(ناظم كزار) كبير الأشقياء/الفتوة والشقاوات في أحياء بغداد كيف إبتدأت و كيف إنتهت .
لحد نهاية الستينيات من القرن الماضي .. كانت هنالك و في أكثرية المحلات البغدادية عدد من الفتوة والشقاوات ..وهؤلاء البشر كانوا مشهورون في مناطقهم وبقية المناطق ألأخرى .. ولعل سبب وجود هؤلاء هو ضعف الحكومة والسلطات ألأمنية..لاغير !
نعم كانت لمناطق / باب الشيخ .. الفضل .. قهوة شكر .. باب المعظم ..الكسرة .. الأعظمية .. الكاظمية .. وباقي المناطق ألأخرى شقاواتهم .. وكان لكل واحد منهم عدد من أتباعه يحركهم كما يحرك اللاعب أحجار الشطرنج ..وواجباتهم كانت كالآتي :-
ــ أخذ ألأتاوات من أصحاب المحلات وألأثرياء في المنطقة .
ــ حماية أهالي المنطقة من الغرباء .
ــ اللجؤ الى أجراء المصالحة بين المتخالفين على أمر ما .
للتأريخ كان هؤلاء الناس متمسكون بعدد من العادات والتقاليد الجميلة ..منها عدم ألأعتداء على الضعفاء وإحترام النساء وألأطفال والشيوخ والفقراء. سمعت من أكثر من جهة بأن أحد أشقياء منطقة / ساحة الفردوس في شارع الكفاح كان يوزع ألأتاوات على العوائل الفقيرة ..لذلك كانت له شعبية منقطعة النظير بين تلك الشريحة الواسعة في ذلك الوقت !!. قرأت بأن الذي قضى على ظاهرة الشقاوات في بغداد ، هو ( ناظم كزار ) ـ مدير ألأمن العام ـ ألأسبق ..نظراَ لخبرته في مجال الأشقياء وأساليبهم .لقد أمر أتباعه بجمع كل الشقاوات وأمرهم أن يختاروا طريقين :-
1 / ألأنضمام الى جهازه الأمني .
2 / أحالتهم الى المحاكم المختصة لينالوا عقوبة كبيرة .
أختار ألأكثرية ألأختيار ألأول وأصبحوا من رجال ألأمن والتقيد بأوامر كبير الأشقياء / ناظم كزار .. والبقية قتلوا بشتى الوسائل !!!. حول ظاهرة الشقاوات وظهورها قرأت للدكتور / محمد الدعمي .. مايلي :-
[مع انهيار الدولة العباسية على أيدي هولاكو خان سنة 1258 ووقوع العراق على الطريق الدولية )العامة( للغزوات، خاصة من القبائل التركمانية، كالجلائريين وقبائل آق قوينلو وقره قوينلو، الخروف الأبيض والخروف الأسود، وسواها)، أخذت ظاهرة العيارين بالاضمحلال لتسمح ببروز ظاهرة الأشقياء، وهم أفراد يبسطون سطوتهم وسيطرتهم على إحدى محلات (أحياء) بغداد، كنوع من أنواع التعويض عن غياب السلطة المركزية وكإجراء لحماية الذات. لذا فقد احتفظ كل شقي بمنطقة نفوذه الخاصة، حيث كان يسلك سلوكاً يذكرنا بسلوك روبن هود في التراث الانكليزي، لأن الشقي هو أصلاً خارج عن القانون حيث يشكل تحدياً للسلطة المركزية من خلال العلاقة التنافسية مع هذه السلطة غير القادرة على بسط نفوذها في مختلف زوايا بغداد وأحيائها. إذاً، الشقي كان لصاً، وبنفس الوقت، كان الشقي لصاً مهذباً ملتزماً بعدد من مبادئ الفروسية الوسيطة لأنه كان يسرق من الأغنياء والميسورين ولا يتردد في مساعدة الفقراء ودعم المظلومين ومد يد العون للنساء، باعتبارهن جنساً مستضعفاً في مجتمع ذلك الوقت. كما أنه كان هو المسؤول غير المعلن والضمني عما يحدث في منطقة سيطرته، فإذا ما حدث شجار أو حدثت سرقة، غالباً ما يذهب المتخاصمون أو الضحايا إلى الشقي لإحقاق الحق أو لحل المشكلة أو للتحكيم، ولكن بطريقة قسرية لا يجرؤ أحد على مناقشتها أو الاعتراض عليها. هذه هي الآلية التي اعتمدتها أحياء أو محلات بغداد كتعويض عن غياب السلطة وضعف أدوات القانون] .
مقالة من تأليف: ( جلال چرمگا ) / زيورخ .
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق