خطر ببال عبد الكريم قاسم .. بعد أن أصبح ( الزعيم الأوحد!! ) وقائد ( ثورة 14 تموز!! ) ، أن يخَّلد هذه المرحلة من حياته ,, بإقامة صرح يصور تمثالا له يقام بعد تنفيذ نصب الثورة في الباب الشرقي .. ومع كون هذا العمل خارج عن العرف والتقاليد , لأن من المتعارف عليه .. أن النصب والتمثال يقام بعد وفاة صاحبه !! وكأنه أحس بقرب نهاية حياته !! بعدها لم يجد خير من الفنان خالد الرحال .. بعد وفاة الفنان جواد سليم ,, أنهكه الجهد الذي بذله و فُرض عليه للإسراع بتنفيذ نصب الثورة ,,بمناسبة قرب احتفالات ( ثورة 14 تموز !! ) لم يتحمل هذا الجهد ليتوفى, مأسوفا عليه ويخسر الفن والشعب العراقي , أنسانا وأستاذا وفنانا كبيرا !! بدأ خالد الرحال تنفيذ هذه المهمة .. وبعد التحضيرات الأولية .. انتقل بعمله إلى ايطاليا , لوجود مصاهر لصب مادة البرونز , التي يتكون منها التمثال .. وكان اختياره لايطالية ,, لكونه تخصص هناك خلال سنين الدراسة في معاهدها .. وخلال عمله ,, وقبل إتمام تنفيذ التمثال .. وصل إليه خبر رفع مقام ومرتبة عبد الكريم .. لذا توقف عن العمل ,,وسافر إلى العراق ليستقصي الأمر , ويطلع على العلامات التي يجب تغيرها بعد ترقية في مرتبته العسكرية الجديدة ,,وإضافتها إلى تمثاله !! تعرف عليها , وهنا خطر بباله طلب المبلغ الواجب ثمنه لعمله هناك ؟؟ لكن أُعلم أن باستطاعته استلام المبلغ من السفارة العراقية في روما .. وبعد وصوله إلى هناك ,, وجد صندوق السفارة المالي فيه قدر محدود من المال .. لم يرضى ويقتنع خالد بهذا .. مصرا على استلام المبلغ بالكمال والتمام ..وبعد اخذ وعطاء ,, وخصام مع أعضاء السفارة ,, خرج مهددا متوعدا للسفير بالعقاب ,, لكونه تهاون عن دفع المبلغ المطلوب الذي وعد به من ( الزعيم !! ) وكان موقفه قاسيا وشديد اللهجة بخطابه وبسلوكه العصبي الفوار !! وكانت زيارتي لإيطاليا ولقائي بالزميل إسماعيل فتاح صادفت هذه الفترة التي التقينا بخالد وهو يصرخ ويشتم القدر وشخصه على هذه الورطة وهذه المصيبة التي حلت به !! ولما سألنا عن السبب الذي جعله يندب حاله .. إلى حد البكاء .. وكأنه فقد عزيزا وقريبا له ؟؟ أجابنا بعض الأصدقاء والمقربين له من العراقيين المقيمين في ايطاليا ,, أن اليوم حدث انقلاب عسكري في العراق .. وكان في شباط 1963,, وان عبد الكريم اعدم من قبل الانقلابيين , لتصبح هذه الحادثة ورطة ومشكلة كبيرة يصعب حلها .. خاصة وان عليه دفع مبلغ كبير من المال لتسديد تكاليف العمل والمواد التي صرفت عليه .. وهو يأسف على فعلته وعدم استلام المبلغ الذي عرض عليه ,, ورفضه !! والآن لا يفيد الندم .. و ما بقي عليه إلا أن يندب حظه النحس !! هذه ورطة ومصيبة كبيرة حلت بالفنان خالد الرحال ,,وقبلها دفع ثمن حياته الفنان جواد سليم !! الاثنان كانوا ضحية ,, مع الشعب العراقي ,, خلال انقلاب (14 تموز ) جواد سليم عند تنفيذه وإرهاقه للإسراع بإقامة النصب .. وخالد الرحال تورط مع عبد الكريم قاسم ( وتمثاله ! ) .. والشعب العراقي في ضياع جهد ومال وحياة ألاف المواطنين ذهبت مع تلك الأحداث ا لتي مرت بالعراق , ولا يزال يعاني ويشقى حتى يومنا هذا!! . منقول بتصرف .
جمع واعداد / خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق