الأولى من نوعها في العراق». ونقرأ في مذكرات والده ما كتبه باقتضاب تام عن هذا الحدث، قائلا: «اليوم الساعة إحدى عشرة ونصف، عملت عملية لبهيجة وولدت مولودا في المستشفى الملوكي - الجراح بريهم»، ونلاحظ مدى الحزن الذي كان يشعر به حتى إنه لم يذكر اسم المولود) .
المصدر/ (جريدة الشرق الأوسط _ 20مارس 2010م) .
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق