الاثنين، 28 أكتوبر 2013

الأعظمية ..عطر بغداد وأحد أركانها الأساسية .


صورة نادرة من الجو لجامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعود الى عام ١٩٢٠م . كانت الأعظمية في الأصل مقبرة وبعد دفن الإمام الأعظم فيها ، تطورت واصبحت مدينة لها اهميتها ووجودها، فعند وفاة الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان ثابت (رضي الله عنه) عام 150هـ اثناء خلافة الخليفة العباسي الثاني ابو جعفر المنصور( 136-158هـ )دفن شرق بغداد التي كانت عبارة عن بساتين ومنطقة بعيدة عن المركز وتقع في الجانب الشرقي من بغداد التي لم تكن قد بوشر العمل ببنائها اذ بنى المنصور اولا غرب بغداد وهي الكرخ.. وابو حنيفة النعمان (رضي الله عنه) غني عن التعريف فهو احد الائمة الاربعة عند اهل السنة ، ولد عام 80هـ في الكوفة ... تقول مصادر التاريخ ان ابا جعفر المنصور اراد ان يوليه القضاء في بغداد فابى، فحلف المنصور إلا ان يتولى القضاء ، فحلف ابي حنيفة النعمان رافضا المنصب وهو يقول للخليفة : ان امير المؤمنين أقدر مني على الكفارة فامر به الى الحبس ، وقيل انه ضربه وقيل انه سمهُ لمساندته ثورة ذي النفس الزكية ، فتوفي ودفن في مكانه اليوم ، ثم بعد عقدين من الزمن توفيت الخيزران زوجة الخليفة المهدي وام الخليفة الرشيد ودفنت هناك وسميت المقبرة من حينها بمقبرة الخيزران ، الا ان الدور العقائدي الكبير للامام ابي حنيفة (رض) واهميته في حياة الناس ، جعل منهم ان يبنوا بيوتا بجواره وشيئا فشيئا نشات مدينة هناك استمدت اسمها من اسم الامام الاعظم فسميت الاعظمية .وعدت على إنها واحدة من اربعة معالم ارتكزت عليها بغداد، والمعالم هي الكرخ والرصافة والكاظمية والاعظمية.. تقع الاعظمية في الجانب الشرقي من بغداد وهي امتداد للطريق المتجه اليها من قلب العاصمة عبر بوابة باب المعظم ، وباب المعظم ايضا جاءت تسميته نسبة الى مدينة الاعظمية كونه امتداد لها ، وكان يسمى ايضا (باب السلطان) نسبة الى السلطان السلجوقي طغرل بك ، الا ان اسم باب المعظم قد اخذ المساحة الاكثر من الاهتمام الشعبي وظل قائما الى يوم الناس هذا، في الوقت الذي اندثرت فيه تسمية باب السلطان ولم يبق لها أثر، وموقع الباب كان شاهدا وقائما حتى عام 1923م حيث تم تهديمه انذاك وموقعه اليوم عند مدخل وزارة الدفاع القديم بين قاعة الشعب وجامع الأزبك. والمدن دائما تتاثر بالوضع السياسي للبلاد، ا وهكذا هي الحياة بدأت الاعظمية بالظهور شيئا فشيئا بعد ان رأى الناس ان ينزلوا جوار مرقد ابي حنيفة النعمان بن ثابت ( رض) .
الأعظمية اليوم :- ماتم التطرق اليه اعلاه هو مايتعلق بمراحل تطور مرقد ابي حنيفة والمسجد الملحق به الذي يسمى اليوم ب( جامع ابي حنيفة) اما المدينة التي بدأت بمحلة اسمها محلة ابي حنيفة كما اشرنا تطورت بمرور الزمن حتى تغير اسمها واضحت تُعرف بالاعظمية بدلا من محلة ابي حنيفة، هي اليوم قضاء كبير من اقضية محافظة بغداد يصل تعداد نفوسه الى اكثر من مليون ونصف المليون نسمة وتشمل نواحي عديدة ومحلات مهمة ، كالشعب والقاهرة والصليخ وحي تونس والوزيرية والعيواضية وسبع ابكار وغيرها أما مركز القضاء فهو مدينة الاعظمية، وعندما نتحدث عن الاعظمية نتحدث عن مركز القضاء ، وهي المدينة التي نشأت بالقرب من المرقد ومن اهم معالمها اليوم محلة السفينة المحيطة بالمرقد الشريف وقد سميت بالسفينة، وهي تسمية قديمة ترجع الى ماقبل قرن من الزمان تقريبا حيث كان في مكان جسر الائمة بالتحديد جسر خشبي لعبور المشاة والسيارات بين الأعظمية والكاظمية، وكان الجسر متحركاً لتسهيل عبور ومرور الدُوَب وهي السفن الصغيرة التي تحمل البضائع( إذ كان نهردجلة عريضاً وعميقاً جدا )، من شمال بغداد آتية من المحافظات . وعندما تصل الى منطقة المسنّاية بالأعظمية، التي تعرف برأس الجسر ، كان الناس من أهالي الأعظمية يتجمعون على شاطئ النهر لغرض البيع والشراء، يبيعون الصوف والجلود وملحقاته التصنيعة كالعباءات والغزول والخيوط وما الى ذلك، ويشترون من السفن المواد القادمة من الشمال فضلا عن الفاكهة كالرقي والبطيخ وغيرها مما تحمله تلك السفن، من مواد مختلفة، فيتم البيع والشراء ومن هنا سميت تلك المحلة نتيجة تجمع السفن بالسفينة ... ومن معالم محلة السفينة الاثرية هي المقبرة الملكية ، حيث دفن المرحوم الملك فيصل الاول عام 1933م، ثم تلاه ولده الملك غازي عام 1939م وزوجة الملك غازي الملكة عالية عام 1950 ،والمرحوم الملك فيصل الثاني عام 1958م وكذلك الوصي عبد الاله عام 1958م ايضا وهناك قبران لكل من المرحوم جعفر العسكري اول وزير دفاع في المملكة العراقية الذي استشهد عام 1936م اثناء انقلاب بكر صدقي فضلا عن رئيس التشريفات المرحوم حيدر رستم الذي توفي عام 1940م. ( للدكتور علي العكيدي ) ، إقتباس بتصرف .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...