الاثنين، 3 أغسطس 2015

ابو ناجي (لسان السياسة البريطانية)

   


المقال : أبو ناجي (لسان الإدارة البريطانية) . الصورة : المس بل . و هي (السكرتيرة الشرقية لدائرة المندوب السامي البريطاني) .
كان أبو ناجي تاجراً يهودياً يمتلك بيتاً واسعاً ينتهي بحديقة يانعة مطلة على نهر دجلة. اعتاد الناس على زيارته لقضاء العصرية في حديقته الباسقة، يشربون الشاي والماء المثلج ويأكلون الكعك معه ويتسامرون . التفتت لذلك المس بل ، الموظفة في الإدارة البريطانية والمسؤولة عن الكثير مما حدث في العراق . قبل نشوء الدولة العراقية و بعد قيامها. فانضمت لهذه الجلسات . وراحت تروي لأبو ناجي ما فعلته الإدارة البريطانية وما تنوي القيام به من مشاريع . تخرج المس بل من ضيافته وينصرف أبو ناجي مساءاً لقضاء الأمسية مع أصحابه في مقهى التجار فيروي لهم ما سمعه منها. ويبادرون بدورهم بترديد ما سمعوه للآخرين . الإنجليز قرروا فتح مدرسة للبنات في كربلاء وفتح كلية للطب في المجيدية، ومس بل أوصت النجار أبو عيسى لصنع عرش خشبي من خشب «الصاج» لائق لجلوس الملك عند تتويجه . يسمع الناس كل هذا الكلام فيسألونك: ومن قال لك ذلك؟ تجيبهم وتقول: سمعته من أبو ناجي . سرعان ما أصبح أبو ناجي لسان حال الإدارة البريطانية من حيث لا تعلم ولا هو يعلم . وبمرور الزمن أصبح «أبو ناجي» كلمة مرادفة في العراق للإنجليز والسياسة البريطانية. تسمع العراقيين حتى الآن يقولون لك ما يجري في العراق، أو سوريا، أو أي بلد عربي أو غير عربي (كله من شغل ابو ناجي) . خالد القشطيني

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...