الخميس، 20 فبراير 2014

الخطاط هاشم البغدادي



محمد هاشم الخطاط ثـروة وطنية نـادرة و تجربــة فنيــة رائـــدة .
ولد عميد الخط العربي هاشم بن محمد بن درباس في منطقة الفضل/ بغداد ويعتبر علماً من أعلام الخطاطين العراقيين، بدأ حياته ذوَّاقاً للخط محباً له شغوفاً به منذ صغره. وأصل تجويده للخط وبرع في الثلث والتعليق خاصة، ونال شهرة فنية بفضل أساتذة مشهورين، وبرع في بقية الخطوط العربية والزخارف الإسلامية وجاب البلاد العربية بغية الاتصال بكبار الخطاطين، يعرض عليهم خطوطه ويطلعهم على نتاجه الفني فرحل إلى الشام وإلتقى بالخطاط الدمشقي بدوي الديراني والى مصر حيث قدم للإمتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط الملكية في الإسكندرية وحصل على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز عام 1945م، والتقى الخطاطين إبراهيم ومحمد حسني البابا فمنحاه الإجازة في أنواع الخطوط. ثم شد الرحال إلى استانبول مأوى أفئدة الخطاطين في ذلك العصر ليتشرف بلقاء إمام الخطاطين آنذاك الأستاذ حامد الآمدي فقدره وإستحسن خطه وقال اعجاباً به قولته المشهورة “نشأ الخط في بغداد وانتهى فيها”، ويقصد من ذلك أنَّ الخط العربي بدأ حياته المجيدة بظهور عملاق الخط العربي علي بن هلال المعروف بابن البواب وانتهى هذا بظهور هاشم البغدادي وهذا يعتبر وساماً ومكرمة تضاف إلى المآثر الحميدة التي تكرم بها عمالقة الخط لهذا الفنان، أجازه حامد الآمدي بإجازة هذا نصها : بسم الله الرحمن الرحيم “ولدي هاشم محمد البغدادي الخطاط شاهدت فيك الصدق والإخلاص والمحبة لهذا الفن الذي لم يندثر ما دام الإسلام باقياً واعهد فيك أن تكون من أخيارهم وأول الخطاطين في العالم الإسلامي فلك اهدي أزكى التحيات لما أنت عليه من تقدم دائم”، كتب في الإستانة سنة 1317هـ التوقيع موسى عزمي المعروف بحامد الآمدي قال عنه أحد المؤرخين بالحرف الواحد: ولما كان الأستاذ حامد الآمدي قد بلغ من العمر عتياً وقد بلغ التسعين أو جاوزها فقد بات الأستاذ هاشم أبرع من يكتب الحرف العربي في العالم. على يده انتقلت الريادة والقيادة والرئاسة في فن الخط إلى العرب بعد أن تولاها الأتراك بما يقرب من خمسة قرون وقد بقيت هذه الأصول تتجاذب أطراف فنه وهو يحاول التوفيق فيها ليكسب الحرف جمالاً إلى جماله ويضيف إليه هندسة تزيد في روعة هندسته حتى استقامت له القواعد وتكاملت في شخصه الإصول ومن هنا كانت له قاعدة عرف بها، على الرغم من حرصه على التقليد وإلتزامه بالقواعد وقد ظل طلابه ومعارفه يتابعون إجتهاده وهو يأخذ أبعاده ويشعرون شعوره وهو يتجدد من خلال الممارسة المستديمة ويؤكد التزامه بالقواعد التي رسمها أعلام الخط البارزين ولعل مكتبته الخطية تعد أروع مكتبة خطية في نفائس النماذج ونوادر المخطوطات التي إقتناها عبر رحلته الطويلة مع هذا الفن الجميل. وله إسهامات كثيرة ومتنوعة في الخط العربي،وبالأخص تلك التي زينت واجهات مساجد بغداد العريقة ومن أشهرها جامع الحاج بنية، وجامع الحيدر خانة قرب شارع المتنبي في بغداد. وإشتغل خطاطاً في مديرية المساحة العامة في بغداد، وله من الآثار الفنية الكثيرة على المسكوكات العراقية والتونسية والمغربية والليبية والسودانية.
من مؤلفاته:- أصدر كراساً عن قواعد الخط العربي عام 1961م، لا زالت تُدرس في كثير من معاهد الخط.
وفاته:- توفي في شهر ربيع الأول/نيسان من عام1393هـ/1973م.
جمع واعداد / خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...