الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

(نوري سعيد) ، قبل بناء الثورة و بعد قيامها .



: (نوري سعيد) ، قبل بناء الثورة و بعد قيامها .
يذكر الوزير (عبد الكريم الازري) في مذكراته فيقول في اوائل سنة 1955، رجوت من نوري سعيد ، وكان رئيساً للوزراء ان يذهب ليرى بأم عينيه وضع المهاجرين من جنوبي العراق وخاصة من لواء العمارة . فقد استقرت تلك العوائل المهاجرة في مساكن بائسة مشيدة من الطين والحصران الخالية من شروط السكن الصحي يعيشون في حالة من الفاقة والعوز وأشهر تلك المناطق ، منطقة الشاكرية والعاصمة وطرائف الوزيرية والصرافية وخان حجي محسن وخلف السدة . هناك تتكرس هذه المجموعة البائسة من المهاجرين من جنوبي العراق بأعداد هائلة وقد ساقتهم ظروفهم والظلم الاجتماعي [و نظام الإقطاع] الذي كانوا يقاسونه في مواطنهم الريفية واهمال الحكومات لهم للهجرة الى بغداد والاقامة فوق هذه المياه الاسنة القذرة السوداء مع حيواناتهم وكان منظرهم وخاصة اطفالهم العراة يتخبطون في الأوحال ويتعرضون للغرق [و من هؤلاء النازحين نشأت مدينتا الثورة و الشعلة في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم 1958-1963فيما بعد]. يذكر الوزير الازري قلت لنوري سعيد :- اني مستعد ان ارافقك واتجول معك وأريك الاوضاع على حقيقتها ، وقد استجاب نوري سعيد لرجائي ولكنه لم يطلب مرافقتي اياه وذهب بصحبة (عبد الجبار فهمي) متصرف بغداد وفي اليوم الثاني ذهبت الى رئاسة مجلس الوزراء بناء على طلب نوري سعيد. يقول الازري :- رأيت نوري سعيد متأثراً كثيراً مما رأى، انه لم يكن يتصور ان الوضع على هذه الدرجة من السوء وانه قد أمر بأتخاذ بعض الاجراءات المؤقتة المستعجلة كشق بعض الطرق وايصال القوة الكهربائية لأنارتها وتمديد أنابيب مياه الشرب وتزويد تلك الاحياء بحنفيات عامة، كل ذلك ريثما تعالج مشاكلهم الرئيسية . خالد خلف داخل .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...