الله أكبر يا عرب غازي إنفقد من داره وإهتزت أركان السما من صدمته السيارة
الصورة - تشييع جثمان ملك العراق غازي بن فيصل الأول الى مثواه الأخير (المقبرة الملكية في الأعظمية ) في ٥ / ٤ / ١٩٣٩م .
الأيدي الخفية في مقتل الملك غازي :- مازال مصرع الملك غازي بحادث سيارة في العام 1939 م يحظي باهتمام المؤرخين لا سيما ان ثمة حقائق جديدة قد تكشفت إلي جانب ادلة وقرائن تشير بأصبع الاتهام نحو بريطانيا.. وضلوعها في تدبير شيء ما ضد الملك غازي .. خلعه مرة، أو تدبير حادث مرة اخري، أو ازاحته عن العرش.. ذلك بعد تمرده عليها وعدم استشارتها ليحصل علي موافقتها في العديد من القرارات التي اتخذها.. وحادث مصرع الملك كما تقول الوثائق الحكومية الرسمية كان بسبب اصطدام سيارته التي كان يقودها بنفسه بالعمود الكهربائي في منحدر قنطرة النهر بالقرب من قصر الحارثية في الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة 3/4/1939 وقد مات في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الاربعين من الليلة نفسها متأثرا بكسر شديد للغاية في عظام الجمجمة وتمزق واسع في المخ..؟
الحادثة :- في الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة 3/4/1939 ..كان الملك غازي عائدا الى قصر الحارثية ..وكان معه بالسيارة الجيب الرياضية كلا من ياسين بن سلطان ومحسن بن خلف ..والذين كانا في المقاعد الخلفية للسيارة ..وكان الملك يقود سيارته بسرعة عاليه كما هي عادته ..ولما اجتازت السيارة منعطف سكة القطار الواقع بين القصرين ..اختل توازنها وانحرفت نحو اليمين خارج الطريق المعبد .. واصبحت في اراضي وعرة تغطيها الاشجار الكثيفة والسواقي واعمدة الكهرباء.. فاصطدمت السيارة بعمود الكهرباء بشدة مما نتج عنه قلع هذا العمود من الارض وسقوطه على رأس الملك ..مما تسبب في تهشم عظام الجمجمة وتمزق واسع في المخ.
تقارير الاطباء :- ويشير تقرير الاطباء الذين أجروا الفحص عليه وبينهم الدكتور (سندرسن) طبيبه الخاص والدكتور صائب شوكت إلي ان الملك فقد شعوره بعد الحادث مباشرة ولم يسترجعه حتي اللحظة الاخيرة.. وكان الدكتور (سندرسن) قد نشر مذكراته مؤخرا بعد تقاعده واشار فيها إلي تلك اللحظات الحاسمة التي واجهها في بغداد وهو يفحص الملك غازي بعد الحادث مباشرة وطلب فورا ان يساعده طبيب عراقي خوفا من اتهامهم بقتله فوقع الاختيار علي الدكتور صائب شوكت الذي افاد هو الاخر لبعض معارفه واصدقائه ان الجرح كان بليغا في جمجمة الملك حتي ان يده اخترقت العظام المهشمة؟ اما التقرير الجنائي لحاكم تحقيق الكرخ عن حادث الاصطدام فيقول انه اجري التحقيق فاتضح من شهادات الشهود الذين كانوا راكبين معه في السيارة نفسها وهم ياسين بن سلطان ومحسن بن خلف اللذين حضرا مكان الحادث ونقلا الجثة من السيارة إلي قصر الحارثية ان الشاهدين الاولين كانا في المقاعد الخلفية للسيارة وكان الملك يقود سيارته بسرعة ولما اجتازت منعطف سكة القطار الواقع بين القصرين اختل توازنها وانحرفت نحو اليمين خارج الشارع المبلط واصبحت في اراضي وعرة تغطيها الاشجار الكثيفة والسواقي واعمدة الكهرباء فاصطدمت السيارة بعمود الكهرباء بشدة اقلع من الارض وسقط علي رأسه وعليه فإن الحادث يعتبر قضاء وقدرا!.. فأغلقت الدعوي وحفظت الاوراق لعدم تحقق جرم جنائي فيها!؟..
قضاء وقدر ام حادث مدبر :- واذا كان كل هذا يشير إلي ان الحادث وقع قضاء وقدراً إلا ان الوثائق البريطانية التي اطلع عليها الدبلوماسي السابق والمؤرخ السيد (نجدة فتحي صفوت) تؤكد ان بريطانيا كانت تعد اجراء ما ضد الملك غازي؟... يقول السيد صفوت في بداية حديثه اذ لم يعثر علي وثيقة ما تلقي ضوءا مهما علي حادث القتل أو تتضمن دليلا علي وقوعه بتدبير بريطاني وذلك بسبب بسيط هو انه ليس من شأن امثال هذا الحادث ان تكون مدونة في وثائق أو مراسلات رسمية. ومع ذلك، فهنالك بعض الوثائق التي تحتوي علي (قرائن) معينة في هذا الشأن وهي في حد ذاتها لا تشكل دليلا ثابتا يدين الانكليز.. ولكنها تساعد علي استنتاج بعض النتائج المهمة، ويظهر من تلك الوثائق بصورة قاطعة ان بريطانيا كانت لا ترتاح إلي الملك غازي ومواقفه وتصرفاته السياسية والشخصية وقراراته السريعة في الامور المهمة بطريقة لم تتعود بريطانيا في تلك المرحلة من تاريخ العراق ان تسمح باتخاذها، من دون استشارتها وموافقتها.. ويبدو ان هذا الموقف قد تفاقم في السنوات أو الشهور الاخيرة من حكم الملك غازي الي درجة اصبحت الحكومة البريطانية تفكر معها في ازاحته بطريقة ما..؟ ويظهر من تلك الوثائق ايضا ان نوري السعيد كان مؤيدا لهذه الفكرة، وفي بعض الفقرات متحمسا لها أكثر من الحكومة البريطانية نفسها.. وهنالك ــ مثلا ــ وثيقة مهمة هي عبارة عن دراسة اعدت في وزارة الخارجية البريطانية عن الاشخاص الذين يمكن احلالهم محل الملك غازي في حالة ازاحته!! وقد اعدت هذه الدراسة في تموز (يوليو) 1936 أي قبل مقتل الملك غازي بثلاث سنوات. وهنالك تعليق دونه المستر (وارد) المسؤول عن الشؤون العراقية في وزارة الخارجية، علي تقرير بعث به السفير البريطاني في بغداد عن انقلاب بكر صدقي في سنة 1936 واثاره ونتائجه المحتملة.. وجاء في الفقرة الخامسة من هذا التعليق المطول، مايدل علي ان بريطانيا كانت تتوقع ازاحة الملك عاجلا أم آجلا.. (ان هذا التقرير يؤكد الانطباع (الذي تكون لدينا في البداية والذي سبق ايضا ان اكدته الملاحظات التي أبداها ياسين الهاشمي ونوري السعيد لدي هروبهما من العراق) بضلوع الملك غازي المباشر في التدخل العسكري، ان مستقبل الملك غازي يجب ان يعد الآن غير مضمون اكثر من أي وقت آخر، لان جماعة بكر صدقي اذا قبضوا علي زمام السلطة الكاملة فإنهم ربما سينحونه جانبا، بينما اذا عاد ياسين باشا واصدقاؤه فمن الواضح انهم سيخرجونه.. ولذلك فإن حكومة جلالته قد تواجه في المستقبل ليس فقط مشكلة العراق السياسي، بل كذلك مشكلة العائلة المالكة، وفي هذا الشأن فإننا سبق ان نظرنا بصورة مبدئية في امكانية البدلاء الذين يمكن ان يحلوا محل الملك غازي).. ومن جهة اخري هنالك تقرير (سري وشخصي) آخر كتبه السر (موريس) وهو اكثر سفراء بريطانيا نقمة علي الملك غازي، والسفير البريطاني الوحيد الذي لم يرتح إلي نوري السعيد، جاء هذا التقرير الذي كتبه (بيترسن) عن الوضع السياسي في العراق وحالة البلاط الملكي ما يأتي:- إن النقطة التي يجب علينا ان نحاول الضغط فيها علي المكابح هي فكرة خلع الملك غازي. فإني لن استبدله بعبد الاله. وانني لست واثقا بأنني اريد استبداله بزيد.
وفضلا عن ذلك، كان خلع الملك قد يحدث في هذا البلد انشقاقا مزعجا وخطيرا.. وذلك ليس لانه محبوب فقط (وان كانت ذكري فيصل عالقة في الاذهان) ولكن نوري السعيد سيكون له اعداء كثيرون خلال شهور قلائل، وان إزاحة الملك غازي قد توفر لهم مجالا أو وسيلة للتجمع، في حين ان المشكلة ستنشأ بشأن مصير الملك غازي ستكون محرجة جداً... كتب هذا التقرير في 31 كانون الاول (ديسمبر) 1938، أي قبل مقتل الملك بثلاثة اشهر فقط. وقد ذكر هذا السفير نفسه في ما بعد. في كتاب له منشور عنوانه (جانبا الستار) ما يأتي...؟ (.. وقد اصبح من الواضح ان الملك غازي يجب ان يسيطر عليه أو يخلع، وقد لمحت إلي هذا كله في زيارة توديع قمت بها للامير عبد الاله..) . ويمضي بترسن قائلا:- (... ان الحل ــ لو كنت اعلم ــ كان سيأتي بعد شهر واحد فقط، وقد كنت جالسا في فندق كوند ستابل) في (بورغورس) حين أخبرني صحفي انكليزي ان الملك غازي كان في سيارة السباق التي يقودها بنفسه كالعادة، وانه اصطدم وقتل.. حياة يرثي لها انتهت بصورة يرثي لها...
-----------------------------------------------------------------------------
علق (عوسي الأعظمي): الملك غازي :- أصغر ابناء الملك فيصل ، وولده الوحيد . ولد في مكة المكرمة سنة 1911. جاء إلى بغداد في سنة 1923 مع أمه و اخوته . تلقى تعليمه في البداية على يد مربية إنكليزية ، ثم الحقه ابوه بكلية (( هارو )) لكنه لم يسجل ألا تقدما قليلا في دراسته ..بسبب عدم إعداده إعدادا كافيا قبل دخول المدرسة .فعاد الى العراق ، لدى عودته إلى العراق أكمل دورة الدراسة الإعدادية في الكلية العسكرية العراقية . أصبح فارسا جيدا ولكنه كان طالبا ضعيفا في العلوم العسكرية . ترك الكلية في أوائل سنة 1933 وأصبح مرافقا لوالده الملك فيصل . كان نائبا للملك خلال غياب الملك فيصل عن العراق في صيف سنة 1933 ، وعلى اثر وفاة والده الملك فيصل في 8 أيلول سنة 1933. ارتقى غازي ليصبح ملكا على العراق وكان عمره حينئذ 22 عاما ، بعد تتويجه بفترة قصيرة تزوج من عالية ، كبرى بنات الشريف ( علي ) حاكم الحجاز السابق ، واخت الامير عبد الاله ، كان مولعا بالرياضة والصيد ، وقد كانت فترة عهده فترة اضطرابات وإنقلابات عسكرية ، كثورة الفرات وإنقلاب بكر صدقي في 29-10-1936م.وقد كان على الملك غازي أن يتحمل مسؤوليات ثقيلة بالنسبة لشخص تجربته في الأمور قليلة بهذه الدرجة . ولد له ابن في مايو 1935 سمي فيصلا ، على اسم جده .
------------------------------------------------------------------------------
علق (موفق محمد آل شاكر) : الله يرحم ألملك غازي .. كان أبوية ألله يرحمة يقول مقولة لاءحد ألمشاهير أذا سمكتين في ألبحر تعاركت ألسبب { بريطانيا }.
-------------------------------------------------------------------------------
علق (ثامر السامرائي) : طبعا هذه المقوله ألي تفضل بيه الأخ موفق محمد ال شاكر سمعتها من زوج خالتي الله يرحمه الذي كان يعمل مع الإنكليز لأكثر من أربعين سنه في شركة النفط في كركوك وكان يردد نفس المقوله . وهذه المقوله انقالت ليس اعتباطاً.
-------------------------------------------------------------------------------
علق (ستار الأعظمي) : دفع حياته ثمن وطنيته
صورة سيارة الملك غازي بعد الحادث
------------------------------------------------------------------------------
جمع واعداد: خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق