من المواقف الطريفة التي تعرض لها رئيس الوزراء في العهد الملكي عبد الوهاب مرجان، أن سكيرا في متوسط العمر أقترب منه وأخذ يشتم رجال العهد الملكي ويتهمهم بالعمالة للانكليز وأنهم غير وطنيين وأخذ يشتم ويسب أقدح الكلمات عندها قال له عبد الوهاب مرجان : حتى أنا ؟ فقال السكير: حتى أنت ........
وكان بمعية رئيس الوزراء مجموعة صغيرة من الشرطة لحمايته يرتدون ملابس الشرطة المعروفة وأقترب اثنان للقبض على السكير الذي تهجم على رئيس الوزراء لاقتياده إلى مركز الشرطة . فطلب عبد الوهاب مرجان عدم التعرض لهذا الرجل السكير بل طلب منهم بكل أدب أن يتحاور مع هذا الشخص الذي كان يسبه ويشتمه هو والنظام الملكي كله وقال له : ما هو عملك أخي ؟ فقال السكير : عاطل عن العمل ، فرد عليه رئيس الوزراء : وما هو اتجاهك السياسي ؟ فقال بدون تردد : شيوعي ، وكانت تلك تهمة خطيرة في زمن العهد الملكي ( والمعروف عن عبد الوهاب مرجان مقته الشديد لكل شيوعي ولكنه كان يحترم الحياة الحزبية والديمقراطية ) ولم يبالي عبد الوهاب وقال له : لماذا لا تعمل ؟ فرد عليه : وهل وجدت عملا لكي أعمل ، قال : وإذا وجدت عملا .... هل ستترك المشروب ؟ قال : نعم ، فقال : هل هو عهد ووعد ، قال : أقسم بشرفي ، نظر عبد الوهاب مرجان إلى مدير ديوانه ، وقال له : أوجدوا لهذا الرجل الطيب عملا .... فلولا ضنك العيش ما تهجم على أحد .
وأعطاه رقم هاتفه الشخصي لو أحتاج إلى أي شي، وسط ذهول الرجل الذي غلبته دموع الندم على تهجمه وهو غير مصدق ما جرى.
ترى ماذا يحدث لو أنه تهجم على شخصية متعالية ومغرورة ببريق السلطة ...
وهل يرحمه أحد! أكيد لا ..... إلا بعد أن يأكل ( طن كتل ) من الضرب وامتهان الذات، وربما الإعدام أو السجن الطويل على أقل تقدير، لقد ضرب عبد الوهاب مرجان مثالا رائعاً على الصبر والطيبة ، وقابل الإساءة بالمعروف .
فأين رجال الماضي من رجال اليوم !
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق