الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

الحجارة اللي ما تعجبك تفچخك .



 الصورة : لقاء صحفي لرئيس الوزراء (نوري سعيد) أثناء إجتماعات حلف بغداد عام 1956 م .

حدَثني اللواء المتقاعد جميل عبد الرزاق الراوي رحمه الله ، عن المظاهرات التي خرجت عام 1956 في بغداد والتي كانت تأيد الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي و التي كانت تندد بوضع العراق السياسي في ذلك الوقت ، قائلا :- كنت مساعد امر الفوج المسؤول عن جانب الكرخ ((الفوج المسؤول عن احداث الشغب والسيطرة على المظاهرات وغير ذلك)). وخرجنا بالفوج الثاني اللواء الاول بقوة سيارة والفوج يتكون من خمسمئة شرطي وضابط وتوزعنا من الكاظمية الى الدورة والمظاهرة كانت امام ثانوية الكرخ للبنين فاستطعنا ان نطوقهم وإدخالهم داخل الثانوية. بعدها قام المتظاهرون بإغلاق باب المدرسة بالأقفال الحديدية ووضعوا مقاعد الدراسة (الرحلات) للطلاب خلف ابواب المدرسة تجنبا لحدوث اقتحام من قبل قوة الشرطة. صدرت الأوامر من وزير الداخلية (سعيد قزاز) بإلقاء القبض على الجميع و أخذهم الى المركز و إتخاذ الإجراآت القانونية بحقهم . فذهبت وأخذت مجموعة من الشرطة وكسرنا الباب وأزحنا المقاعد الدراسية التي كانت خلف الباب بشكل عشوائي كبير . اما المتظاهرون المحتجزون داخل الثانوية فقد تم اعتقالهم وجلبنا لوريات وصعدناهم بها وجلبناهم الى مركز شرطة الكرخ وكان عددهم مئة وسبعين متظاهرا وفعلا اتخذت الاجراءات القانونية بحقهم في اليوم الثاني. صدر لنا امر في اجتماع لضباط شرطة القوة السيارة المسؤولة عن حفظ الامن والنظام وفعلا اجتمعنا في معاونيه شرطة السراي وكان مكان الاجتماع هو سطح المركز حيث لا توجد قاعات داخل البناية في ذلك الوقت وكنا بحدود عشرين ضابطا من ضباط وزارة الداخلية العراقية فجاءنا نوري سعيد رئيس الوزراء ، فصاح الضابط الاقدم المتواجد معنا بالاستعداد وقام الضباط بأداء التحية العسكرية جميعا. توقف نوري سعيد امامنا واخذ ينظر لنا وهو يبتسم بوجه الضباط فقال :- يا اولادي ارجوكم تجمعوا حولي بشكل دائري لان صوتي غير قوي ولا يساعدني.( وفعلا تجمعنا حول نوري سعيد بشكل دائري وتقربنا منة جدا وقال بالحرف الواحد) :- أولادي نحن دولة صغيرة ولا نستطيع ان نحمي انفسنا فنحن اخترنا الغرب المؤمن (بريطانيا و أمريكا) على الشرق الكافر (الإتحاد السوفيتي) . اما المتظاهرون فهم اولادنا و اخواننا ولا اريد ان اسمع صوت طلقة نارية واحدة ابدا ونتحمل الفچخ بالطابوق لان المتظاهرين هم اولادنا واخواننا ((كان المتظاهرون يرشقون افراد الشرطة بالطابوق والحجارة)) على ان لا يصاب اي متظاهر بأذى ونحن سوف نعالج موضوع المتظاهرين. هل تسمعون يا ضباط ما اقول لكم؟ فقلنا: نعم يا سيادة رئيس الوزراء.. {“كونوا كالشجر يرميهم الناس بالحجر فيرمونهم بأحسن الثـمر”} . خالد حسن الخطيب .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...