الخميس، 13 فبراير 2014

حكاية الدب الذي قـُتل مع العائلة الملكية


 قصر الرحاب صبيحة يوم ١٤ تموز عام ١٩٥٨م و تعَّرضه للسلب والنهب والتدمير وإبادة العائلة الملكية
.
بعد عودتي من الدراسة الى العراق وتكليفي بالوظيفة، جلب لي ابراهيم السائق وملتزم أعمالي في المقاولات الانشائية دباً صغيرا من منطقته في الشمال، وهي المنطقة التي حاولنا بها انا واحمد سوسه ان نقيم مصيفاً للفنانين العراقيين بها. كان ابراهيم كرديا قوي البنية، واتذكر انه كان شيوعياً عقائدياً، تمكن من الهروب عبر بحر قزوين الى روسيا، ظل الدب يعيش في حديقة بيتنا في العلوية حتى عام 1957، وهو من البيوت التي شيدها الانكليز بعد الحرب العالمية الاولى. كبر الدب وضاق به المكان، فأشار علي (الشريف حسين بن علي) ـ زوج الاميرة بديعة شقيقة الوصي عبدالاله . وقد صممت ونفذت بناء داره بالمنصور، بأن اهديه الى الملك فيصل الثاني. رحبت بالفكرة وقصدت في اليوم التالي قصر الرحاب، انتظرت في غرفة استقبال الضيوف، بينما ظل الدب ينتظر في سيارة الجيب مع ابراهيم السائق، بعدها وصل الملك فيصل مع الامير عبدالاله، وبعد حديث قصير، وما يقتضيه واجب المجاملة، قدمت له الدب بالقول:ـ (احسن مكان لهذا الدب ان يعش بظل ملك، ومن دواعي سروري امكانية قبول الهدية)، ضحك الملك ضحكته الخجولة، وتقبل الهدية مسروراً. 
إستغرق اللقاء نحو الربع الساعة، فالوقت كان نهاية الدوام اليومي .
 كان الملك فيصل الثاني متواضعاً خجولاً، ففي اكثر من مناسبة التقيته بها شعرتُ بخجله وحيائه، وكأنه يقف بين يدي والده. بعد نحو السنة، وردني خبر مؤكد ان الدب قُتل مع من قتلوا من العائلة الملكية في قصر الرحاب صبيحة يوم 14 تموز 1958، ومن المفارقات ان يهرب احد كلاب قصر الرحاب (القصر الملكي) بعد مهاجمته، فيلجأ عبر الحدائق التي تفصل بيتي عن القصر بمنطقة المنصور، الى البيت طالبا مأوى، اويناه واطلقنا عليه اسم (لكي) فالحظ حالفه ولم يقتل يوم ثورة 14 تموز

من كتاب ((خواطر السنين))  للدكتور / محمد مكية.

. جمع واعداد خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...