الباشا نوري سعيد وبائع الزعرور .
روى لي ممن اثق به من كبار السن وهو حي يرزق حكاية واقعية طريفة عن نوري سعيد الباشا ومفادها: كنا نسكن ايام الحكم الملكي في منطقة الكرادة ببغداد وفي زقاق قريب من دار رئيس الوزراء نوري سعيد ، وذات يوم وانا صبي ارتدي الدشداشة البغدادية مررت من امام دار الباشا فشاهدته يرش حديقة داره بخرطوم الماء ، وعندما لمحني نادى علي وهو يعرفني باني من أبناء المنطقة وطلب مني ان انادي على بائع الزعرور الذي كان بعيداً ينادي باعلى صوته (زعرور- زعرور) فاسرعت راكضاً اليه واخبرته بان الباشا قد طلبك ، وبدأت علامات الخوف والارتباك على وجه بائع الزعرور الذي كان يعتمر الچراوية ويرتدي الزي البغدادي التقليدي وهو يحمل على راسه طبق (طبگ) الزعرور وبيده الميزان ، ظناً منه بانه قد ارتكب خطأ بالمناداة بصوت عال وهو يمر من زقاق دار الباشا نوري سعيد وقد يكون صوته قد أزعجه وايقظه من نوم الظهر ، هذه الافكار جعلته يتعثر في سيره حتى وصلنا الدار وسلم بائع الزعرور بارتباك على الباشا الذي كان واقفاً في باب داره وهو يرتدي البجاما والروب وطلب منه ان يزن له كيلوين زعرور لان نوري سعيد كان يحب اكل الزعرور. ويضيف الراوي قائلاً: بقيت أنا وقفاً بجانب بائع الزعرور وهو يزن بضاعته وسمعت الباشا نوري سعيد ينادي على زوجته (ام صباح) ان تجلب له (250) فلساً قيمة الزعرور فاجابته بصوت عال : ابو صباح (هو شبقى من راتبك غير 150 فلساً وبعد اسبوع يالله تاخذ الراتب) فجلبتها له واعطى 150 فلساً الى بائع الزعرور ووعده بـ 100 فلس غداً الا ان بائع الزعرور ترجى من الباشا بمساعدته في حل مشكلة حلت به . والتي اوجزها له واطلع عليها الباشا حيث جلب ورقة كتب عليها واعطاها لبائع الزعرور وطلب منه مراجعته في مكتبه غداً واعطي هذه الورقة لموظفي المكتب ليسهلو عليك الامر وقال له الباشا :- ستأتي غداً وساعطيك المبلغ 100 فلس المتبقي بذمتي عن ثمن الزعرور وساحل مشكلتك. ثم التفت الباشا علي وقدم لي حفنة من الزعرور بكف يده وشكرته وغادرت. هذه الحكاية هي صورة من الماضي ، تحمل بين طياتها الكثير من المعاني وقد ذكرناها هنا لعل الذكرى تنفع المؤمنين ونترك للقارى الكريم التعليق. محمد مجيد الدليمي .
جمع وأعداد / خالد عوسي
روى لي ممن اثق به من كبار السن وهو حي يرزق حكاية واقعية طريفة عن نوري سعيد الباشا ومفادها: كنا نسكن ايام الحكم الملكي في منطقة الكرادة ببغداد وفي زقاق قريب من دار رئيس الوزراء نوري سعيد ، وذات يوم وانا صبي ارتدي الدشداشة البغدادية مررت من امام دار الباشا فشاهدته يرش حديقة داره بخرطوم الماء ، وعندما لمحني نادى علي وهو يعرفني باني من أبناء المنطقة وطلب مني ان انادي على بائع الزعرور الذي كان بعيداً ينادي باعلى صوته (زعرور- زعرور) فاسرعت راكضاً اليه واخبرته بان الباشا قد طلبك ، وبدأت علامات الخوف والارتباك على وجه بائع الزعرور الذي كان يعتمر الچراوية ويرتدي الزي البغدادي التقليدي وهو يحمل على راسه طبق (طبگ) الزعرور وبيده الميزان ، ظناً منه بانه قد ارتكب خطأ بالمناداة بصوت عال وهو يمر من زقاق دار الباشا نوري سعيد وقد يكون صوته قد أزعجه وايقظه من نوم الظهر ، هذه الافكار جعلته يتعثر في سيره حتى وصلنا الدار وسلم بائع الزعرور بارتباك على الباشا الذي كان واقفاً في باب داره وهو يرتدي البجاما والروب وطلب منه ان يزن له كيلوين زعرور لان نوري سعيد كان يحب اكل الزعرور. ويضيف الراوي قائلاً: بقيت أنا وقفاً بجانب بائع الزعرور وهو يزن بضاعته وسمعت الباشا نوري سعيد ينادي على زوجته (ام صباح) ان تجلب له (250) فلساً قيمة الزعرور فاجابته بصوت عال : ابو صباح (هو شبقى من راتبك غير 150 فلساً وبعد اسبوع يالله تاخذ الراتب) فجلبتها له واعطى 150 فلساً الى بائع الزعرور ووعده بـ 100 فلس غداً الا ان بائع الزعرور ترجى من الباشا بمساعدته في حل مشكلة حلت به . والتي اوجزها له واطلع عليها الباشا حيث جلب ورقة كتب عليها واعطاها لبائع الزعرور وطلب منه مراجعته في مكتبه غداً واعطي هذه الورقة لموظفي المكتب ليسهلو عليك الامر وقال له الباشا :- ستأتي غداً وساعطيك المبلغ 100 فلس المتبقي بذمتي عن ثمن الزعرور وساحل مشكلتك. ثم التفت الباشا علي وقدم لي حفنة من الزعرور بكف يده وشكرته وغادرت. هذه الحكاية هي صورة من الماضي ، تحمل بين طياتها الكثير من المعاني وقد ذكرناها هنا لعل الذكرى تنفع المؤمنين ونترك للقارى الكريم التعليق. محمد مجيد الدليمي .
جمع وأعداد / خالد عوسي
هناك تعليق واحد:
الله على ايام الزمن الجميل ورجالاته العظام .. مقال اكثر من رائع
إرسال تعليق