الفلوجة و فيصل ~ حبٌ متبادل .

المقال : الفلوجة و فيصل ~ حبٌ متبادل .
الصورة : الملك (فيصل الأول) يفتتح جسر الفلوجة . على يمينه قائد الشرطة (نوري سعيد) و على يساره ، وزير الدفاع (جعفر العسكري) في 5 نيسان عام 1932 م .
يقول المؤرخون ان الملك فيصل الاول ملك العراق زار مدينة الفلوجة مرات عديدة. وتحدث لي (صالح الجميلي) عن زيارة الملك فيصل الاول مدينة الفلوجة عام 1928 ، عندما تأثرت المدينة كثيراً بفيضان نهر الفرات الذي دمر المزروعات والاملاك القريبة من النهر وتفقد السدود التي اقيمت عليه للحد من غرق مدينة واشرف بنفسه على إغاثة المنكوبين . واضاف: قام الملك بافتتاح جسر الفلوجة عام 1932 والذي استغرق بناؤه خمس سنوات وعند وصوله يرافقه موكب كبير من الوزراء والمسؤولين ، كان في استقباله وجهاء واعيان وشيوخ الفلوجة وجمع غفير من أهالي المدينة ومدّ له بساط بطول (50) متراً حتى منتصف الجسر ، وسار عليه لحين وصوله الى منتصفه ، وصلى ركعتين . المواطن (عبد الرحمن الجبوري) 85 عاماً قال: ذات يوم في منطقة الصقلاوية كنا نتناول وجبه الغداء ، وكانت وجبة بسيطة آنذاك ومكونة من البصل وخبز شعير وشوربة دخن وإذا بسيارة تتوقف قرب دارنا ويترجل منها شخص مهيوب يرتدي بدلة فاخرة وفوق رأسه سدارة عرفنا فيما بعد انه الملك فيصل فتوالت الهتافات فيما بيننا وفرحنا لقدوم الملك الى دارنا المتواضعة وطلب منا اكمال الغداء وقام بتناول الطعام معنا وهذا دليل على تواضعه. فيما قال السيد (صباح سلوم الشتران) احد مؤرخي الفلوجة، كان الملك كثير التردد على مقره في قاعدة الحبانية القريبة من مدينة الفلوجة وكان دائماً يزور المدينة ويستقبله الأهالي بالاهازيج والهتافات والسرور مبتهجين بقدومه وينحرون له الذبائح وكان يقبل اطفال المدينة ويستقبله الشيخ محمد عباس الجسام وباقي شيوخ عشائر المدينة وذات يوم . زار المدينة وتفقد احوالها مع الملك (سعود الفيصل) ملك السعودية واندهش الملك سعود لما لقيه من حفاوة وتكريم من قبل الأهالي ونحرت لهم (100 رأس غنم) ويضيف السيد صباح . عند وفاة الملك عام 1933 في سويسرا نظمت الفلوجة تظاهرة كبيرة للمشاركة في تشييع الملك وتعالى الهتاف بفقدانه واقيمت له مجالس عزاء استمرت لسبعة أيام . 
مقال من تاليف :سمير كامل شهاب . 
جمع واعداد/ خالد عوسي.